محمد بن سلمان “ضجر” من ” إهانات” الرئيس الجمهوري:.. قناعة “سعودية” بأن ترامب “إلى المدفن” و”خلية عمل نشطة” تحاول “مغازلة” مفاتيح الديمقراطيين وبايدن ..
والرياض مستعدة لتقديم “تنازلات بكرامة” في ملفين هما “خاشقجي واليمن” مقابل ضمانات ضد “الحوثيين”والتوقف عن إتهام ولي العهد
واشنطن – خاص بـ”راي اليوم”:
تتجه النخبة ذات الخبرة بالملف الامريكي تحديدا داخل العمق السعودي الى بلورة مقترحات محددة بعنوان اليات ادارة المرحلة المقبلة من العلاقة مع الطاقم الجديد في البيت الابيض وسط تزايد القناعة بان ادارة الرئيس والحليف دونالد ترامب في طريقها الى المدفن والى الابد.
لا توجد قرائن وادلة على مكابرة داخل المؤسسة السعودية في هذا الاتجاه.
احد ابرز اللاعبين في المسار الامريكي قال لمجموعة شخصيات.. “اخر المطاف نحن السعودية ولسنا جمهورية الكونغو او مالي”.
يفترض ان الوزير عادل الجبير تحديدا احد ابرز المهندسين خلف الاضواء والاكثر خبرة في المسالة الامريكية سيجمع طاقمه المختص ويقيم خلية ازمة قريبا في واشنطن هدفها التأسيس لتقليص الاثار السلبية الناتجة عن الرهان السابق والقديم على دونالد ترامب.
الجبير وطاقمه يحتفظان بخطة ولديهما سيناريو والهدف التحدث مع مفاتيح وبعض رموز الحزب الديمقراطي قبل تسلم الرئيس الجديد جو بايدن لسلطاته دستوريا.
طبعا ثمة اتصالات جرت مع بعض تلك المفاتيح عن بعد وثمة الغام يعرف الوزير الجبير انه سيحاول العبور بينها.
الاهم ثمة توازنات ورسائل وصلت واخرى سيتم ابلاغها للأمريكيين.
والاكثر اهمية بالمطلق ازدياد القناعة لدى الادارة السعودية العميقة بان تنازلات مهمة في الطريق على الاقل في تلك المساحات التي يمكن ان تشكل خلافا او تفخيخا مع الطاقم الجديد للرئيس بايدن.
إستنادا إلى مصدر دبلوماسي غربي تتحرك المؤسسة السعودية باتجاه بايدن وهي مزنرة بالعيب الثقيل الذي نتج عن الخضوع للرئيس ترامب حتى ان احد اكبر مساعدي الامير محمد بن سلمان نقل عنه الشعور عدة مرات بالضجر من سلسلة “الاهانات” التي كان يوجهها ترامب علنا وامام الاعلام ضد السعودية وحكامها خصوصا عندما تعلق الامر بالصورة الشهيرة للشيك المالي الكبير او عندما قال ترامب لبعض مستشاريه بانه يحمي المؤخرة السعودية.
بالنسبة للكثير من السعوديين البراغماتيين كان ترامب صديقا ثقيلا والغطاء الذي وفرته السعودية له وللتطبيع البحريني الاماراتي مع اسرائيل منبعث من الضغط الايراني فقوة الحوثيين تزيد وقصف مصافي النفط وارامكو يتكرر وكان رسالة تهديد مخيفة وبرنامج الانفتاح الاجتماعي والديني والثقافي والسياحي السعودي اخفق في وقف ابتزاز ادارة ترامب للرياض.
بكل حال ثمة قناعة مؤسسية في السعودية بان ادارة بايدن ستضغط وفورا في اتجاهين هما حصريا اليمن وملف خاشقجي.
هنا يعد السعوديين سيناريو خاص بهم ضمن سلسلة توازنات للصورة قد تتضمن تنازلات فقد ثبت لهم ان عملية تصفية خاشقجي كانت غبية في التفاصيل لأنها اديرت من الديوان الملكي اصلا وعبر القنصل السعودي في اسطنبول ويعرف العالم اليوم حجم الفضائح التي نتجت عنها كما يعرف السعوديون بان حلقات في الحزب الديمقراطي الامريكي رفعت دعاوي امريكية ضد السعودية وبن سلمان في المحاكم الامريكية وعلى اساس ان خاشقجي يحمل بطاقة الاقامة الامريكية التي توفر حماية له.
يعلم السعوديون بذلك جيدا ولديهم تصور لمقترح وفكرة لمنع تأزيم الموقف في ملف خاشقجي مع ادارة بايدن وعلى اساس تقديم تنازلين الاول التوسع في المحاكمة والتحقيق ، والثاني تقديم شخصيات بارزة اهم للمحكمة لم تقدم ضمن قائمة الشخصيات التي جرت محاكمتها سابقا.
يأمل المعنيون بالملف هنا ان تقبل ادارة بايدن بتسوية ما في هذا السياق مقابل التوقف عن ادانة الامير محمد بن سلمان فالقصة بالنسبة للمؤسسة السعودية اصبحت سيادية ومن الصعب القبول بان يدفع ولي العهد شخصيا وحصريا كلفة تصفية خاشقجي كما يريد بعض الديمقراطيين مع توفير الاستعداد لمحاكمة منصفة حتى في امريكا اذا شاء البيت الابيض وبايدن لشخصيات سعودية مهمة بما في ذلك دفع تعويضات مالية لازمة.
قد يقدم السعوديين ايضا جزرة للإدارة الامريكية الجديدة بخصوص الملف اليمني بإعلان الاستعداد لوقف العمليات العسكرية مقابل مبادرة سياسية منضبطة بمظلة امريكية.
ويفترض بالجانب السعودي هنا ان يقترح مسالتين:
# ان الاشتباك في المسالة اليمنية له علاقة مباشرة وجذرية لما يريده بايدن في الملف الايراني.
# وثانيا ان وقف عاصفة الحزم في الجزء العسكري منها يحتاج لضمانات على الارض بان لا يسيطر الحوثيون على صنعاء وما حولها تماما اذا ما توقف العمل العسكري السعودي خصوصا بعدما ظهرت هشاشة وضعف تقنيات وكفاءة الجيش السعودي .