"ألوية العمالقة" المدعومة إماراتيا توقف عملياتها بالشمال اليمني

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1138
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

أوقفت "ألوية العمالقة"، القوات اليمنية الجنوبية المدعومة من الإمارات، عملياتها بالشمال اليمني بعد أسابيع من مساعدة القوات الحكومية المدعومة من السعودية في معاركها ضد الحوثيين لاستعادة محافظة شبوة والتقدم بمناطق محافظة مأرب.

فقد توقف هذا التقدم منذ 11 يناير/كانون الثاني الجاري، حسب ما علم موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، عندما أعلن المتحدث باسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية "تركي المالكي" تحرير 3 مناطق في شبوة.

وقال مقاتل من "ألوية العمالقة" في شبوة إن القوات أوقفت عملياتها في مأرب بعد وصولها إلى مناطق مأهولة؛ لأنها لم تكن تريد استهداف تلك المناطق.

وأضاف: "تلقينا تعليمات بوقف التقدم، والسبب الرئيسي وراء ذلك هو وصولنا إلى مناطق سكنية".

وأوضح: "الحوثيون مختبئون وسط المدنيين، فإذا تقدمنا ​​فستقع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين. لذلك توقفنا".

و"ألوية العمالقة"، التي تضم حوالي 15 ألف مقاتل، من أكبر المعارضين للحوثيين خلال الحرب الأهلية اليمنية، التي استمرت 7 سنوات. وهي جزء من تحالف "المقاومة الوطنية اليمنية"، وقوة مستقلة تقاتل نيابة عن الحكومة المعترف بها دوليا.

ورغم حقيقة أن معظم مقاتليها ينحدرون من الجنوب، ويتلقون تمويلا إماراتيا؛ فقد حرصت "ألوية العمالقة" على نفي أي صلات لها بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من الإمارات، مؤكدة مرارا ولائها للرئيس "عبدربه منصور هادي". ويسيطر "الانتقالي الجنوبي" على عدن، العاصمة اليمنية المؤقتة، ومحيطها، ويسعى لاستقلال جنوب اليمن.

وفي غالبية فترات الصراع، كانت "ألوية العمالقة" نشطة في غرب اليمن؛ حيث تُقاتل في محافظتي تعز والحديدة والساحل الغربي. لكنها انتقلت شرقا إلى شبوة في ديسمبر/كانون الأول بعد إقالة محافظها "محمد صالح بن عديو"، الذي كان ينتقد سيطرة الإمارات على ميناء بلحاف البحري، أحد الموانئ الرئيسية لتصدير النفط باليمن.

ودفع بديله، المحافظ الموالي للإمارات "عوض العولقي"، "أولوية العمالقة" إلى الانتقال إلى المحافظة، وترسيخ نفسها كقوة عسكرية رئيسية هناك.

واعتُبرت هذه الخطوة وسيلة لدعم "العولقي"، وضمان هيمنة الإمارات بالمحافظة، وهو ما نفته الألوية.

وقال مقاتل من الألوية على الساحل الغربي: "انتقل زملاؤنا إلى شبوة كتعزيزات للقوات هناك لتحرير شبوة من مليشيا الحوثي وليس لأي سبب آخر".

وأضاف أن تأمين المحافظة أصبح "أولوية"؛ لأنه سيسهل استخدام ميناء بلحاف البحري الخاضع للسيطرة الإماراتية منذ 2016.

وفي نفس الوقت الذي تدخلت فيه "ألوية العمالقة"، أعلن رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" أن قواته ستستمر في التقدم في الشمال لدعم الشماليين والحفاظ على الجنوب آمنا من خطر الحوثيين.

 

"خطأ فادح"

وينتقد العديد من الجنوبيين مشاركة قواتهم في الشمال بعيدا عن ساحة المعركة الخاصة بهم.

وقال "محمود اليافعي"، وهو من سكان عدن المؤيدين لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي": "منذ البداية ، لم يكن عليهم الذهاب إلى مأرب. لقد كان الذهاب إلى الشمال خطأ كبيرا".

وأضاف: "نحن بحاجة لتحرير الجنوب واستعادة بلادنا، فلماذا نحارب في مأرب؟".

ولفت "اليافعي" إلى أن  القوات أوقفت زحفها على مأرب بعد أن أدركت أن سكان الجنوب غير راضين عما يفعلونه.

وقال: "سكان الشمال لا يهتمون بنا، وقد استهدفوا الجنوب أكثر من مرة فلماذا نذهب للقتال إلى جانبهم".

وتابع: "أهل الشمال مثل الحوثيين، وهم أعداؤنا فكيف نثق بهم؟".

ولفت "اليافعي" إلى أنه لا تزال هناك بعض المناطق الجنوبية الأخرى، التي يتعين السيطرة عليها من الحوثيين، بما في ذلك محافظتي لحج والضالع.

واعتبر أن "القتال في مأرب فخ للقوات الجنوبية، التي ستتعرض للقتل في الشمال؛ لذلك نحن سعداء لأنهم توقفوا عن التقدم".

وقال مقاتل "ألوية العمالقة" إن تقدمهم القادم لن يكون باتجاه "المناطق العميقة" في مأرب، ولكن فقط إلى المناطق التي تحافظ على الجنوب آمنا بدرجة كافية. وأبدى دعمه لقرار عدم مشاركتهم في القتال بمأرب.

وأضاف: "نتفهم مطالب إخواننا في الجنوب، ولن نحرر الشمال من الحوثيين. كل ما نحتاجه هو حماية الجنوب ولن نتقدم في مناطق أخرى".

 

تصعيد حوثي

وكانت الإمارات جزءا من التحالف الذي تقوده السعودية، والذي تدخل في اليمن عام 2015 لإعادة حكومة "هادي" المعترف بها دوليا، والتي أطاح بها الحوثيون أواخر عام 2014.

وأعلنت الدولة الخليجية أنها قلصت مشاركتها العسكرية في اليمن منذ عام 2019، لكن المحللين أشاروا إلى أنها لا تزال تحتفظ بنفوذ كبير من خلال دعم المقاتلين اليمنيين.

واشتد القتال منذ 25 ديسمبر/كانون الأول؛ حيث شن التحالف الذي تقوده السعودية هجوما "واسع النطاق" على صنعاء اليمنية بعد أن قتلت صواريخ أطلقها الحوثيون شخصين  بالمملكة، لتوقع ضحايا للمرة الأولى منذ 3 سنوات.

وأسفر هجوم التحالف على صنعا، آنذاك، عن مقتل 3 أشخاص، وحذر المتحدث باسم الحوثيين "يحيى سريع" السعودية من رد "مؤلم" إذا لم يوقف التحالف "عدوانه".

وأعلن الحوثيون، الإثنين، مسؤوليتهم عن هجمات غير مسبوقة على العاصمة الإماراتية أبوظبي خلفت 3 قتلى و6 جرحى.

وقال زعيم حوثي في ​​صنعاء لموقع "ميدل إيست آي" في أعقاب الهجمات إن جماعته استهدفت الإمارات؛ "لأنها عادت إلى خط المواجهة في الصراع اليمني مرة أخرى لقتالنا، بينما كنا على وشك الاستيلاء على مأرب".

 

المصدر | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد