“حتى لا يتحدّث بايدن مع الملك سلمان فقط”.. هل يبحث بن سلمان عن قناة “غير مرئية” لتبادل الرسائل؟..
لقاء أردني – سعودي بنكهة “جس النبض” ومُقايضة مُحتملة لتبادل المنافع قيد الترسيم.. “استثمارات مُقابل المُساعدة الأردنيّة” للتخلّص من “أشباح خاشقجي”
لندن- خاص بـ”رأي اليوم”:
غادر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بلاده في زيارة خاصة جدا وسريعة، وترى مصادر وأوساط دبلوماسية غربية أنها مهمة للسعودية تلبيةً لدعوة مباشرة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وتجنّبت وسائل الإعلام الأردنية الرسمية بوضوح المبالغة في الحديث عن هذه الزيارة حيث رصدت مفارقة تشير إلى أن من أعلن الزيارة قبل وقتها بأربعة أيام ليس القصر الملكي لا في الأردن ولا في السعودية بل وكالة الأنباء الألمانية، وذلك مؤشر على عملية جس نبض سياسية متبادلة بين الجانبين.
وعلى توقعات غير محسوبة سابقا وبدقة عندما يتعلق الأمر بنتائج هذه الزيارة خصوصا وأن الجزء الأكبر من القضايا العالقة بين الأردن والأمير بن سلمان هو الجزء المتعلق حصريا بالعلاقات الثنائية حيث قصور واضح في مستوى التنسيق السياسي.
وحيث ضمور شديد في المساعدات المالية السعودية للأردن وعدم ظهور أي ملامح ومؤشرات لتصعيد الاستثمارات السعودية في الأردن بعد سلسلة تراخيص منحت لرجال أعمال سعوديين في مجال الاستثمار بالعقارات والجامعات والمستشفيات.
وهي تراخيص قررتها في الأيام الأولى لتشكيلها حكومة الرئيس الدكتور بشر الخصاونة والذي سبق له أن أوفد إلى السعودية عندما كان مديرا لمكتب ملك الأردن حاملا رسائل للأمير بن سلمان.
حسب الوكالة الألمانية يستضيف بن سلمان العاهل الأردني بالتزامن مع ولي عهد البحرين ورئيس وزراء ماليزيا.
ولم يُعرف بعد ما إذا كان تزامن ضيوف الأمير السعودي يمكن أن يتحوّل إلى لقاء رباعي يضم الأردن وماليزيا والبحرين.
وخلافا للعادة أيضا لم يصدر في عمان التصريح الرسمي من إعلام الديوان الملكي الخاص بطبيعة الزيارة وجدول أعمالها لكن مصادر معنية كشفت النقاب لرأي اليوم عن أن الزيارة لها علاقة بدعوة ورغبة من ولي العهد السعودي.
وأن الملف الأبرز بين الجانبين الآن قد يكون التنسيق المشترك في بعض الملفات التي يمكن الاستفادة فيها من خبرة الأردن مع الحزب الديمقراطي الحاكم في الولايات المتحدة ومع الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن والذي تربطه صداقة بعاهل الأردن.
وقد لاحظت الأوساط السياسية الأردنية بأن أسواق الاستثمار المحلية في مجال العقارات والطب لم تشهد ما كان قد تحدّث عنه سفير السعودية في الأردن نايف بن بندر السديري عندما حصل قبل 4 أشهر على حزمة من التراخيص الأردنية بمعنى أن الاستثمارات السعودية الموعودة والتي تقدر بثلاث مليارات دولار وفقا للسفير السديري لم تتحرّك بعد قيد أُنملة على أرض الواقع.
وبالتالي يمكن الافتراض بأن ولي العهد السعودي وبعد بعض الضجّة التي أعقبت زيارة الأمير هاشم بن الحسين إلى مناطق قبلية مؤخرا ثم غادر وظيفته في القصر الملكي بعدها في طريقة لإظهار الاهتمام بالتحدث مع الأردن حيث 3 سنوات غابت فيها اللقاءات الحارة على مستوى القيادة بين الجانبين بسبب خلافات مكتومة يعرفها الدبلوماسيون لها علاقة بعدة ملفات من بينها حرب اليمن والموقف من الوصاية الهاشمية على القدس.
ولكل تلك الأسباب ترى الأوساط الخبيرة بأن اللقاء المنتظر مساء الاثنين أو الثلاثاء بين العاهل الأردني والأمير بن سلمان قد يُساهم في تحفيز التنسيق والاتصال ويسعى إلى الإجابة على العديد من الأسئلة العالقة وسط الحديث عن مقايضة سياسية شرعية تعود بالمنافع للبلدين.
فكرة تلك المقايضة كما يراها سياسيون أن الأردن يحتاج لتفعيل وتنشيط بعض الاستثمارات السعودية وأن بن سلمان بدوره قد يحتاج وبإلحاح للاستفادة من علاقات الأردن وخبراته بطاقم البيت الأبيض الحالي وقد يساعد في تنشيط الاتصال ولو عن بعد أو عبر قناة غير مرئية بين بن سلمان ومجموعته وبعض رموز طاقم الإدارة الأمريكية ما دام الرئيس بايدن قد أعلن أنه سيتحدث مع الملك سلمان فقط أملا من بن سلمان بتجاوز مرحلة بعد خاشقجي.
السؤال المطروح: هل يستطيع الأردن تأمين قناة اتصال مع الأمريكيين خلف الكواليس لصالح تهدئة الأمور مع بن سلمان؟