تفاصيل مروعة.. كيف تتعامل السعودية مع المهاجرين الإثيوبيين؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1879
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 ألقت صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على ما قالت إنها انتهاكات يومية يواجهها الإثيوبيون في السعودية.
وقالت الصحيفة، في تقرير، إن الإثيوبيين يواجهون الضرب والرصاص في وقت زادت حملات الترحيل بحقهم من المملكة.
وقال التقرير إن الشرطة السعودية قامت، عندما اعتقلت إثيوبي، يدعى "طيب محمد"، على الحدود الجنوبية بوضع كل ما يملكه على الأرض وحرقه.
وكان المهاجر غير الشرعي يحاول عبور الحدود من اليمن بعد رحلة 5 أيام في الأدغال وقال في مقابلة معه بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا: "لقد طلبوا مني خلع ملابسي وأخذوا مني كل شيء، هاتفي وملابسي ونقودي وأشعلوا فيها النيران أمامي".
ويعتبر "طيب" واحدا من حوالي 10 آلاف إثيوبي يرحلون كل شهر من السعودية منذ عام 2017 حيث شددت السلطات حملتها لترحيل المهاجرين غير المسجلين.
وعاد حوالي 300 ألف مهاجر منذ مارس/آذار ذلك العام، بحسب الأرقام الأخيرة لمنظمة الهجرة الدولية.
وعادوا في طائرات مزدحمة كل أسبوع إلى مطار أديس أبابا.
ولا يعرف عدد المهاجرين الإثيوبيين في السعودية قبل بداية الحملة، إلا أن هناك إحصائيات تضعهم بحوالي نصف مليون مهاجرا يعملون عادة في المهن اليدوية وبأجور قليلة في مواقع البناء والخدمة المنزلية.
وقالت الصحيفة إن معظمهم يصل من خلال البحر الأحمر، في رحلة تأخذهم إلى جيبوتي إلى اليمن الذي يعيش حربا أهلية، ومع ذلك يستقبل مهاجرين غير شرعيين أكثر مما يستقبل البحر المتوسط، ولا أحد مع ذلك ينتبه إلى الأعداد المتزايدة التي تفر من الفقر والبطالة في بلادها، بحسب ما ترجمته "القدس العربي".
وأضافت أنه تم ترحيل مئات الآلاف من الإثيوبيين في عملية فوضوية عامي 2013 و2014 إلا أن الأعداد أعلى هذه المرة، ولكن لا أحد ينتبه.
وتنقل الصحيفة عن "آدم كوغل"، الباحث في منظمة "هيومن رايتس ووتش" قوله: "نظم السعوديون آلة الترحيل الآن".
ويعود الأشخاص الذين رحلوا مثل "طيب" خاوي الوفاض ولديهم قصص عن الانتهاكات على يد الشرطة السعودية وحراس السجن.
وأكدت "الغارديان" أن قلة من هؤلاء الأشخاص عادوا في وضع صحي بائس، حيث ماتوا بعد فترة قصيرة بعد وصولهم مطار أديس أبابا، فيما وصل بعضهم وعليهم آثار طلقات رصاص لم يتم علاجها.
وتعد السعودية واحدة من الدول القليلة التي لم تصادق على معاهدات معاملة المهاجرين في مراكز الاحتجاز.
وبحسب مشروع الاحتجاز الدولي، ومقره جنيف، فالخط بين احتجاز المهاجرين وسجن المجرمين في السعودية غير واضح، ولا توجد رقابة مستقلة على ممارسات الاعتقال، وكانت آخر زيارة للسجون قامت بها منظمة حقوقية مستقلة تلك التي نظمتها "هيومن رايتس ووتش" عام 2006.
ويقول "كوغل" إن هناك 10 مراكز احتجاز، بما في ذلك سجون، يتم استخدامها لاحتجاز المهاجرين داخل السعودية، لكن العدد الحقيقي لها غير واضح.
وقال عامل إغاثة: "تتم معاملتهم في هذه السجون كالحيوانات".
ونفت وزارة الإعلام السعودية تلك الأقاويل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي قوله: "لا يتم ترحيل أي مريض إلا بعد معالجته وتعافيه ولا يتم ترحيل أي مذنب بالقوة".
وأضاف: "كل الترتيبات المتعلقة بالحالات المرضية والعناية بالأطفال والمذنبين من خلال التنسيق مع بعثاتهم الدبلوماسية التابعة لدولهم".
وقال "طيب" إن أول مركز اعتقال قضى فيه خمسة أيام ولم يحصل على طعام أو ماء في أول 24 ساعة من اعتقاله، وعندما بدأ هو وغيره بالشكوى أخذ بعضهم خارج المعتقل وضربوا. وعندما أحضر الطعام لم يكن سوى ستة صحون تشاركوها.
وقال "طيب" إن "الضرب كان أمرا معروفا، وكانوا يضربونك بدون أن تقول أو تفعل شيئا، ولا نعرف السبب، وكانوا يوجهون لنا اللكمات وعندما كانوا يتعبون يركلوننا، وكان الأمر مثل الرياضة".
وأخبر السجناء السابقين، "الغارديان" قصصا مشابهة، كما أخبر آخرون منظمة "هيومن رايتس ووتش".
ويعتبر معتقل الداير في منطقة جيزان، جنوبي السعودية، الأشهر من ناحية السمعة السيئة.
وذكر المعتقلون السابقون حالات انتهاك أخرى، مثل تقييد المحتجزين مع بعضهم البعض، والاعتقال في زنازين الحمامات التي تعج بالوساخات، وإجبار المعتقلين على الجلوس على البراز والتبول، وكان الطعام يرمى من نوافذ الزنازين، حيث يتقاتل السجناء للحصول على الفتات.
وأضافوا أنه تم منع المسلمين من الصلاة، وتمزيق الصلبان التي يرتديها السجناء المسيحيون، إلى جانب عدم توفر المياه الصحية أو النظافة.
وقال المعتقل السابق "عبدالرحمن سفيان" إن الحراس مشوا على ظهره ونادوه وغيره من المحتجزين بالكلاب والحيوانات.
وقالت الصحيفة إن السلطات السعودية متهمة أيضا باحتجاز وترحيل القاصرين، رغم توقيع الحكومة السعودية ومصادقتها على معاهدات حقوق الطفل والتي تشترط عدم احتجاز الأطفال، بناء على وضعيتهم كمهاجرين.
وقال "محمد مرشد"، مدير مكتب "أطباء بلا حدود" في إثيوبيا: "يعتبر الأطفال من بين الألاف الذين يصلون كل أسبوع من السعودية ونحن قلقون بشأنهم لأنهم بحاجة لحماية خاصة ومساعدة اجتماعية".
ونفت وزارة الإعلام السعودية تلك الأقاويل، وقالت: "لم يتم ترحيل الأطفال ولا يتعرض الأطفال للمعاقبة ويتم الحفاظ على الأطفال الذين لا مرافق لهم في مراكز رعاية مع الأطفال السعوديين".
وتظهر أرقام منظمة الهجرة الدولية أن نسبة 6% من الذين عادوا منذ مارس/آذار 2017 هم من القاصرين.
وتقول الصحيفة إنها تحدثت مع مرحلين في عمر الـ 15 عاما، مع أن الوثيقة التي منحت لهم من السعودية تقول إنهم بالغين.
ويقول عامل إغاثة إن إثيوبيا، التي تقاربت مع السعودية بعد زيارة رئيس وزرائها "آبي أحمد" إلى الرياض، في أول جولة خارجية له "لا تريد إثارة الموضوع مع السعوديين".


المصدر | الخليج الجديد + متابعات