دراسةٌ إسرائيليّةٌ بعدّة لُغاتٍ تقتبِس مُثّقفِّين وصحافيين سعوديين ينعتون حماس بالإرهاب ويقِفون مع الشعب الإسرائيليّ
ويتساءلون: هل تريدون يا عرب أنْ يحكم هؤلاء القتلة من حماس عملاء إيران القدس؟
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
أعدّ مركز دراسة وسائل الإعلام في الشرق الأوسط، (MEMRI)، وهو مركز إسرائيليّ له العديد من الفروع في جميع أصقاع العالم، بما في ذلك بالعاصمة العراقيّة، بغداد، أعدّ دراسةً جديدةً عن المُتغيّرات والمُستجدات في الصحافة السعوديّة، ووسائط التواصل الاجتماعيّ.
وجاءت الدراسة تحت عنوان: “كفى للجدال حول معاداة الساميّة وعلينا أنْ نتعلّم من نجاح اليهود”. وفي التفاصيل أكّدت الدراسة، التي نُشرت على الموقع الالكترونيّ للمركز على أنّه مؤخرًا نشرت الصحافة السعوديّة المكتوبة عددًا من المقالات النادرة جدًا، والتي قام كتّابها بتوجيه سهام نقدهم اللاذعة ضدّ الجدال والنقاش الدائر في المملكة بشكلٍ خاصٍ، وفي المُجتمعات العربيّة والإسلاميّة بشكلٍ عامٍّ، حول معاداة الساميّة، حيثُ ناشد الكُتّاب المجتمعات العربيّة والإسلاميّة بالتوقّف عن التعامل مع اليهود من مُنطلق معاداة الساميّة.
كما جاء في المقالات المذكورة، بحسب الدراسة، إنّ الأقوال التي وردت في القرآن الكريم ضدّ اليهود، تطرّقت إلى مجموعةٍ مُعينةٍ في فترةٍ زمنيّةٍ أخرى، وأنّ القرآن الكريم، بحسب الكتّاب عينهم، لم يتناول البتّة جميع اليهود، مُشدّدّين على أنّ الكراهية العمياء لليهود أينما كانوا في المُجتمعات العربيّة والإسلاميّة منعت الأمتّين العربيّة والإسلاميّة من التعلّم من تجارب اليهود في التقدّم والتطوّر، على حدّ تعبير المقالات التي تمّ رصدها من قبل المركز الإسرائيليّ.
وتابعت الدراسة قائلةً إنّ الزيارة التي قام بها الجنرال السعوديّ المُتقاعِد أنور عشقي إلى تل أبيب صُورّت وكأنّها خطوةً سعوديّةً من أجل التطبيع مع إسرائيل، وبالتالي فإنّها أثارت جدلاً داخل السعوديّة وخارجها، مؤكّدةً على أنّ مواقع التواصل الاجتماعي نشطت في التداول بالزيارة وتبعاتها وتداعياتها، كما أنّ العديد من الـ(هاشتاغات) ضدّ الزيارة، تمّ نشرها في مواقع التواصل الاجتماعيّ، وكان أشهرها: “سعوديون ضدّ التطبيع”.
وشدّدّت الدراسة على أنّه بالرغم من التنصّل الرسميّ السعوديّ من زيارة عشقي والوفد المُرافق له إلى إسرائيل، فإنّه لا يُمكن النفي أنّ الحديث يدور عن براعم من التطبيع السعوديّ مع إسرائيل، وعليه، من المُمكِن جدًا أنّ توقيت نشر المقالات في الصحافة السعوديّة ضدّ معاداة اليهود على خلفية لا-ساميّة لم يأتِ من فراغ ولا يدور في فراغ، وليس تلقائيًا، إنمّا هدف نشر المقالات هو تحضير الرأي العّام السعوديّ لخطوة التطبيع السعوديّة مع إسرائيل، على حدّ تعبيرها.
واقتبست الدراسة عددًا من مقالات الكاتبة السعوديّة، سهام القحطاني، في صحيفة (الجزيرة) السعوديّة، والتي جاء في إحداها: لقد انتصرت إسرائيل على العرب في مسألة النشأة والتشريع الدولي بالاعتراف بها لعدة عوامل منها، غلبة التفكير الوجدانيّ على العرب مقابل التفكير العمليّ والعلميّ عند إسرائيل التي جعلتها متفوقة على الشعوب العربية علمًا وفكرًا وابتكارًا، على حدّ تعبيرها. يُشار إلى أنّ الدراسة اعتمدت على كُتّابٍ سعوديين آخرين لإثبات نظريتها بأنّ الصحافة السعوديّة تقوم بتهيئة الرأي العّام في المملكة للتطبيع مع إسرائيل.
أمّا في وسائط التواصل الاجتماعيّ، فقد اقتبست الدراسة التي تمّ نشرها بعدّة لغاتٍ عددٍ من الكُتّاب والمُثقفين في السعوديّة، مثل د. تركي الحمد، الذي غردّ على تويتر: “ويتكررّ المشهد، صواريخ من غزّة على إسرائيل، إسرائيل تقصِف، وساطة من هنا وهناك، ويدفع الفلسطينيّ البسيط الثمن، إنّها “المُقاومة” يا صاحبي.. إيران وتركيّا في ورطةٍ والفلسطينيّ يدفع الثمن”.
أمّا متعب الجبّرين فغردّ على “تويتر”، بحسب الدراسة الإسرائيليّة:”حركة حماس تُعاني منذ انقلابها وسيطرتها على غزّة، والقطاع يُعاني سوء إدارةٍ أفقدته أبسط الخدمات من كهرباءٍ وماءٍ بسبب سياسات حماس العبثيّة التي لم تُقدِّم شيئًا سوى إطلاق بضعة صواريخ تسقط قبل أنْ تصِل أهدافها، ولا تُحقِّق أيّ توازنٍ أوْ أيّ ضغطٍ سياسيٍّ، وينتهي الأمر بغاراتٍ إسرائيليّةٍ تُدمِّر البنيّة التحتيّة لقطاع غزّة”.
من ناحيته، غردّ محمد آل الشيخ، كما اقتبست الدراسة الإسرائيليّة ونشرت صورة التغريدات، غردّ قائلاً: “أمَرَ ملالي الفرس وأذنابهم الحمساويين بالتصعيد مع إسرائيل فنفّذوا الأوامِر، فكانت النتيجة مقتل 7 فلسطينيين، مُقابِل جرح إسرائيليٍّ واحدٍ، الفرس يُصعّدون للضغط على أمريكا وإسرائيل للانتقام من قرار ترامي والضحايا سكّان غزّة”.
أمّا عبد الله الحميد الحكيم فنشر تغريدةً على “تويتر” اقتبستها الدراسة الإسرائيليّة قال فيها: “قلوبنا معكم، حمى الله إسرائيل وشعبها، لا نقبل أنْ تمتّد يدّ الغدر إلى الشعب الإسرائيليّ من قبل إيران وعملائها في غزّة، آن الأوان لوضع النقاط على الحروف والتصدّي لإرهاب (حماس) مسؤولية جميع دول المنطقة والمجتمع الدوليّ وليست إسرائيل فقط. وأقول للعرب وبحكمٍ أتريدون أنْ يحكم القدس هؤلاء القتلة عملاء إيران”.
وأخيرًا اقتبست الدراسة الإسرائيليّة تغريدةً من العام 2014، خلال العدوان الهمجيّ على غزّة، كتبها محمد القحطاني: “من السعوديّة نقِف مع أبناء عمومتنا في إسرائيل، بعد الهجوم الإرهابيّ من حماس الإرهابيّة، وذلك بإطلاق أكثر من 200 صاروخٍ على المدّنيين العُزّل، وندعو الله أنْ ينصر إسرائيل على حماس الإرهابيّة وكلّ مَنْ يدعمها”.