في إفادة صحفية الاثنين الماضي، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إن إيران تستعد لنقل طائرات بدون طيار إلى روسيا، وأوضح “معلوماتنا تظهر أن الحكومة الإيرانية تستعد لتزويد روسيا بعدة مئات من الطائرات بدون طيار، بما في ذلك تلك التي لديها قدرات حمل أسلحة”.
وقال إن الولايات المتحدة لديها معلومات تفيد بأن إيران تستعد لتدريب المتخصصين الروس على استخدام هذه الأجهزة، وسيبدأ هذا التدريب في وقت مبكر من يوليو/تموز الجاري، ولم يقدم المستشار الأمريكي أدلة تؤكد صحة هذه المعطيات.
وقبل الإشارة الى الطائرات المسيرة الإيرانية، سبق للبيت الأبيض أن تحدث خلال مارس الماضي عن تزويد الصين للقوات الروسية بطائرات مسيرة صينية. وتبين لاحقا عدم صحة هذا الخبر وأنه يدخل ضمن التقليل من قيمة القوات العسكرية الروسية بأنها غير قادرة على مواجهة دولة متوسطة مثل أوكرانيا.
ولا تعتمد روسيا على أي دولة في تلقي السلاح، فقد نجحت في وقت قصير في تحييد سلاح الجو الأوكراني، وتمتلك من الطائرات المسيرة المتطورة المئات، وهي الطائرات التي لا تبيعها تقريبا للخارج حتى تحافظ على أسرارها العسكرية.
ومن ضمن المسيرات التي تملكها روسيا “أورلان-10” المسيرة التي تعمل في ظروف الحرب الإلكترونية، وتقوم برحلات استطلاعية إلى عمق تمركز قوات العدو، والمسيرة “فولك – 18” التي يمكن استخدامها لتدمير طائرات مسيرة. وتمتلك “إيليرون-3″، التي تلقب بـ”صيادة المخربين” إذ أنها تستطيع القيام بمهمات قتالية في أي وقت، وأن تبقى غير مرئية، ولديها وظائف أوسع إذ تستخدم في التشويش الإلكتروني وليس الاستطلاع فقط. ثم الطائرة المسيرة الروسية الهجومية الثقيلة “إس – 17” المعروفة باسم “أوخوتنيك” ، والدرون “إينوخوديتس – رو” الملقب بـ” الضارب” الذي يستطيع البقاء في الجو لمدة 24 ساعة والتحليق لمسافة 1000 كليومتر، و”أوريون” هو درون روسي ضارب متوسط الارتفاع وبعيد المدى، ودرون “غروم” ومعناه (الرعد) النفاث السريع المخصص لتنفيذ طيف واسع من المهام القتالية.
ويمكن أن يكون خبر حصول روسيا على مسيرات إيرانية صحيحا في حالة واحدة، أن تكون طهران قد حصلت على ترخيص روسي لتجريب المسيرات المتطورة في حرب حقيقية مثل الحرب الأوكرانية. وقامت إيران بتجريب طائرات مسيرة في حرب اليمن ضد العربية السعودية والإمارات، ثم على مستوى محدود في مواجهة إسرائيل عبر حزب الله وفي مجال الاستطلاع فقط.
وأبانت هذه الطائرات عن مستوى عال من التسرب الى أجواء العدو وقصف أهداف استراتيجية في العربية السعودية. واعترفت إسرائيل في أكثر من مرة أنها لم تنجح في اعتراض مسيرات أطلقها حزب الله وجابت الأجواء الإسرائيلية وحلقت فوق مواقع عسكرية وعادت الى الأجواء اللبنانية.
لكن تجريب طائرات مسيرة في حرب حقيقية من طرف أوكرانيا التي تستعمل أسلحة غربية متطورة يعد امتحانا حقيقيا للصناعة الحربية الإيرانية. ويوجد تعاون وثيق بين القوات المسلحة الروسية والإيرانية يسمح بالمناورات المشتركة وتجريب الأسلحة ونقل التكنولوجيا.
وتخيف المسيرات الإيرانية دول الشرق الأوسط، وحاولت إسرائيل إدماج الصناعة الحربية الإيرانية من صواريخ ومسيرات في الاتفاق النووي، وفشلت في هذه المهمة، ومن أنواع الطائرات المسيرة التي تمتلكها إيران درونات أبابيل في نسخ متعددة للاستطلاع والهجوم، ودرونات المهاجر ودرونات الشاهد ودرونات كرار، وتتميز كرار بأنها من الطائرات الحربية الانتحارية.