تساؤلات عاصفة عن الحلقة المهمة المفقودة في جلسة المصالحة الخليجية.. لماذا غاب الإعلان عن الموقف الرسمي القطري بشكل حاسم.. ولماذا قبلت مصر بهذا الوضع الذي نال من هيبتها؟ وما مصير الإخوان في المستقبل القريب؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1502
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:

 لا تزال توابع المصالحة الخليجية المثيرة التي تم الإعلان عنها أخيرا في قمة العلا مستمرة، وسط تساؤلات عاصفة حول ما ستسفر عنه تلك المصالحة.

أستاذ العلوم السياسية د.إسماعيل صبري مقلد قال إننا سمعنا في قمة المصالحة الخليجية التي وصفها الداعون اليها بالتاريخية، ما قاله المسئولون السعوديون ، وامير دولة الكويت الذي قادت بلاده جهود الوساطة الخليجية طيلة السنوات الماضية ، ونائب رئيس دولة الامارات العربية الشيخ محمد بن راشد، وقد اشادوا جميعا بنواتجها ومخرجاتها وبما سيكون لها من تاثير ايجابي علي مستقبل العمل المشترك علي الصعيدين الخليجي والعربي ، وبصورة لم تكن لتحدث في غياب تلك المصالحة. وأضاف مصر أن مصر أيدت هذا التوجه الخليجي العام وعبرت عن تجاوبها معه وتفاؤلها به وذلك من منطلق ان هذه المصالحة الخليجية هي خطوة مهمة في الاتجاه السليم علي طريق لم الشمل العربي.

وقال مقلد إن ما غاب عنا علي اهميته القصوي بالنسبة لقمة مصالحة خليجية جاءت بعد مخاض دبلوماسي طويل وعسير ، هو اعلان امير قطر تميم بن حمد الذي حضر هذه القمة عن موقف بلاده من هذه المصالحة ، وهو من انعقدت هذه القمة الخليجية من اجل ردم الهوة السحيقة التي تفصل بين سياسات ومواقف قطر وباقي دول المنطقتين الخليجية والعربية ، واحدثت من الخراب والدمار ما لا يحتاج الي بيان.

برأي مقلد فإن امير قطر لم يصرح بشيء لاجهزة الاعلام الخليجي والعربي والدولي ، ولم يحرص خلافا لما كان متوقعا منه هو بالذات ، علي الخروج ليعلن علي رءوس الاشهاد عن تبني ساسة قطر لموقف آخر مختلف في مضمونه العام عما اعتدناه جميعا منهم وانفردوا به ، وتحدوا به الجميع غير عابئين بعواقبه ومضاعفاته و لم يعلن صراحة عن شيء ولم يلتزم امام هذه القمة بتغيير مساراته ومراجعة اولوياته حتي يتحقق التقارب المنشود بينه وبين الآخرين ممن رأوا في هذه القمة الخليجية نقطة ضوء في نهاية النفق.

وخلص مقلد أن امير قطر جاء الي قمة العلا بكل هذا الضجيج الاعلامي المصاحب لانعقادها ، ولا نعلم حتي هذه اللحظة ماذا قال فيها، او تعهد به امامها، او اعتذر عنه، او وعد بتحاشيه مستقبلا، او طلبه بالمقابل من رفاقه الخليجيين ممن احاطوه بهذه الهالة من الحفاوة والتكريم.

وقال مقلد إن الأمير تميم لم يتفوه بشيء حتي نحكم علي مدي التغيير الذي يزمع ادخاله علي سياسات ومواقف بلاده عند هذه اللحظة الفارقة من تطور الاحداث في منطقتنا التي تمر باصعب مراحل تاريخها ان لم تكن اسواها علي الاطلاق،مشيرا إلى أن امير قطر جاء ورحل في هدوء وبلا صوت مسموع ، واذا كان قد وقع علي البيان الختامي الصادر عن هذه القمة التاريخية كما وصفوها هناك ، فهذا هو الجانب السهل نسبيا عادة ، فهو لا يكلف اصحابه اكثر من التوقيع من قبيل المجاراة وطي الاوراق ، لتبقي النوايا الحقيقية بعدها ما تكون.

وخلص مقلد إلى أن غياب الاعلان عن الموقف القطري الرسمي بكل التحديد والوضوح والحسم ، يظل هو الحلقة المهمة المفقودة اكثر من غيرها في كل ما جري خاصا بقمة المصالحة التي كان الطرف الرباعي هو صاحب الصوت الاعلي واكثر من تحدث فيها فيها، هذا بينما بقي الطرف القطري الذي هو بيت القصيد في هذا كله ، علي تحفظه وصمته وغموضه،مشيرا إلى أنه لهذا فإن من السابق لاوانه المبالغة في التعبير عن التفاؤل على نحو ما خرج من هذه القمة من تصريحات اثارت لدينا كل هذه الخواطر والتساؤلات.

مجلس إدارة العالم!!

برأي أشرف الصباغ فإن بيان ما يسمى بقمة المصالحة الخليجية جاء واسعا وفضفاضا لدرجة أنه يصلح كبرنامج عمل لمجلس إدارة العالم،مشيرا إلى أنه لفت نظره نقطتان بشكل مبدئي.

النقطة الأولى: أكد المجلس الأعلى حرصه على قوة وتماسك مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه، لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة أساسها العقيدة الإسلامية والثقافة العربية، والمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمع بين شعوبها، ورغبتها في تحقيق المزيد من التنسيق والتكامل والترابط بينها في جميع الميادين من خلال المسيرة الخيرة لمجلس التعاون، بما يحقق تطلعات مواطني دول المجلس، مؤكدا على وقوف دوله صفاً واحداً في مواجهة أي تهديد تتعرض له أي من دول المجلس. وبالذات طبعا (لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة أساسها العقيدة الإسلامية والثقافة العربية)!

وعن النقطة الثانية التي تخص مصر،قال الصباغ :”أكد المجلس الأعلى على دعم أمن واستقرار جمهورية مصر العربية، مثمناً جهودها في تعزيز الأمن القومي العربي والأمن والسلام في المنطقة، ومكافحة التطرف والإرهاب وتعزيز التنمية والرخاء والازدهار للشعب المصري الشقيق، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وأعرب المجلس عن دعمه للجهود القائمة لحل قضية سد النهضة وبما يحقق المصالح المائية والاقتصادية للدول المعنية، مثمناً الجهود الدولية المبذولة في هذا الشأن”.

وخلص الصباغ إلى أن النقطة الأولى مليئة بالأوهام ومبنية على مبادئ هشة بشكل عام، وعلى دعائم تتسم بالعنصرية دينيا وقوميا. وفي كل الأحوال هذه مبادئ ودعام تضليلية لا علاقة لها بمتغيرات الواقع في الوقت الراهن.

وعن النقطة التي تتعلق بمصر قال الصباغ إنها مخجلة لأبعد الحدود، وتعمل على تقزيم ليس فقط دور مصر، ولكن أيضا تقزيم مصر نفسها كدولة،مشيرا إلى أنه في الواقع فما يسمى بمجلس التعاون الخليجي أعلن عن نفسه في هذا البيان “الوهمي الفضفاض” كقوة دولية فاعلة أمنيا وعسكريا واستراتيجيا وماليا وتاريخيا وحضاريا، وكأن لديه القدرة فعلا على التصرف في مصائر الدول. بل ووصلت الأمور إلى أنه أفرد بندا لكل دولة وإقليم مثل ميانمار وأفغانستان وليبيا وسوريا وإيران، وأيضا إقليم أو دولة مصر.

وقال إن ما جاء في البند الذي يخص مصر يعكس تماما نظرة هذا المجلس لهذه الدولة (مصر)، ومدى تقييمه لها ولحجمها على أرض الواقع، وليس في التصريحات التافهة والخادعة.

واختتم الصباغ قائلا: “هذه نظرة أولية سريعة وعابرة لهذا البيان العجيب والغريب والمثير للتساؤلات… ويبدو أننا نستحق فعلا ما يحدث لنا”.

مصر الكبرى

برأي الإعلامي أحمد موسى فإن مصر الكبيرة دائما مرفوعة الرأس، ولديها مطالب محددة حتى لا تكون المصالحة حبرا على ورق بل تنفيذا لمتطلبات وشروط فى حالة تنفيذها ستكون تغيرا حقيقيا، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان لديهم حالات من الخوف على حياتهم وتمويلهم، فهم يعرفون أن من أهم شروط مصر هى تسليم تلك العناصر الإرهابية التى صدرت ضدها أحكام قضائية.

وأضاف موسى أن من بين إثبات حسن النيات من النظام القطرى مع مصر ، سرعة التجاوب مع مطالبنا بتسليم كل العناصر الموجودة داخل قطر، ووقف القنوات الموجودة فى تركيا وبريطانيا من التدخل والتحريض ضد مصر ، ويجب تنفيذ شروط مصر قبل أى حديث عن عودة العلاقات .

وقال موسى إن  مصر لديها كلمة وتفرض وجودها فى المنطقة والإقليم والعالم، مشيرا إلى أن تصرفات النظام القطرى وتسليم الإخوان ستكون البداية.

مصير الإخوان

في السياق نفسه، يثار التساؤل عن مصير الإخوان الموجودين قطر، وهل يقوم النظام القطري برفع الحماية عنهم؟

أم يتم التوصل إلى صيغة ما يتم التوافق بموجبها ترضي كلا الطرفين فيما يتعلق بملف الإخوان الملغوم.

الأيام القليلة القادمة ربما تحمل الجواب.