إيكونوميست: مسلسلات رمضان السعودية تعمية للواقع الحقيقي والعديد من الحكام المستبدين يستخدمون الدراما للدفاع عن خياراتهم ووجهاتهم السياسية
الحميرية نيوز | تقارير
نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا، عن مسلسلات رمضان السعودية والتي منها "مسلسلات التغير: يهود أصدقاء، نساء في منصب المدير"، حيث يقوم التلفزيون السعودي بالترويح لرؤية السعودية الجديدة ولكنها تتجاهل مظاهر القلق الحقيقية التي تواجه السعوديين حاليا.
ويقول التقرير الذي ترجمته"عربي21"، إنه وفي عالم قلب رأسا على عقب، لا بد من ملاحظة مطردة: الشرق الأوسط يتجادل حول إسرائيل"، في إشارة إلى المسلسل التلفزيوني السعودي الذي بث في رمضان "مخرج7" ويصور عائلة يقودها الممثل السعودي ناصر القصبي.
ويشير التقرير إلى أن واحدة من الحلقات، أبرزت أحد أبناء أبطال المسلسل وهو يصادق إسرائيليا عبر لعبة فيديو على الإنترنت.
وكما في الحياة فقد تسببت الصداقة جدلا، إلا أن الجميع ليسوا قلقين، فصهر القصبي في المسلسل يصف إسرائيل بأنها واقع وأن الفلسطينيين هم "أعداء" لم يشكروا المملكة على ما قدمته لهم.
وتعلق المجلة على أن حكام المنطقة المستبدين استخدموا التلفزيون للدفع بسياساتهم وتحديدا في شهر رمضان، فالمسلسلات ذات الميزانيات الضخمة باتت تجذب لساعات مشاهدين كثر في مرحلة ما بعد الإفطار.
وفي مصر تتم مراقبة النصوص الدرامية للتأكيد على الموضوعات الوطنية، فيما دخلت تركيا والإمارات مبارزة حول الإمبراطورية العثمانية، حيث برز العثمانيون كحكام صالحين في المسلسلات التركية وكمحتلين غير مرغوب بهم في مسلسلات الإمارات.
ويقول النقاد إن "مخرج7" والمسلسل السعودي الآخر "أم هارون" الذي يصور شخصيات يهودية هي دعوة للتطبيع مع إسرائيل، إلا ان معظم أفكار "مخرج7" يعطي صورة عن التغير في الأعراف السعودية.
وبحسب التقرير يبدأ المسلسل بمشهد يضع فيه القصبي البشت وهو يحضر نفسه لتلقي خبر ترفيعه. ويقول متفاخرا "هذه عباءة المسؤولية"، والحيلة هي انه لم يحصل على الوظيفة ولكنه أصبح تحت مسؤولية امرأة.
وفي مسلسل آخر يشير إلى قصة عاطل عن العمل وكيف أجبر للعمل كسائف تكسي وهي وظيفة يعمل فيها عادة الوافدون .
ورغم أن المسلسلات تحاول أن تطرح المشاكل الملحة الحالية في السعودية، إلا أن الدولة أعلنت في 11 أيار/مايو عن إجراءات تقشف لكي تواجه العجز بالميزانية بسبب فيروس كورونا وانهيار أسعار النفط، حيث تضاعفت الضريبة وخسر موظفو الخدمة المدنية 1.000 ريال (266 دولارا) من المساعدات الشهرية.
وبحسب التقرير يعتقد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أنه يستطيع بناء مجتمع من خلال تشكيله من قرارات تبدأ من أعلى إلى أسفل، والكثير من التغيرات التي أعلنها من قيادة المرأة للسيارة إلى الحفلات الموسيقية طالما طالب بها السعودية لكن التغيرات الإقتصادية التي تلوح بالأفق ستكون مؤلمة.
حيث تم تحصين أجيال من السعوديين من السوق القائم على الرواتب وضغوط المنافسة وهناك من سيواجهون مستويات معيشة متدنية، لن تفلح مسلسلات تلفازية في إخفاء مظاهر قلقهم.