محاولات سعودية لإعادة القحطاني إلى القصر الملكي.. الجارديان تكشف السر
بعد 3 سنوات من اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، أعاد مؤثرون موالون للحكومة، تقديم مستشار الديوان الملكي السعودي المتهم بتوجيه الجريمة "سعود القحطاني"، بهدوء كشخصية وطنية، خدمت بلاده بشكل جيد.
ونشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعم القيادة السعودية، في الأشهر الأخيرة، تحية لـ"القحطاني" كبير مساعدي ولي العهد والحاكم الفعلي للسعودية الأمير "محمد بن سلمان"، في خطوة يُنظر إليها على أنها إيذانا بعودته التدريجية إلى القصر الملكي.
بدأت سلسلة المنشورات المؤيدة لـ"القحطاني"، على وسائل التواصل الاجتماعي بالظهور في مايو/أيار من هذا العام، من حسابات تدعم الحكومة السعودية.
وقد ازداد تواتر هذه المنشورات في يوليو/ تموز وأغسطس/آب، واستمرت منذ ذلك الحين.
ويثني الجميع على "القحطاني" باعتباره "بطلًا" و"وطنيًا" و"قائدًا".
وتضمنت العديد من المنشورات صورًا لـ"القحطاني"، بينما عرض آخرون مقاطع فيديو تظهره مع الأمير "بن سلمان".
وتحتوي هذه المنشورات على العديد من السمات المميزة لـ"حملة منسقة"، والتي لن تكون ممكنة لمثل هذا الشخص في البيئة الإعلامية الخاضعة للسيطرة المشددة داخل المملكة.
وتوارى "القحطاني" عن الأنظار في أعقاب جريمة القتل المروعة لـ"خاشقجي"، داخل قنصلية المملكة في إسطنبول، في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، وهي الحادثة التي صدمت العالم، وكادت أن تخرج "بن سلمان" عن مساره في تولي العرش.
و"القحطاني"، متهم بالتخطيط لواحدة من أكثر الاغتيالات الوحشية في التاريخ الحديث، داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، والتي تم التقاطها بالتفصيل على أجهزة تنصت زرعها الأتراك.
ووفق "الجارديان"، فقد شوهد الصديق المقرب من "بن سلمان" في الديوان الملكي، وقال مصدر: "يبدو متوتراً للغاية، ومذعورًا تقريبًا.. لا يزال يحاول الابتعاد عن الأنظار".
يقول مسؤول خليجي كبير: "ما من شك في عودة القحطاني.. ولكن السؤال: هل غادر حقًا؟".
في حين أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت القيادة السعودية تخطط لإعادة تنصيب "القحطاني" علنًا كمساعد لولي العهد، فإن ظهوره من جديد لابد أن يثير تساؤلات من إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، التي همشت "بن سلمان" واتهمته بإيواء القتلة الرئيسيين لـ"خاشقجي"، بما في ذلك "القحطاني"، الذي وصفه المسؤولون الأمريكيون بأنه "زعيم العصابة".
وكان مكان وجود "القحطاني" موضع تكهنات مكثفة منذ اختفائه عن الأنظار في أواخر عام 2018.
وتعتقد كل من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وMI6 البريطانية، أنه كان الشخصية المركزية في المؤامرة التي شهدت مقتل "خاشقجي".
ويبدو أن مشاهدته المبلغ عنها والإشارات المتزايدة على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تدعم "بن سلمان"، تشير إلى أن المسؤولين يشعرون بالأمان الكافي للمخاطرة، بإعادة إدماجه في قلب السلطة، وهي خطوة يكاد يكون من المؤكد أن تعارضها الولايات المتحدة.
وكان "القحطاني" شخصية محورية في صعود "بن سلمان" السريع، وساعد في ترسيخ سلطته في كل خطوة، إلا أنه أُعفي من مهامه كمستشار للديوان الملكي بعد جريمة اغتيال "خاشقجي".
وتوارى "القحطاني" عن الأنظار بعد إعفائه من مهامه، لكن تقارير صحفية غربية ذكرت أن "القحطاني" لا يزال يحظى بنفوذ داخل الدائرة المقربة من "بن سلمان"، وعلى اتصال دائم به.
ولفتت التقارير إلى أن "القحطاني" لا يزال يصدر توجيهات لوسائل الإعلام السعودية، كما كان عليه الحال تماما قبل إعلان عزله من منصبه السابق.
وفي أواخر 2019، أصدرت النيابة العامة السعودية قرار تبرئة "القحطاني" من عملية الاغتيال، ما جعله يحاول العودة مجددا إلى الصفوف الأمامية.
وعقب الحكم الذي انتقدته تركيا ومنظمات حقوقية دولية، بث التلفزيون السعودي الرسمي تقريرا احتفائيا استعرض الشهادات التي حازها "القحطاني" والمناصب التي شغلها، متجاهلا الأمر الملكي الصادر بإقالته عام 2018.
وبعيدا عن دوره في اغتيال "خاشقجي"، فإن "القحطاني" متهم بالوقوف وراء العديد من جرائم التعذيب بحق الناشطات المعتقلات بالسجون السعودية، وتهديده إياهن بالاغتصاب، وتأسيس الجيش الإلكتروني السعودي (الذباب الإلكتروني) لممارسة حملة تشويه ممنهجة ضد معارضي النظام السعودي على شبكات التواصل الاجتماعي.
المصدر | الخليج الجديد