السعودية تتخلى عن "مغلق للصلاة" بعد 34 عاما من التطبيق
وجهت السلطات السعودية المحال التجارية باستمرار فتح أبوابها ومزاولة أنشطتها على مدار اليوم دون إغلاقها في أوقات الصلاة.
جاء ذلك في تعميم صدر عن اتحاد الغرف السعودية، الخميس، ليلغي خطوة استمرت المملكة في تطبيقها لأكثر من 34 عاما.
وجاء في التعميم، الذي نشرته صحف سعودية، "تفاديا لمظاهر الازدحام والتجمع والانتظار لوقت طويل والعمل بالتدابير الوقائية من كورونا وللحفاظ على صحة المتسوقين، نهيب بأصحاب المحلات والأنشطة التجارية باستمرار فتح المحلات خلال أوقات الصلاة".
ولطالما كان إغلاق المحال التجارية في أوقات الصلاة جزءا من إيقاع الحياة في السعودية، وبالتحديد منذ صدور قرار بذلك من "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في ذي الحجة 1407هـ (أغطس/آب 1987).
إذ كان يتم إغلاق المقاهي والمطاعم ومحال البقالة ومراكز التسوق والصيدليات لمدة 30 دقيقة عند كل صلاة.
وكان مجلس الشورى (البرلمان) السعودي ناقش في الأسابيع الأخيرة توصية بشأن عدم إلزام الأنشطة التجارية بإغلاق أبوابها خلال فترة الصلاة، دون أن يعلن عن إقرار هذه التوصية من عدمه.
واستندت التوصية، التي قدمها 3 نواب هم "عطا السبيتي" و"فيصل الفاضل" و"لطيفة عبد الكريم"، على عدد من المسوغات، بينها أن إغلاق المحلات التجارية خلال أوقات الصلاة إجراء تنفرد به السعودية من بين كل دول العالم العربي والإسلامي منذ بضعة عقود.
وقالت التوصية إن القرار الذي تطبقه المملكة منذ عقود بني على اجتهاد من إحدى الجهات الحكومية (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، مشيرة إلى "عدم وجود نص قرآني أو حديث نبوي يوجب هذا الأمر".
فيما أبدى كثيرون معارضتهم للتوصية، معتبرين أنها تأتي في إطار عملية التغريب، وتخلي المملكة عن كثير من المظاهر المحافظة، التي بدأت مع تولي ولي العهد السعودية مهام منصبه عام 2017، والتي يتم تنفيذها في إطار ما يسمى بـ"عملية الإصلاح".
وشمل ذلك تهميش دور هيئة الأمر بالمعروف إلى حد كبير، وفتح دور السينما، والسماح للنساء بقيادة السيارات وحضور المباريات الرياضية، والسماح بالحفلات الغنائية الصاخبة، التي تشهد اختلاطا بين الرجال والنساء.
وقبل أسابيع، أثار قرار قصر استخدام مكبرات الصوت في المساجد على رفع الأذان دون الإقامة والصلاة جدلا في السعودية، لكن الحكومة دافعت بأن الأمر ليس فرضا وإنما هو اجتهاد.
المصدر | الخليج الجديد