قبل زيارته للمملكة.. عدم وضوح بايدن يثير مخاوف داعمي محمد بن سلمان
أفادت مصادر مطلعة، أن التصريحات غير الواضحة التي أدلى بها مؤخرا الرئيس الأمريكي "جو بايدن" فيما يتعلق باجتماعه مع ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" خلال قمة دول الخليج المرتقبة في الرياض، تثير مخاوف داعمي الأمير الشاب بالمملكة.
وفي حين، يُتوقع أن يلتقي "بايدن" بالعاهل السعودي الملك "سلمان" وولي العهد، يقول الرئيس الأمريكي إن زيارته إلى مدينة جدة السعودية، تتعلق بالمشاركة في قمة لدول الخليج، وليس للقاء ولي العهد.
والخميس الماضي، قال "بايدن" للصحفيين في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في مدريد، إن "القمة في السعودية، لكنها لا تتعلق بالسعودية".
وأضاف: "لذلك لا يوجد أي التزام أو تعهد، ولست متأكدا من ذلك؛ أعتقد أنني سأقابل الملك وولي العهد، لكن ليس هذا هو الاجتماع الذي سأذهب من أجله. سيكونان جزءا من اجتماع أكبر بكثير".
ونقلت وكالة "رويترز" عن المصادر المذكورة قولها إن تصريحات بايدن غير الواضحة حول هذه القضية أدت إلى شعور بعض المسؤولين السعوديين الذين يدعمون ولي العهد بالقلق، وهم يرون أن "تعليقات الرئيس مهينة".
وأضافت المصادر: "في كل مرة يقول فيها (الرئيس) لن ألتقي به يُسبب هذا مشاكل.. لا يمكن أن تطلب منهم معروفا وتظل تنكر حتى مقابلتهم".
وسبق أن ندد "بايدن" بولي العهد على خليفة اتهامه بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، وأعلن في وقت مبكر من رئاسته أنه سيركز العلاقات الأمريكية على الملك سلمان، وليس ابنه.
ولكن في مواجهة مجموعة من المشاكل الأخرى المتعلقة بالغزو الروسي لأوكرانيا، أقنع مساعدون الرئيس بايدن بـ"الشروع في تحسين العلاقات" مع السعودية.
ووفقا لمسؤول أمريكي، فقد عارض "بايدن" الزيارة إلى السعودية في البداية، واعتبرها بمثابة "دفعة معززة لمحمد بن سلمان، وتتعارض مع إدانته لسجل السعودية في مجال حقوق الإنسان"
وقال المسؤول، إن الرئيس بايدن تردد بشأن هذه الزيارة لأسابيع، قبل أن يقول له مساعدوه إن أسعار النفط المرتفعة والتهديد الإقليمي من إيران جعل الرحلة ضرورية، حسبما نقلت "رويترز"
وكان قراره الأخير مدفوعا بتشجيع من إسرائيل، التي تأمل في أن تؤمن زيارة الرئيس الأميركي للسعودية "دعما سعوديا للتقارب الإسرائيلي العربي".
وأشار "بايدن" في مدريد إلى أن الإسرائيليين "دفعوا بقوة من أجل ذهابي إلى السعودية".
وسيتوقف "بايدن" أولا في إسرائيل خلال رحلته الممتدة من 13 إلى 16 يوليو الحالي.
ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع في واشنطن قوله إنه من المتوقع أن يستغل "بايدن" محادثاته مع السعوديين لإقناع الرياض بإجراء اتصالات أمنية ودبلوماسية مع إسرائيل، كجزء من جهد لتعزيز الدفاع الإقليمي ضد إيران.
ومع ذلك شدد المصدر على أنه بينما تتوقع الإدارة الأميركية إحراز تقدم خلال زيارة بايدن، فإن التطبيع الكامل للعلاقات بين القوتين في الشرق الأوسط (السعودية وإسرائيل) لا يزال بعيد المنال.
ويتوقع مطلعون على موقف بايدن أن يتطرق الرئيس إلى حقوق الإنسان عندما يزور السعودية، لكن من غير الواضح في أي إطار سيتم هذا الأمر.
وقال مسؤول كبير سابق في إدارة بايدن: "لدي ثقة تامة في أن يكون ملف حقوق الإنسان على جدول الأعمال ومطروح في كل اجتماع"، مؤكدا أن الرئيس الأمريكي ليس من الأشخاص الذين يتهربون من "أي شيء".
المصدر | الخليج الجديد+متابعات