و.س.جورنال: بايدن يضغط لتعميق علاقات أمنية بين إسرائيل والدول العربية
كشف مسؤولون أمريكيون، الأربعاء، أن زيارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إلى الشرق الأوسط تهدف إلى الضغط من أجل "شراكات أمنية أعمق وأكثر علنية بين إسرائيل ودول عربية"، من أجل "احتواء الأخطار التي تشكلها إيران على أمن واستقرار المنطقة".
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مستشار الأمن القومي الأمريكي "جيك سوليفان" قوله إن "بايدن" سيسعى إلى زيادة اندماج إسرائيل في المنطقة خلال الرحلة والتنسيق حول مواجهة التهديد الإيراني.
فيما أوضح "جوناثان شانزر"، نائب الرئيس الأول للأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة فكرية في واشنطن مختصة بالشأن الإيراني، أن الزيارة سوف تشكل "فصلا جديدا في أمن الشرق الأوسط"، مضيفا: "المفتاح الآن لهذه الجهات الفاعلة لإضفاء الطابع المؤسسي على هذه المكاسب".
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة "بايدن" تحاول الجمع بين إسرائيل وجيرانها العرب في شراكة دفاع جوي إقليمية، لكن الجهود المبذولة للقيام بذلك تعرقلت بسبب علاقة الإدارة الأمريكية المتوترة مع السعودية، التي قاومت ضغوطًا من واشنطن لتغيير مسارها بشأن القضايا الرئيسية، بما في ذلك إنتاج النفط وحقوق الإنسان.
يأتي ذلك فيما عرضت إسرائيل بالفعل تقديم مساعدة مباشرة للإمارات التي واجهت سلسلة من الضربات الصاروخية من ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في اليمن في وقت سابق من هذا العام.
ومن جانبها، أعلنت إيران أن التعاون الإسرائيلي العربي في مجال الدفاع الجوي من شأنه أن يزعزع الاستقرار، وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية "ناصر كناني" إن "محاولة خلق مخاوف أمنية جديدة في المنطقة لن يكون لها سوى إضعاف الأمن الإقليمي المشترك وخدمة المصالح الأمنية للنظام الصهيوني".
ورغم تهديد طهران بضرب الإمارات، والبحرين إذا سمحا بوضع منشآت عسكرية تابعة لإسرائيل، يرى "جوزيف فوتيل"، الجنرال المتقاعد الذي شغل منصب رئيس القيادة المركزية الأمريكية حتى عام 2019، أن "لدى إسرائيل القدرة على رفع مستوى التعاون مع جميع شركاء الخليج العربي بحكم جديتهم وكفاءتهم".
وهنا تشير الصحيفة الأمريكية إلى وجود جزء كبير من التعاون الإسرائيلي العربي على "جبهات ثنائية"، ففي الأشهر الأخيرة، عملت البحرين مع أجهزة الأمن الإسرائيلية لتدريب ضباط استخباراتها، وفقًا لمسؤول بحريني رفيع، أوضح أن إسرائيل وافقت أيضًا على تزويد البحرين بطائرات مسيرة وأنظمة مضادة للطائرات.
ويقول المسؤولون الإقليميون إن التحول نحو مزيد من التعاون العربي مع إسرائيل ينبع جزئياً من المخاوف بشأن استعداد الولايات المتحدة للتدخل عسكرياً في المنطقة، لا سيما بعد انسحابها المفاجئ من أفغانستان ورغبة "بايدن" المعلنة في توجيه الموارد الأمنية الأمريكية نحو الصين.
ويعد هذا التعاون ثمرة لاتفاقات السلام الأخيرة التي عقدتها إسرائيل مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، والتي شكلت تحولا كبيرا في الديناميكيات الإقليمية.
وقال وزير الجيش الإسرائيلي "بيني جانتس"، الأسبوع الماضي، إن مسؤولين عسكريين بالدولة العبرية عقدوا 150 اجتماعا مع نظرائهم في دول الخليج، منذ توقيع اتفاقات التطبيع، مضيفا أن تل أبيب باعت أكثر من 3 مليارات دولار من الأسلحة لدول الخليج.
وفي عام 2021، ذهبت 7% من المبيعات العسكرية لإسرائيل إلى "دول اتفاقيات إبراهيم"، وفقًا لوزارة الجيش الإسرائيلي.
وتتطلع إسرائيل إلى دمج دفاعاتها الإلكترونية مع حلفائها الجدد، حيث "التقى أباطرة الإنترنت في إسرائيل عشرات المرات مع نظرائهم الإماراتيين منذ توقيع اتفاقيات إبراهيم"، بحسب الصحيفة الأمريكية.
كما أفاد مسؤول إسرائيلي بأن تل أبيب وأبوظبي "يتبادلان المعلومات الاستخباراتية والتهديدات المحتملة لكل منهما والدروس التي تعلموها أثناء التعامل مع التهديدات الإلكترونية".
وفي يوليو/تموز 2021، وقعت إسرائيل أيضًا اتفاقية للأمن السيبراني مع المغرب، تتضمن إنشاء فرق عمل وأدوات عمل سحابية يمكن لإسرائيل وشركائها مشاركتها والتعاون من خلالها.
المصدر | الخليج الجديد + متابعات