بوسطن غلوب: متى ستعاقب واشنطن ولي العهد السعودي القاتل؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1899
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

شنت صحيفة "بوسطون غلوب" الأمريكية هجوما حادا على ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، بسبب جريمة مقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وانتقدت الصحيفة في افتتاحيتها قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، الأربعاء، استخدام الفيتو ضد قانون في الكونغرس يحد من صفقات السلاح إلى السعودية، قائلة إن "ترامب ضيع فرصة أخرى لمحاسبة حليفة الولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية، على سلوكها الوحشي في الشرق الأوسط وضد مواطنيها".

وقالت الصحيفة إن الكونغرس ربما لا تتوفر لديه الأصوات الكافية لإلغاء فيتو الرئيس، إلا أن على مجلسي النواب والشيوخ أن يستخدما كل ما يتوفر لديهما من وسائل لمواصلة الضغط على الإدارة والحاكم الفعلي القاتل "محمد بن سلمان"، على حد تعبيرها.

ومرر كلا المجلسين في بداية الشهر قوانين ردا على الحرب الكارثية في اليمن وجريمة قتل "خاشقجي". ومن بين الأمور التي وافق عليها المجلسين منع بيع القنابل والذخيرة والأسلحة الموجهة بدقة إلى الرياض. وكانت الإجراءات التي حصلت على دعم من الحزبين كافية لوقف المبيعات إلى الإمارات، التي كانت حتى الفترة الأخيرة الحليف الموالي للسعودية في حرب اليمن.

ورأت الصحيفة أن الحرب كانت دائما المشروع المحبب لـ"بن سلمان"، والتي أعلن عنها عندما كان في سن التاسعة والعشرين. وكانت العائلة المالكة في السعودية تهدف من هذه الحرب، بمساعدة من إدارة "باراك أوباما" والآن إدارة "ترامب"، إلى هزيمة الحوثيين الذين تدعمهم إيران، وهي مهمة كان من المتوقع أن تكون سهلة وتنتهي بسرعة. وقد دخلت الآن سنتها الخامسة، حيث تحولت الحرب إلى "مستنقع" من دون أفق للنهاية.

وكان المنع عن بيع الأسلحة بمثابة رسالة لا غبار عليها من الولايات المتحدة لحليفتها المهمة السعودية أنها لم تعد تتحمل. وربما أشار إلى أن جريمة قتل "خاشقجي"، التي تعتقد الخدمات الاستخباراتية الأمريكية أن "بن سلمان" هو الذي أصدر شخصيا الأمر بتنفيذها، ليست مقبولة.

وتساءلت الصحيفة عن المسار القادم للكونغرس، مشيرة إلى أنه قد يحاول تجاوز فيتو "ترامب" مع أن منظور النجاح فيه ضعيف. وهناك إمكانية أخرى من خلال محاولة المشرعين لمسار آخر عبر ربط صفقات السلاح في المستقبل بشرط مشاركة السعودية في محادثات السلام اليمنية.

وربما استخدم "ترامب" الفيتو ضد هذا المشروع ولكن هناك قيمة لعقد التصويت. وحتى لو لم ينجح في التحول إلى قانون، فإن كل تصويت يرسل رسالة إلى الرياض أن الدعم الدولي لها يتبخر. ولو أرادت إدارة "ترامب" التوصل لاتفاق سلام في اليمن فعليها أن تستخدم قرارات الكونغرس كورقة ضغط، وإقناع السعودية أن طول أمد الحرب يعني أنها ستواجه العواقب.

وأوصت الأمم المتحدة بعقد الكونغرس جلسة استماع حول علاقة مسؤولين سعوديين بجريمة قتل "خاشقجي"، وهو أمر يمكنه عمله من دون موافقة من الإدارة.

وتقول الصحيفة إن السعودية هي ملكية مطلقة لا تزال تصلب وتسجن المعارضين وتحرم المرأة من أبسط حقوق الإنسان و"تصدر الأيديولوجية المتطرفة إلى بقية العالم".

واعتبرت الصحيفة أن الرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين أغلقوا عيونهم على انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة من أجل الحفاظ على التحالف الذي استمر 7 عقود، إلا أن "بن سلمان" بنشره التصرفات الشائنة خارج حدود المملكة يتحدى الولايات المتحدة على تغيير موقفها التقليدي.

وختمت الصحيفة بالتأكيد على أنه حتى تتوقف الحرب وتحقق العدالة لـ"خاشقجي"، يتوجب على الكونغرس مواصلة الضغط على "بن سلمان".