أنباء عن مغادرة السفير السعودي الأراضي اللبنانية صباحا ويؤكد حرص المملكة “على المواطنين اللبنانيين المقيمين”.. وعون يشدد: حريصون على إقامة أفضل العلاقات مع السعودية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1262
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بيروت – (د ب أ) – رويترز: أفادت  قناة “ال بي سي” اللبنانية اليوم السبت بأن سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري غادر الأراضي اللبنانية صباحا.

وقال السفير بخاري ، تغريدة نشرها عبر حسابه على تويتر اليوم :”تؤكد حكومة المملكة العربية السعودية حرصها الدائم على المواطنين اللبنانيين المقيمين الذين تعتبرهم جزء من النسيج واللحمة التي تجمع بين الشعب السعودي وأشقائه العرب المقيمين في المملكة”.

وكانت المملكة العربية السعودية قد استدعت أمس سفيرها في لبنان للتشاور وطلبت مغادرة سفير لبنان لدى المملكة،  كما قررت وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة وذلك على خلفية تصريحات وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي حول حرب اليمن.

ومن جهته قال الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم السبت إن بلاده حريصة على إقامة أفضل العلاقات مع السعودية، متطلعا لرأب الصدع مع المملكة بعد أن طردت السفير اللبناني وحظرت الواردات اللبنانية في خلاف دبلوماسي يهدد بتفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان.

وأضاف عون على تويتر أن لبنان حريص على إقامة أفضل العلاقات مع السعوديين وتعزيز الروابط عبر اتفاقات ثنائية، بعد تصاعد التوتر على أثر تصريحات وزير لبناني، قبل توليه منصبه، انتقد فيها التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن.

وقالت الرئاسة اللبنانية على تويتر “حريصون على إقامة أفضل وأطيب العلاقات مع المملكة ومأسّسة هذه العلاقات وترسيخها من خلال توقيع الاتفاقات الثنائية بين البلدين”.

وثار الخلاف بسبب تصريحات أدلى بها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي قبل توليه منصبه وانتقد فيها التدخل العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، وأدى إلى إطلاق دعوات من بعض كبار المسؤولين لاستقالته ومعارضة آخرين لاتخاذ هذه الخطوة.

وقال وزير التعليم عباس الحلبي، بعد اجتماع للخلية الوزارية اللبنانية لمتابعة الأزمات اليوم السبت استمر قرابة ثلاث ساعات لبحث الأزمة الدبلوماسية المتنامية مع السعودية وبعض دول الخليج، إن لبنان لا يتحمل أن تستقيل حكومته بسبب الأزمة التي تزداد اتساعا.

وأضاف أن من غير الممكن ترك البلاد دون حكومة بالنظر إلى وجود مسائل أخرى ضاغطة وإن الحكومة ستواصل العمل لحل النزاع.

وأمس الجمعة طردت السعودية السفير اللبناني وحظرت جميع الواردات اللبنانية. وحذت البحرين والكويت حذوها وقالت كل منهما إنها أمهلت السفير اللبناني لديها 48 ساعة لمغادرة البلاد. وقالت الإمارات في وقت لاحق إنها ستسحب جميع دبلوماسييها ومنعت مواطنيها من السفر إلى لبنان.

وستكون لاستقالة قرداحي آثار جانبية يمكن أن تهدد حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الائتلافية.

وبعد زيارته للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي اليوم السبت، غادر قرداحي دون الإدلاء بأي تصريح.

لكن وزير الخارجية عبد الله بو حبيب قال إن اتصالات ميقاتي مع مسؤولين في عدد من الدول أظهرت وجود معارضة لاستقالة الحكومة التي تشكلت الشهر الماضي بعد تعثر استمر 13 شهرا.

وقال إن تلك الدول طلبت من ميقاتي أن يستبعد التفكير في الاستقالة.

وقال متحدث باسم السفارة الأمريكية في بيروت إن ريتشارد مايكلز نائب رئيس البعثة الأمريكية في لبنان حضر اجتماع المجموعة الوزارية، وامتنع عن ذكر المزيد من التفاصيل.

وطلب ميقاتي من قرداحي أمس الجمعة “تقدير المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب”، لكنه أحجم عن مطالبته بالاستقالة.

* المصلحة الوطنية

يحظى قرداحي بدعم علني من حزب الله وامتنع عن الاعتذار أو الاستقالة بسبب التصريحات التي وجهت أسوأ ضربة للعلاقات السعودية اللبنانية منذ احتجاز سعد الحريري عام 2017 في الرياض.

وقال الراعي السياسي للوزير، سليمان فرنجية من تيار المردة المتحالف مع حزب الله، في مؤتمر صحفي إنه رفض عرضا قدمه قرداحي بالاستقالة وإنه لن يسمي خليفة لقرداحي إذا فعل ذلك.

لكن مجموعة من رؤساء الوزراء اللبنانيين السابقين دعت اليوم السبت قرداحي إلى الاستقالة، وقالت إن تصريحاته وجهت ضربة قوية للعلاقات مع دول الخليج العربية.

وقال فؤاد السنيورة وسعد الحريري وتمام سلام في بيان إن آراء قرداحي “تشكل ضربة قاصمة للعلاقات الأخوية والمواثيق والمصالح العربية المشتركة التي تربط لبنان بالدول العربية الشقيقة، وتحديدا مع دول مجلس التعاون الخليجي، ولاسيما مع المملكة العربية السعودية”.

وأضاف البيان أن على الوزير أن يدرك “ما أوصلته مواقفه من إِضرار بالمصلحة الوطنية العليا للبنان، وبالتالي أن يبادر ويسارع إلى تقديم استقالته، إذ إن استمراره في الحكومة أصبح يشكل خطرا على العلاقات اللبنانية – العربية وعلى مصلحة لبنان وعلى مصالح اللبنانيين في دول الخليج العربي وفي العالم”.

وإذا استقال قرداحي، فقد يحذو حذوه وزراء تدعمهم جماعة حزب الله وحليفتها حركة أمل الشيعية، وذلك في وقت تواجه الحكومة خلاله أزمة بالفعل بسبب التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في أغسطس آب 2020.

وقال مصدر سياسي كبير لرويترز إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على اتصال مع المسؤولين اللبنانيين لمنع انهيار الحكومة وإنه ليس هناك مؤشرات إلى الآن على استقالة أي من الوزراء.

ويأتي الخلاف بينما يمر لبنان بأزمة مالية يصفها البنك الدولي بأنها من بين أسوأ الأزمات في العصر الحديث.

ويأمل ميقاتي في تحسين العلاقات المتوترة مع دول الخليج العربية منذ سنوات بسبب نفوذ حزب الله المدعوم من إيران.

وقال المحلل السعودي علي الشهابي إن الخلاف الأحدث يعود إلى القلق السعودي من قبضة حزب الله المتزايدة على لبنان على الرغم من الدعم المالي السعودي الهائل ومئات الملايين التي يرسلها اللبنانيون العاملون في الخليج.

وأضاف أن تصريح قرداحي مؤلم بشكل خاص لأن مسيرته كانت مع وسائل إعلام مملوكة للسعودية.