الفاينانشال تايمز: روسيا وأوكرانيا: حياد دول الخليج تجاه أوكرانيا يعكس عمق العلاقات مع روسيا

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1034
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

نشرت صحيفة الفايننشال تايمز تحليلا مشتركا بين سيميون كير وسامر الأطرش وأندرو إنغلند في بعنوان “حياد دول الخليج تجاه أوكرانيا يعكس عمق العلاقات مع روسيا”.

ويقول المقال إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اتصل بنظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان للتأكيد على “أهمية بناء رد دولي قوي لدعم السيادة الأوكرانية”، ولكن عندما تعلّق الأمر بالتصويت يوم الجمعة في مجلس الأمن الدولي، تجاهلت الإمارات مناشدات واشنطن وانضمت بدلا من ذلك إلى الصين والهند في الامتناع عن التصويت، “ما أبرز إحباط أبو ظبي من السياسات الأمريكية”.

ويضيف “لعقود من الزمان، سارت القوتان القويتان في الخليج، الإمارات والسعودية، على إيقاع الولايات المتحدة، لكن قرار يوم الجمعة يبرز كيف ينتهجان سياسات خارجية أكثر استقلالية في الوقت الذي يعمقان علاقاتهما مع خصمي واشنطن في موسكو وبكين”.

“كان رد فعل معظم دول الخليج، التي اعتبرت الولايات المتحدة على مدى عقود ضامنا لأمنها، صامتا أثناء محاولتها اتباع موقف محايد للحفاظ على التعاون مع موسكو في القضايا الجيوسياسية والطاقة، مع تجنب الاتهامات الغربية بأن رفض إدانة روسيا يرقى إلى مستوى الدعم للغزو”.

وقال إميل حكيم، خبير شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن امتناع الإمارات عن التصويت “في وقت إجماع غربي فاجأ بعض المسؤولين الغربيين”، لكنه أضاف أن “سلوك التحوط الإماراتي مستمر منذ فترة”.

“تعتقد كل من الإمارات والسعودية أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تنفصل عن الشرق الأوسط.. لقد عبّروا عن استيائهم من سياسات الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة”، كما يرد في المقال.

ويشير المقال “في المقابل، كان بوتين أحد قادة العالم القلائل الذين احتضنوا الأمير محمد بن سلمان بعد أن تم إلقاء اللوم عليه على نطاق واسع في مقتل جمال خاشقجي عام 2018 على يد عملاء سعوديين”.

ويلفت إلى أن “السعودية التي لم تصدر بيانات بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا، شاركت مصالح الطاقة مع موسكو لأنها اللاعب الرئيسي في أوبك، التي انضمت إليها روسيا في عام 2016”.

“على الرغم من ارتفاع أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل، قاومت الرياض الضغوط الأمريكية لضخ المزيد من النفط، بينما يقول محللون إنها تعتقد أن زيادة الإمدادات لن تحدث فرقا يذكر”.

ويقول المعلق السعودي علي الشهابي إن الولايات المتحدة “أرسلت إشارات وإجراءات متعددة” أن تحالفها مع المملكة لم يعد علاقة يمكن أن تعتمد عليها الرياض.

ويضيف “من هنا قرر القادة السعوديون أن عليهم بناء تحالفات وعلاقات متعددة مع القوى الكبرى الأخرى، لا سيما الصين وروسيا”.

كما يرى الشهابي أن الرياض استثمرت بكثافة في بناء العلاقات مع موسكو واعتبرت أوبك علاقة إستراتيجية مهمة لـ “شريان الحياة” لاقتصاد المملكة، النفط.

ويعتبر أن روسيا “أثبتت أنها تتذكر أصدقاءها وأيضا أعداءها وأن اتفاقية أوبك التي وقعتها المملكة ستلتزم بها القيادة السعودية بشدة. لدى السياسيين الغربيين ذاكرة قصيرة. القادة السعوديون ليسوا كذلك”.

ويخلص المقال “لا يزال المسؤولون السعوديون والإماراتيون يصرون على أن الولايات المتحدة هي الشريك الخارجي الأساسي لهم. ومع ذلك، تعمل موسكو على تعميق وجودها في الشرق الأوسط”.

ولكن حكيم يقول حذرا إن “العزم الغربي وربما النجاح في أوكرانيا قد يغير الحسابات الإماراتية، ويظهر حدود القوة الروسية الناعمة والصلبة”. (بي بي سي)