بعد تلقّي نتنياهو صفعةً من الملك عبد الله الثاني.. إسرائيل: “محادثات سريّة بين نتنياهو ووليّ العهد بن سلمان لمنح السعوديّة موطئ قدمٍ في الأقصى مقابل مبالغ ماليّة كبيرة والتطبيع”..
و”الأردن غاضب على مُجرّد طرح الفكرة”
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
كشفت صحيفة عبريّة النقاب عمّا أسمته بصراعٍ خفيٍّ بين المملكة الأردنيّة الأردنيّة والسعودية حول الوصاية على الأماكن الإسلامية بمدينة القدس والمسجد الأقصى.
وأضافت صحيفة “إسرائيل اليوم”، المُوالية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنّ “تل أبيب تجد نفسها تراوح بغير إرادتها، بين هذا الصراع الأردني السعودي”، لافتة إلى أن ولي العهد الأردني الحسين بن عبد الله كان يوشك أنْ يدخل بوابات الأقصى الأربعاء الماضي، كي يؤكِّد أمام العالم المكانة الرسمية التاريخية للأردن، كوصيٍّ حاليٍّ على المقدسات الإسلامية بالقدس، وفق ما نقلت عن المصادر السياسيّة العليمة في الدولة العبريّة.
وشدّدّت المصادر ذاتها، كما أكّدت الصحيفة العبريّة، على أنّه في اللحظة الأخيرة، ألغيت الزيارة بذريعة وجود جدل حول ترتيبات الحراسة، مؤكدة أنّ التحرك الأردني كان ضروريًا على عجل، بسبب مفاوضات يجريها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهذا الخصوص.
بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، أوضحت المصادر أنّ المملكة العربيّة السعودية تسعى إلى أنْ يكون لها موطئ قدم على المسجد الأقصى، كقوة عظمى إسلامية تسيطر على مكة والمدينة، مبينة أنّها تسعى لإقامة وضع جديد في القدس، وهي مستعدة للاستثمار بمبالغ طائلة لتحقيق ذلك، إلى جانب تطبيع علاقاتها مع تل أبيب، كما أكّدت المصادر.
ومضت الصحيفة قائلةً أنّ “السعودية تُطالِب بإدارة فعلية للمسجد الأقصى بدلاً من الأردن أوْ إلى جانبه؛ لأن ذلك سيجلب لها مكانة دينية قوية، من خلال السيطرة على الأماكن المقدسة الإسلامية الثلاثة”.
وذكرت أنّ “الأردن من جهته غاضب على مجرد طرح الفكرة، لأن السلالة الهاشمية خسرت للسعوديين منصب حامي الأماكن الإسلامية المقدسة في مكة والمدينة المنورة، بعد الحرب العالمية الأولى”، وفق تعبيرها.
وأفادت الصحيفة أيضًا بأنّ “نتنياهو ورجاله يشاركون في محادثات مع السعودية، حول إمكانية إدراجها كصاحب مكانة دينية في القدس، وقد بدا هذا في الفترة الأخيرة، وتحديدًا منذ إعداد خطة (صفقة القرن) الأمريكية”، واصفةً أنّ تل أبيب تحولت إلى “شرطي مرور” في القدس.
وزعمت المصادر أنّه عندما أرسل الملك السعودي خالد في بداية الثمانينيات من القرن الماضي موفدين إلى رئيس الوزراء الإسرائيليّ آنذاك، مناحيم بيغن، وعرض عليه مبلغاً كبيرًا لتطوير شرق أوسط جديد في مقابل رفع العلم السعودي في الحرم، لم يوافق بيغن على ذلك، كما أكّدت، لافتةً في الوقت ذاته إلى أنّه “الآن تغيرت الأزمان. نتنياهو ورجاله منخرطون في محادثات بشأن إمكان انضمام السعودية كي تصبح لها مكانة في الحرم. بدأ هذا في الفترة التي بوشر فيها الإعداد لخطة القرن واستمر مؤخرًا”.
وأشارت المصادر الرفيعة إلى أنه بالنسبة للأردن، فإنّ المسجد الأقصى ليس فقط رمزًا تاريخيًا، بل “مرسى” وضمانة لاستقرار الحكم في المملكة، مضيفة أنّ “إسرائيل تجد نفسها قدمًا بالأردن وقدمًا بالسعودية، وتراوح في هذا الصراع بينهما (..)، لكنّ الأردن لا يزال الشريك المفضل لإسرائيل بالقدس”.
وتابعت الصحيفة قائلةً إنّ دبلوماسيين سعوديين، الذين هم على دراية بالمباحثات السريّة بين الرياض وتل أبيب، أكّدوا للصحيفة العبريّة أنّ الحديث يجري عن مُباحثاتٍ حساسّةٍ وسريّةٍ للغاية، والتي تجري من تحت الرادار وبعيدًا جدًا عن الأضواء والإعلام بواسطة طاقمٍ صغيرٍ من دبلوماسيين ومسؤولين أمنيين رفيعي المُستوى من إسرائيل، الولايات المُتحدّة الأمريكيّة والمملكة العربيّة السعوديّة، على حدّ قولهم.