دراسةٌ إسرائيليّةٌ: إصلاحات ابن سلمان هي حملة علاقاتٍ عامّةٍ وتعزيز التواصل مع الإنجيليين مؤيّدي ترامب وتشكيل بيئةٍ تُضفي شرعيّةً على التعاون الوثيق بالكيان

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2109
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
رأت دراسة جديدة صادرة عن مركز بيغن-السادات في تل أبيب أنّ ولي العهد السعوديّ، محمد بن سلمان، عاقد العزم على الترويج لنفسه باعتباره رمزًا للاعتدال الدينيّ في المملكة، ولكن العديد من المراقبين يشكّكون في أنّ التغييرات التي قام بتنفيذها هي عميقة، وقد تتحوّل إصلاحاته إلى حملةٍ مع العلاقات العامّة أكثر من التغيير الأساسيّ، كما أكّدت.
وأضافت أنّ محمد بن عبد الكريم العيسى هو الوجه العام لنسخة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن الإسلام المعتدل، حيثُ يعمل أيضًا على تعزيز العلاقات مع الناخبين الإنجيليين للرئيس دونالد ترامب وتشكيل بيئة تُضفي الشرعية على تعاون السعودية الوثيق مع إسرائيل، لافتةً إلى أنّه في خطابِ ألقاه في تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام الماضي، تواصل عيسى مع المجتمعات اليهوديّة والإنجيليّة، ودعا خلال خطابه لقيام وفدٍ دينيٍّ مسلمٍ ومسيحيٍّ بالسفر إلى القدس لتعزيز قضية السلام على الرغم من حقيقة أنّ إسرائيل والسعودية ليس لديهما علاقات دبلوماسيّة رسميّة.
وأردفت الدراسة أنّه لا شكّ بأنّ تحركات عيسى تُساعِد في إعادة تشكيل بيئةٍ يكون فيها التعصّب الدينيّ والتحامل محدودين، لكن النُقّاد يتهمونه بأنّ جهوده الرامية إلى عرض ابن سلمان كمُصلحٍ دينيٍّ لا تتجاوز الكلمات والرموز وتعكس مجهود العلاقات العامة بدلاً من التغيير الحقيقيّ، مُضيفةً أنّ أحد المُفكّرين الأمريكيين تساءل:”كيف يمكن للمرء أنْ يأخذ تصريحات العيسى على محمل الجد عندما تكون المكتبات الدينيّة في الرياض مليئةً بالكتب التي تُدافِع عن العكس تمامًا؟”.
وأوضحت الدراسة أيضًا أنّ ماليزيا،، وهي أحد شركاء المملكة في مكافحة التطرّف، نظرةً نقديّةً مُماثلةً لجهودها، وفي العام الماضي، أغلقت مركز الملك سلمان للسلام الدوليّ المدعوم من السعودية في كوالالمبور بعد انتقادات مفادها أنّ المملكة، بتفسيرها المحافظ للغاية للإسلام، لا يُمكِنها أنْ تكون الشريك المناسب، مُشيرةً إلى أنّ التغييرات الاجتماعيّة التي أدخلها الأمير محمد حتى الآن هدفها تلميع صورة المملكة المُلوثّة وتعزيز خطته لتنويع اقتصادها المعتمد على النفط وخلق الوظائف الجديدة، كما أكّدت الدراسة.
كما لفتت الدراسة إلى أنّ العشرات من الشابات السعوديات قُمن مؤخرًا بالهرب من المملكة السعوديّة بسبب سوء معاملة الأسرة وطلبن اللجوء في مكان آخر، وفي ردّها على الخطوة، تابعت الدراسة، سعت المملكة العربية السعودية، بدلاً من اتخاذ إجراءاتٍ صارمةٍ ضدّ الإيذاء المنزلي وإلغاء نظام الوصاية، سعت إلى منع النساء من الفرار وإجبار عودة مَنْ قاموا به من الخارج.
عُلاوةً على ذلك، قالت الدراسة الإسرائيليّة: لا يزال المسيحيون واليهود والبوذيون والهندوس ممنوعون من بناء دور العبادة على الرغم من حقيقة أنّ علماء الآثار قد وجدوا أدلّةً تؤكّد أنّ اليهود كانوا يعيشون في المملكة العربيّة السعوديّة في القرن السابع بالقرب من الجبيل، وحقيقة أنّ كبار السن المقيمين على طول الحدود السعوديّة مع اليمن يتذكّرون بوضوحٍ التفاعل مع الجالية اليهوديّة.
بالإضافة إلى ذلك، شدّدّت الدراسة الإسرائيليّة على أنّه بعد القمع الوحشيّ للشيعة المُتمردين في المنطقة الشرقيّة الغنيّة بالنفط في المملكة العربية السعودية، تحرك الأمير محمد ابن سلمان بسرعةٍ لإعادة بناء بلدة العوامية المسوية، على حدّ تعبيرها، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ الشيعة شكّلوا الأغلبية الساحِقة من الذين قامت السلطات السعوديّة في نيسان (أبريل) الماضي بإعدامهم عن طريق قطع الرؤوس وبشكلٍ جماعيٍّ، وبلغ عددهم 37 شخصًا، كما أنّه لا يوجد في المجلس الأعلى للعلماء أيّ رجال دينٍ شيعة بين أعضائه، ولا يجلس القضاة الشيعة على مقاعد المحاكم الوطنيّة أوْ يخدمون في قوّات الشرطة أوْ كسفراء، على حدّ قول الدراسة الإسرائيليّة.
كما أشارت الدراسة إلى أنّ الخطر الذي يُواجِه ابن سلمان هو أنّ الاعتدال الدينيّ، مثل الإصلاح الاقتصاديّ المتدفق، يُمكِن أن يصبح اختبارًا جوهريًا يُمكِن من خلاله تقييم قدرته على تنفيذ إصلاحاته، لافتةً إلى أنّ استطلاعًا للرأي العّام تمّ إجراؤه مؤخرًا عن الشباب العربي، بما في ذلك الشباب السعوديّ، أظهر أنّ ثلثي الذين شملهم الاستطلاع أكّدوا أنّ الدين يلعب دورًا كبيرًا للغاية، بينما قال 79 بالمائة إنّ المؤسسات الدينية تحتاج إلى إصلاحٍ، فيما قال نصف المُشارِكون بالاستطلاع إنّ القيم الدينية تًعيق تقدّم وتحضّر الوطن العربيّ.
واختتمت الدراسة باقتباسها مقولةً: “إذا كان الإصلاح الدينيّ مُجرّد دفعةً من الأعلى وليس نتيجة نقاشٍ اجتماعيٍّ حقيقيٍّ، فإنّه يُمكِن عكسه بسهولةٍ”.