ف.تايمز: بن سلمان ينشر قوات أمريكية بالسعودية في غياب تام للأصوات المعارضة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1823
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

عندما غزت القوات العراقية الكويت في عام 1990 وتجمعت على الحدود السعودية، اتخذ الملك الراحل "فهد" قرارًا صعبًا بالسماح بنشر 500 ألف جندي "كافر" في المملكة لإحباط هجوم من دولة إسلامية أخرى.

وأيد كبار علماء المؤسسة الدينية خطوة الملك، لكن العديد من رجال الدين البارزين قد غضبوا. وكان هذا أيضا أحد أسباب غضب "أسامة بن لادن"، الذي شن عبر القاعدة سلسلة من التفجيرات في المملكة العربية السعودية بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول.

وفي أبريل/نيسان 2003، أي بعد شهر من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق، تم سحب القوات الأمريكية المتبقية، لكنهم الآن يعودون حيث قالت وزارة الدفاع السعودية يوم الجمعة إن الملك "سلمان" وافق على استضافة القوات الأمريكية مع تصاعد التوترات بين إيران والغرب في أعقاب سلسلة من الحوادث في الخليج، وكان آخرها الاستيلاء الإيراني على ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني.

السعودية بين حقبتين

ولكن على عكس عام 1990، لم يؤد الإعلان السعودي إلى أي رد فعل محلي، وهو مؤشر على كيفية تغير السعودية وعلاقاتها مع الولايات المتحدة.

وكتب "جميل الذيابي" رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" السعودية اليومية، يوم الأحد قائلاً: "إن وجود القوات الأمريكية يبعث برسالة قوية للغاية إلى النظام الإيراني مفادها أن أي محاولات لاستغلال التوترات في المنطقة ستواجه بالقوة العسكرية اللازمة لردعها هي وميليشياتها ووكلائها"، وأِضاف معقبا أن إيران "لا تفهم سوى لغة القوة ولا تهتم بسياسة الحوار أو التشاور".

وقد ظهر الخط الذي استخدمه "الذيابي" في صحيفتين محليتين على الأقل، في إشارة إلى أن الأمر جاء بتوجيهات من الحكومة السعودية، أحد أقوى حلفاء إدارة "ترامب" في الشرق الأوسط.

وسيشمل الانتشار 500 جندي أمريكي، وفقًا لمسؤولي الدفاع الأمريكيين، وسيكونون من بين 2500 فرد قالت واشنطن إنها سترسلهم إلى الشرق الأوسط في إعلانين منفصلين خلال الشهرين الماضيين، ولكن لم يتم التوضيح أين سيتم إرسالهم.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن نشر القوات "يوفر رادعًا إضافيًا، ويضمن قدرتنا على الدفاع عن قواتنا ومصالحنا في المنطقة من تهديدات ناشئة وجدية".

وتقع أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في قطر، وهي منافس إقليمي للمملكة العربية السعودية والتي كانت خلال العامين الماضيين هدفا لحظر فرضته المملكة و3 من حلفائها العرب.

وسيتم تقديم نشر الجنود الأمريكيين في المملكة كدليل إضافي على كيفية تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة بشكل ملحوظ منذ أن حل "ترامب" محل "باراك أوباما".

وغضبت المملكة العربية السعودية ببسبب توقيع إدارة "أوباما" على الصفقة النووية لعام 2015 مع إيران، وهي خطوة تعتقد الرياض أنها شجعت الجمهورية الإسلامية.

لكن "ترامب"، الذي زار المملكة في أول رحلة خارجية له كرئيس، انسحب من الاتفاق العام الماضي وفرض عقوبات اقتصادية على إيران.

ووقف الرئيس الأمريكي إلى جانب ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" بثبات على الرغم من أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية استنتجت أن ولي العهد، الزعيم الفعلي للمملكة، يجب أن يكون قد أذن بمقتل الصحفي "جمال خاشقجي" في القنصلية السعودية في إسطنبول.

وقال "فيصل عباس"، رئيس تحرير صحيفة "عرب نيوز"، وهي صحيفة سعودية، إن نشر القوات "سيتم قراءته في المملكة وفي معظم أنحاء المنطقة كإشارة أخرى على أن إدارة ترامب تتفهم بشكل أفضل مصالحها الخاصة، وفي الوقت نفسه لا تترك حلفاءها".

بلا معارضة

ويشير عدم وجود رد فعل عنيف على الانتشار الأمريكي إلى تغير طبيعة العلاقة التاريخية بين العائلة المالكة ورجال الدين حيث يقود ولي العهد حملة التحديث التي تركت مجالاً قليلاً للنقاش والمعارضة.

وتم احتجاز رجال الدين مثل "سلمان العودة" و"سفر الحوالي"، الذين برزوا في التسعينات وقد كانوا معارضين لنشر الولايات المتحدة جنودها في السعودية، ويدرك رجال دين آخرون أن عواقب التحدث ضد هذه السياسات يمكن أن تكون خطيرة.

وقال "هاني صبرا"، مؤسس "ألف" الاستشارية في نيويورك إن الأمير "محمد" أظهر أنه ليس لديه شهية للنقد أو المعارضة، وقال "صبرا": "إذا نظرت إلى العامين الأخيرين، فقد فعل الكثير من الأشياء التي كانت تعتبر في الماضي من المحرمات، لكنها لم تثر ردة فعل"، مستشهداً بالتغييرات التي عارضها رجال الدين المحافظين منذ فترة طويلة مثل السماح للنساء بالقيام بالقيادة وفتح دور السينما.

وقد رافق التصعيد السعودي ضد المعارضين، بما في ذلك قتل "خاشقجي"، تناميا في الخطاب القومي المتطرف الذي أصبح مهيمناً على صحف المملكة ووسائل الإعلام الاجتماعية.

في الوقت نفسه، أصبح التنافس بين المملكة وإيران حادا بشكل متزايد حيث يضغط الزعماء السعوديون بسياسة "إما معنا أو ضدنا" وهو ما يزيد التوترات في الشرق الأوسط.