“ميدل ايست آي”: ترامب هو الوحيد الذي يستطيع إيقاف حكم الاعدام بعلماء السعودية
واشنطن-“القدس العربي”:
لم يلتفت العالم إلى تقارير اعتقال العلماء سلمان العودة وعواد القرني وعلى العمري، لأول مرة في سبتمبر/ أيلول 2017، في وقت زعم فيه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أنه سيعيد المملكة إلى “الاسلام المعتدل” وأنه بحاجة إلى دعم عالمي لتحويل البلاد المتشددة إلى مجتمع مفتوح.
المفارقة هنا، أن العلماء، كانوا من خارج المؤسسة الدينية المتشددة، ولديهم تاريخ في محاولة تشكيل حركة صحوة معتدلة، ولكن الغرب صدق تعليقات بن سلمان في البداية إلى حد قول صحيفة”الغارديان” إن الأمير قدم إصلاحات ثقافية وحوافز اقتصادية لا يمكن تخيلها”، وتجاهل العالم اخبار الاعتقالات الجماعية، بما في ذلك ناشطات حقوق المرأة، ليصفق لقرار رفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات.
وقال الكاتب ديفيد هيرست في مقال رأي نشره موقع “ميدل ايست آى” إن الشخص الذي أثار انتباهه حول الاتهامات وحقيقة النظام كان جمال خاشقجي، وأضاف أن الصحافي السعودي طلب منه، قبل 3 أيام من ذهابه للقنصلية السعودية في اسطنبول، أن يشرح للعالم سخافة الاتهامات الموجهة للعلماء.
وأوضح خاشقجي لكاتب المقال، هيرست، أن عقوبة الاتهامات الموجهة ضد هؤلاء العلماء كانت الاعدام في بلد يزعم الاتجاه نحو الاصلاح مشيرا إلى ضرورة ” فضح الظلم تجاه السجناء”.
وأُغتيل خاشقجي، لينكشف الغطاء عن قناع بن سلمان، وخاصة في واشنطن، على حد تعبير هيرست، الذي لاحظ استمرار محاولات تصوير ولي العهد كرجل صالح محاط بالعديد من المستشارين السيئين، على الرغم من الجريمة.
وتناول الكاتب الأكاذيب التي ترددت بعد الجريمة حول الحد من سلطة ولي العهد، على الرغم من أن الادلة كانت تشير إلى عكس ذلك، وقال إن العالم استيقظ بعد عامين على مشروع بن سلمان للحصول على السلطة المطلقة.
وأكد أن الأمر لا يتعلق بالتحديث ولا يتعلق بالإسلام المعتدل، وتسائل هيرست:” إذا كان الأمر كذلك، لماذا ينتظر أمثال سلمان العودة، الذين طعنوا في التفسيرات الدينية الحرفية، تنفيذ حكم الإعدام؟، وقال إن الحرص على اعدام العلماء الثلاثة جاء لانهم يهددون مشروع بن سلمان كحاكم مطلق أكثر من المعتقلين السياسيين الآخرين، ناهيك عن شعبيتهم الكبيرة على الانترنت.
من يمكنه إيقاف تنفيذ حكم الإعدام؟ ليس الأب أو مستشاريه، ولن يكون أي أحد من العائلة المالكة، ولا يمكن للناس في السعودية التدخل وفعل أي شيء لحماية الرجال الثلاثة، ولا يوجد زعيم أوروبي يستطيع وقف القرار، ولن تكون بيانات وزارة الخارجية الأمريكية كافية لتحقيق ذلك.
هناك رجل واحد فقط سيستمع له بن سلمان، وهو دونالد ترامب، وفقا لهيرست، الذي لاحظ أن بن سلمان اختار الإعلان عن حكم الإعدام بعد نشر تقرير مولر بشأن التدخل الروسي، إذ تفيد حسابات الرياض أن ترامب سيكون أكثر حرية في دعمهم بعد إزالة الضغط السياسي.
الخلاصة التي خرج بها المقال كانت مروعة، إذ استنتج هيرست أن فترة ترامب الثانية ستدفع بالدماء في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك عمليات إعدام المعارضين السياسيين في السعودية والإمارات ومصر، وقال إنه بغض النظر على السلوك الاستبدادي لزعماء هذه الدول، فإن ترامب سيسمح بإفلاتهم من