لماذا اصطف الأمراء الهاشميون لتحية الأمير تميم؟.. رسائل سياسية بالجملة على هامش زيارة موسّعة: 21 طلقة مدفعية استقبلته ومخاطرة مع الرياض..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2444
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

دخول على ملفي “العاطلين عن العمل” و”المتقاعدين العسكرين” وعمّان تذكّر “الكويت الوسيط”
برلين – “رأي اليوم” – فرح مرقه:
 قد لا تكون طلقات المدفعية الواحدة والعشرين هي أهم ما حصل في استقبال أمير قطر على الأراضي الأردنية، فمثل هذه الطلقات تمت سابقا للعديد من الزعماء والقادة، إلا أن أحداً ومنذ زمن طويل لم يصطف لزيارته معظم أمراء الهاشميين بالصورة التي حصلت الأحد للأمير تميم بن حمد.
كان ترتيب الأمراء لافتا، فالأمير فيصل شقيق ملك الأردن كان في البداية وبصفته مستشاراً للملك، ورئيس مجلس السياسات الوطني، يليه الأمير علي بن الحسين، بصفته “رئيس بعثة الشرف المرافقة للضيف” وهو أحد أهم المهندسين خلف الكواليس للزيارة؛ يليه الأمير هاشم بن الحسين، كبير أمناء جلالة الملك، والأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته، والأمير راشد بن الحسن.
بهذا المعنى اصطف معظم الأمراء الهاشميين سواء من إخوة الملك أو أبناء عمومته عدا ولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين لاستقبال أمير قطر تميم بن حمد، الأمر الذي يحمل دلالة متبادلة رغم أن الأمير الأردني المذكور له علاقات طيبة مع الأمير تميم نفسه، إذ كان زميل دراسته وصديقه الشخصي.
هكذا أعادت العلاقة ببعدها الملكي والأميري ترتيب نفسها، وبصورة يبدو فيها تفهمٌ كبير من قطر التي قررت منذ اليوم الأول للمقاطعة الخليجية المصرية للدوحة أن الحرب الإعلامية او السياسية على الأردن “ليست حربها”، كما ان عمان قررت ان الازمة الخليجية وان استقطبت عمان قليلا الا انها ليست معركة الأردن بكل الأحوال.
هنا أيضا من الصعب تهميش حدثٍ يبدو مرتبطاً في الداخل الأردني، وهو حكم محكمة التمييز لصالح جماعة الاخوان المسلمين الأم، وضد وراثة جمعية الجماعة المنشقة عنهم لممتلكات ومقدرات الجماعة الام، ما اعتبره الإسلاميون انتصارا لهم ولقضيتهم. تزامن الحدث والاحتفالات به مع زيارة امير قطر التي يبدو انها تراجعت عن التخلي عن الاخوان المسلمين يحمل دلالاته وقد يسهل على الجماعة ذات الأوراق المخلوطة اليوم التفكير ببعض الطمأنينة، وإن الى حين.
في علاقة قطر والاخوان لا يزال هناك كثير من الالتباس، ولكن ملاحظة التزامن بين الحدثين يستحق الذكر.
في زيارة الأمير تميم، يعرف السياسيون ان الزيارة هي الحدث، وان أي مواضيع تتم مناقشتها قد لا تضيف شيئا على مراجعات ومحادثات موسعة ومطولة تجري منذ نحو عام بين عمان والدوحة وعلى أرضية امنية بالدرجة الأولى، ثم اقتصادية وسياسية بالترتيب.
هنا تتحدث كواليس السياسة عن “خدمات أمنية ودفاعية” تتشاركها الأردن وقطر منذ أكثر من عام ويشرف عليها شخصيا وزير الداخلية الحالي سلامة حماد.
بالزيارة الحالية ترسل عمان رسائل هامة، فيصطف المسؤولون أيضا خلف الأمراء لاستقبال الأمير القطري استقبالا مهيبا وواسعا ويتجاوز تماما ما تم لعاهل السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز عام 2016 وابنه الأمير محمد بن سلمان.
هنا تخاطر عمان بموقف حرج جداً عمليا مع الجوار الخليجي، إذ تأتي الزيارة بعد اعلان قطري واضح ان المفاوضات مع الرياض لانهاء الازمة وصلت لطريق مسدود، كما تعود الهجمة الإعلامية بين الجانبين على مصراعيها، وهذا رأي في الملف، في حين يرى رأي اخر ان تصريحات السفير السعودي النشط الأخيرة ما هي الا دلالة على حياد او عدم تدخل سعودي في الملف.
بالاثناء، ينهي رئيس مجلس الملك فيصل الفايز كل التكهنات بمصالحة خليجية تقودها عمان في تصريحاته حول دعم المصالحة التي تقودها الكويت. هكذا تنهي عمان تكهنات كثيرة حول رغبتها في قيادة اية مصالحة خليجية او حتى الدخول على ملف ازمة لا يبدو انها قد تحرز فيها أي تقدم، خلافا للتقدم الحقيقي الذي تحرزه العاصمة الأردنية باستضافتها للمحادثات اليمنية.
بكل الأحوال، استقبل عاهل الأردن الأمير القطري، وأعلن الأخير عن دخول بلاده على ملفين أساسيين حصرا: البطالة، إذ اعلن عن 10 الاف فرصة عمل للاردنيين في قطر مضاعفا بذلك العدد الذي اعلن في عام 2018، والملف الثاني صندوق دعم المتقاعدين العسكريين، وهنا ملف حرجٌ وفيلٌ في غرفة عمان لا تريد الحديث عنه ولا عن تعقيداته السياسية والاقتصادية والأمنية.
يأتي بالطبع مع ذلك إعادة التذكير باستثمارات تحدثت عنها قطر سابقا للاردن بقيمة 500 مليون دولار، إبان المظاهرات التي اجتاحت عمان عام 2018.