نهاية معركة حرض: حين يهيم الجيش المدرّع على وجهه

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1297
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

سجّلت السعودية فضيحة جديدة في الأداء الميداني - العسكري، بعدما نشر الإعلام الحربي اليمني مشاهد مصوَّرة للمعارك التي دارت بين قواتها وبين الجيش و«اللجان الشعبية» على جبهة حرض شماليّ اليمن. إذ أظهرت المشاهد فرار الجنود السعوديين بالمدرّعات من ساحة القتال، وتركهم الألوية المسانِدة لهم من دون دعم، لتتأكّد بذلك النكسة التي انتهت إليها معركة حرض، والتي كان يُفترض أن تشكّل باكورة «مرحلة اليمن السعيد»

صنعاء | انطلقت، مطلع الشهر الجاري، حملة عسكرية بقيادة قوات سعودية، مسنودة بعشرة ألوية من قوات الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، ومرتزقة سودانيين، لاستعادة مدينة حرض الواقعة شماليّ محافظة حجة الحدودية مع السعودية. هاجمت هذه القوات المدينة من مسارَين: الأوّل باتجاه سلسلة جبال الهيجة، والثاني باتجاه سلسلة جبال أبو النار. سريعاً، ردّ الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» بهجوم معاكس، استطاعا من خلاله تغيير مسار المعركة، واستعادة زمام المبادرة، على رغم كثافة الغارات التي شنّها التحالف السعودي - الإماراتي كغطاء لتقدّم قوّاته، التي كادت توقع أجزاءً من حرض تحت الحصار خلال الأيام الأولى للمعركة. لكن قوات صنعاء استطاعت، بحسب مصادر عسكرية، إفشال هذا المخطط، والتقدُّم من مسارَين (الحصنين وجنوب شرق حرض) لتستعيد المناطق كافة التي كانت سقطت تحت سيطرة المهاجِمين، وصولاً إلى استعادة المحصام والهيجة وتأمين محيطهما.

ونشر الإعلام الحربي، التابع لوزارة الدفاع في صنعاء، مشاهد موثّقة للمعركة، أظهرت هروب القوات السعودية بالمدرّعات، وتركها الألوية المسانِدة لها من دون دعم، وسط ضغط نيران الجيش و«اللجان»، وتزايد خسائر تلك الألوية المنتمية إلى المنطقة العسكرية الخامسة. وبفعل ذلك، توالت الانسحابات في صفوف المهاجِمين، الذين وجدوا أنفسهم هدفاً لضربات مكثّفة من قِبَل القوّة الصاروخية وسلاح الجوّ المسيّر التابعَين لصنعاء على تجمّعاتهم ومعسكراتهم وشبكات الاتصالات التابعة لهم، توازياً مع دور فاعل أدّته وحدة المدفعية، تسبّب بمضاعفة الخسائر المادّية والبشرية وسط التشكيلات الموالية للرياض، حتى بلغت بحسب الإعلام الحربي أكثر من 580 قتيل وجريح، بينهم أكثر من 200 قتيل. ووفقاً لإحصائية المركز أيضاً، فقد تمّ تدمير وإحراق وإعطاب أكثر من 40 آلية ومدرّعة عسكرية بينها عربة اتصالات وكاسحة ألغام، وتدمير راجمة صواريخ، وإحراق أكثر من 60 صاروخ كاتيوشا، وإسقاط طائرة تجسّسية مقاتلة من نوع «CH4» صينية الصنع، وطائرة تجسّسية صغيرة، فضلاً عن إعطاب وتدمير 7 مدافع من عيارات ثقيلة ومتوسّطة.


هكذا إذاً، انتهت المعركة التي صاحبها تهويل إعلامي كبير من قِبَل التحالف السعودي - الإماراتي، على رغم أن المدينة المستهدَفة بها تُعدّ أقرب مدينة يمنية إلى المملكة، ولا تبعد عن حدودها أكثر من خمسة كيلومترات، فضلاً عن أنها خالية من السكّان. وألقت الرواية الصادرة عن قوات هادي باللوم في تلك النكسة على السعودية، مُذكّرة بأن المنطقة العسكرية الخامسة كانت تلقّت مطلع الشهر الجاري دعماً سعودياً جوّياً ولوجيستياً وبرّياً، متمثّلاً في مجموعات «لواء الإمام سعود الكبير الحادي عشر مشاة مدرع» ومجموعات «لواء الملك فهد الثامن مدرع»، لإطلاق عملية عسكرية في حرض. ولم تكد العملية تبدأ، حتى تمكّن المهاجِمون على المحور الشرقي، خلال أقلّ من أربعة أيام، من السيطرة على سلسلة جبال الجرشة ومركز المحصام الحدودي، في حين فشل المحور الشمالي في تحقيق أيّ تقدّم في اتّجاه جمرك حرض.
لكن القوات السعودية التي دخلت المحصام، تعرّضت سريعاً لهجوم من قِبَل الجيش و«اللجان» أجبرها على مغادرة المنطقة إلى داخل الحدود، خوفاً من وقوعها في الأسر، لتبْقى قوات هادي وحيدة في الميدان من دون حماية من السلاح الثقيل، الأمر الذي دفعها هي الأخرى إلى الانسحاب، وبذلك سقطت المحصام بيد قوات صنعاء. وعلى رغم محاولات السعودية العودة إلى المعركة، من خلال إرسال تعزيزات مدرّعة عبر منطقة صامطة في جيزان، إلّا أن هذه المدرّعات وقعت في كمين في منطقة الفخيذة شرق الخوبة، اضطرّها إلى التراجع وعدم إكمال المسير نحو جبهة حرض، لتُصدر القيادة السعودية على إثر ذلك توجيهاً إلى مدرّعاتها كافة بالتراجع، خشية وجود كمائن أخرى.