مصادر سياسيّة وأمنيّة في تل أبيب: إسرائيل والسعوديّة دفعتا ترامب لردٍّ عسكريٍّ وغراهام أكّد أنّ إسرائيل وليس أمريكا يجب أنْ تقوم بالمُهّمة…

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2203
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ونتنياهو حوّل البلاد إلى دولةٍ ترعاها واشنطن
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
 كشفت مصادر سياسيّة وأمنيّة في تل أبيب، وُصِفت بأنّها رفيعةً جدًا وواسعة النطاق، كشفت النقاب عن أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو والنظام في السعودية، هما اللذان دفعا بدرجةٍ ما الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب إلى العملية الهجوميّة، ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، والتي تضمنّت أيضًا الانسحاب من الاتفاق النوويّ وتجديد العقوبات المُشدّدّة على إيران، كما نقل مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل.
وشدّدّت المصادر عينها على أنّ تداعيات اشتعال حربٍ في الخليج قد تصل أيضًا إلى باب إسرائيل، مُوضِحًا أنّ نتنياهو عاد ووجّه مؤخرًا وزراء في الحكومة الانتقاليّة برئاسته إلى عدم التصريح علنًا حول الموضوع الإيرانيّ، مُضيفةً إنّه كان من الأفضل أيضًا لو أنّ نتنياهو استجاب للنصيحة التي وجهّها هو نفسه.
وأوضحت المصادر أيضًا أنّ نتنياهو نشر فيلمًا قصيرًا بالإنجليزيّة دعا فيه المجتمع الدوليّ بألّا يسمح لإيران بخرق الاتفاق النووي، والتقط صورة لم يسبق لها مثيل وهو يضع خلفه علمي إسرائيل وأمريكا، وهذا لم يحدث في احتفالٍ رسميّ مع الأمريكيّ، بل في فيلمٍ صورّه ونشره مكتبه.
وفي هذا السياق، أكّد هارئيل على أنّه إذا كنّا نعتقد أنّ نقطة الحد الأدنى من الاستخذاء، هذا الأسبوع، سُجِلّت في الاحتفال الغريب لتدشين مستوطنة “رمات ترامب” في هضبة الجولان، فيبدو أنّ هذا كان خطأً، فهل يبدو نتنياهو معنيًا بتحويل إسرائيل إلى دولةٍ ترعاها أمريكا، ألا يجدر به أنْ يبلغ مواطنيه بذلك، تساءل هارئيل.
عُلاوةً على ذلك، أشار المُحلّل هارئيل، نقلاً عن المصادر ذاتها، إلى أنّه في الأسبوع الماضي قال للمراسلين السناتور لندزي غراهام، من كبار أعضاء الحزب الجمهوري وأحد المقربين من نتنياهو، قال إنّ هناك أمّةَ واحدةَ على وجه الأرض لن تسمح بحصول إيران على السلاح النووي، وهي إسرائيل، بكلماتٍ أخرى، شدّدّت المصادر، السناتور المُخضرَم يُشجِّع إسرائيل على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية إذا اعتقدت أنّ هذا الأمر مطلوب، ولكنّه لم يُصرِّح بتعهد أمريكا بهذه المهمة، طبقًا لأقواله.
في السياق عينه أكّدت صحيفة (هآرتس) العبريّة أنّ الهدوء في الخليج العربيّ مصلحة إسرائيليّة، مُطالِبةً نتنياهو، بممارسة نفوذه والعمل على منع الرئيس الأمريكيّ من توجيه ضربةٍ لإيران، مُوضِحةً في افتتاحيتها، أنّ ترامب الذي بدأ التصعيد اللفظيّ بالتغريد، أنّ إيران ارتكبت خطًأ جسيمًا، بمعنى أنّ عليها أنْ تدفع ثمنًا باهِظًا جرّاء إسقاط الطائرة، تراجع عندما أوضح بأنّ “أحدًا ما” في إيران ارتكب خطأ ما كان ينبغي له أنْ يقع فيه.
ونوهّت إلى أنّ ترامب عللّ قراره إلغاء الهجوم، أنّه وفق التقديرات من شأنه أنْ يتسبب بموت 150 إيرانيًا، متسائلة: ألم يعرف ترامب عن ذلك قبل أنْ يأمر قوّاته بالاستعداد للحرب؟، وهل صحيح أنّ اعتبار التوازن قضّ مضاجع الرئيس الذي لا يتردّد في مساعدة السعودية في حربها المُضرَجة بالدماء ضدّ اليمن، والتي تسببت بموت عشرات الآلاف؟، وفقًا لتعبيرها.
وتابعت بلغة التشكيك في نوايا ترامب: وهل يُمكِن أنْ نُولي الجديّة لتصريحات رئيسٍ يُهدِّد بحرب إبادةٍ ضدّ إيران، ولكنّه يعفي مواطنيها من الموت، وشككت “هآرتس”، أنْ تكون لدى إدارة ترامب خطة عمل مرتبة ضدّ إيران، كي تُدافِع عن الإبحار في الخليج، وتمنع استئناف تخصيب اليورانيوم لما يتجاوز قيود الاتفاق النوويّ، أوْ أيّ إستراتيجيّةٍ لحالة عدم نجاح العقوبات الشديدة التي فرضت على إيران في إعطاء النتائج المرجوة.
وبشأن الموقف الإسرائيليّ، بينّت (هآرتس) أنّ إسرائيل التي تُواصِل إسناد سياسة ترامب وتُشّجعه على توجيه ضرباتٍ أليمةٍ لإيران، تتصرّف وكأنّها تُراقِب من الجانب، ولا تتحمّل أيّ مسؤوليةٍ عن التطورّات في الخليج، في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وفرض العقوبات على طهران، وهي السياسة التي شجعها نتنياهو، وكشفت عن وجود حالةٍ من القلق لدى المجتمع الإسرائيليّ من مواجهة بين واشنطن وإيران، لأنّ الكيان يوجد على رأس قائمة بنك الأهداف الإيرانيّ، أوْ على الأقّل يُحاوِل نتنياهو تسويق هذا التهديد.
وأكّدت الصحيفة أيضًا أنّ تقدير محافل الأمن الإسرائيليّة بشأن المُواجهة في الخليج، أنْ يُطلِق ضدّها حزب الله وغيره من المنظمات التي تعمل باسم إيران في المنطقة، مُوضحةً أنّ مخاوف السعودية وباقي دول الخليج من حربٍ في الخليج ليست بلا أساسٍ.
واختتمت الصحيفة: الهدوء في الخليج هو مصلحة إسرائيليّة، وبقدر ما كان لنتنياهو نفوذ على ترامب فإنّ عليه أنْ يُمارِسه كي يوقف التدهور، مُضيفةً أنّ مسؤولية نتنياهو تجّاه الإسرائيليين، أنْ يُوضِح لترامب الذي ألغى الهجوم بسبب الخوف من موت 150 إيرانيًا، أنّ من شأن المواجهة العسكرية أنْ تتسبب بموت عددٍ أكبرٍ من الإسرائيليين، طبقًا لأقوالها.