هل تؤثر خلافات السعودية – الإمارات على “التفاصيل والحيثيات”؟ الأردن على حافة “أصابع الناتو العربي”: إخفاق في “التسويق” وتجاذبات بالجملة تسبق الجلوس على “طاولة بايدن”

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 901
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

عمان – خاص بـ”راي اليوم”:

وقف الاردن مجددا على اصابعه عندما تعلق الامر بالخيارات الاقليمية وادارة تدوير الزوايا الحرجة في الاقليم على هامش الاستعداد او حفلة الاستعداد الجماعي بين زعماء المنطقة لاستقبال الرئيس الامريكي جو بايدن وسط خلافات وتباينات في الصفوف على المستوى الثنائي.

 ووسط افكار ومقترحات لا تجد من يسوقها وعنوانها الرئيسي تاسيس حلف ناتو شرق اوسطي جديد اضافة الى تباينات حتى مع الادارة الامريكية الحالية.

ورغم ان الانطباع متكرس بان الهدف الاساسي من  زيارة بايدن وكما ذكرت رأي اليوم في تقرير سابق لها من واشنطن هو التاكد من تثبيت اسعار النفط بسبب ازمة المحروقات وارتفاع اسعارها في الولايات المتحدة الامريكية وتاثير ذلك التجاذب المحتمل على الانتخابات الخاصة بالحزبين الديمقراطي والجمهوري الا ان الافكار الكبيرة بدأت بالتقلص والتلاشي وهذا على الاقل ما تلاحظه غرفة القرار الاردني وهي تحاول التمسك برؤيا قدر الامكان  جماعية بين زعماء المنطقة لاعادة عرضها على الرئيس الامريكي عندما يلتقي بقادة الدول الحليفة والصديقة.

ويبدو ان الخلافات البينية خصوصا في محور السعودية والامارات وفي محور كيفية التعاطي مع التحديات المرتبطة بالملف الايراني اضافة الى محور الحكومة اليمنية الاسرائيلية الآيلة للسقوط وتاثير ذلك دوما على كل الخيارات والسيناريوهات هي المحاور الرئيسية التي تخلط اوراق زيارة بايدن للمنطقة خصوصا بعد ما تردد حول احتمالية غياب زعماء عرب مهمون جدا في الوقت الذي يبدو فيه ان الاعتبار العسكري الروسي في سوريا والموقف داخل العراق من الملفات الساخنة ايضا على طاولة البحث والتحري.

ورغم تاكيدات الادارة الامريكية وترشيحاتها بان الفرصة متاحة لمناقشة ملف الطاقة واسعار النفط بشكل اساسي الا ان الزعماء العرب لدى  كل منهم تصور واجندة لهذا اللقاء .

والاردن مثلا مهتم جدا باعادة الدعوة لعملية السلام وتنشيط المفاوضات وهذا ما ظهر من التصريحات الاخيرة لوزير الخارجية ايمن الصفدي فيما الاعتقاد كبير بان الخلافات في المحور السعودي الاماراتي تخفف الاندفاع نحو تصور عربي خليجي على الاقل لمجمل التعامل مع التحديات والملفات الموضوعة والملحة خصوصا في ظل عدم بروز اي اشارات من الجانب السعودي تشير الى ان الرياض في طريقها للتخلص من علاقتها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرغم من الضغط والالحاح.

الى هنا تقلصت الى حد بعيد وسط تدوير الزوايا الحرجة فرصة الافكار التي حاول الاردن مساندنتها لسبب غامض حول تاسيس تجمع عسكري استراتيجي برؤية واضحة بين دول المنطقة يقترب او يشبه حلف الناتو العسكري الغربي ومن المرجح ان هذه الافكار لا تتحمس لها ابوظبي بصورة خاصة بسبب خطورتها على دولة الامارات وخطورة الاستفزاز الناتج عنها في مواجهة معركة مباشرة مع الايرانيين لا يريدها الاماراتيون بكل حال.

وقد خفف الاردن تمرير المشاريع المتعلقه بسبب صعوبة  تمرير المشاريع المتعلقة بحلف ناتو جديد من لهجته في السياق وابلغ الوزير الصفدي علنا بان بلاده لم يتحدث معها الامريكيون في الموضوع لا من قريب ولا من بعيد وان ما حصل هو البحث في احتياجات المنطقة العسكرية والاستراتيجية ويعتقد الى حد بعيد بان الموقف من الملف الايراني تحديدا يحاول التاثر بالموقف الاسرائيلي حصرا والساعي الى مواجهة ومعركة عسكرية فيما لا تبدو دول مثل السعودية والاردن والامارات ومصر متحمسة لخيار التصعيد العسكري  بسبب مخاسره الاستراتيجية وعلى جميع الاطراف.

 واحتمالية ان يؤدي الى انعاش تنظيمات ارهابية ترهق أمنيا الدول المعنية.

وعليه يمكن القول بان  الافكار التي دعمها الاردن علنا بخصوص حلف ناتو شرق اوسطي تقلصت الى حدود كبيرة لا بل تلاشت الى حد بعيد خصوصا وان الادارة الامريكية اعلنت بان هذا الموضوع غير مطروح على الطاولة والمطروح هو تنسيق جهود دفاعية عسكرية بين الدول الحليفة لواشنطن لها علاقة بالتصدي للمسيرات غير المنضبطة او لها علاقة بالامن الحدودي او بتوحيد الرادارات و انظمة الدفاع الجوي ليس اكثر ولا اقل مما دفع وزير الخارجية الاردني الى التراجع وتقليص حجم اهتمام بلاده بحلف ناتو جديد بكل الاحوال.

الاوضاع مرتبكة تماما قبل زيارة الرئيس الامريكي والطاولة مزدحمة بالملفات وبالتجاذبات والخلافات ايضا الامر الذي يعتقد على نطاق واسع انه قد يؤدي لاحقا الى التاثير على مجريات هذا الاجتماع سواء من حيث اهمية و نسبة الحضور بين الزعماء العرب او من حيث الاجندة  التي يمكن ان ينتهي اليها.