تحت غطاء “التفاهم بين الأديان”: الرياض تُعلِن أنّ وفدًا يهوديًا صهيونيًا سيزور السعوديّة رسميًا وعلنيًا قريبًا والأمين العّام لرابطة العالم الإسلاميّ: لا يُمكِن إنكار المحرقة (فيديو)

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2044
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

  تسعى المملكة العربيّة السعوديّة بخطواتٍ كثيفةٍ لتحسين صورتها في الولايات المُتحدّة الأمريكيّة بشكل خاصٍّ، وفي العالم الغربيّ بشكلٍ عامٍّ بعد فضيحة قتل الصحافي السعوديّ، جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول في شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام الماضي، والتي ما زالت مفاعيلها تؤثّر سلبًا على حُكّام الرياض، وبشكلٍ خاصٍّ على وليّ العهد السعوديّ الأمير محمد بن سلمان، الذي اتهمته جهات عديدة بأنّه هو الذي أصدر الأمر لفريق القتل باغتيال خاشقجي وتقطيعه وإخفاء جثثه حتى اليوم.

وفي تطوّرٍ لافتٍ للغاية، نشرت قناة “يورونيوز” التلفزيونيّة-الأوروبيّة، مقطعًا قصيرًا، تمّ تصويره خلال الحدث، يظهر فيه الأمين العّام لـ”رابطة العالم الإسلاميّ”، وهو سعوديّ الجنسيّة، محمد بن عبد الكريم العيسى، وهو يقول على الملأ إنّ الرابطة التي يرأسها قامت بتوجيه دعوةٍ لوفدٍ يهوديٍّ لزيارة المملكة العربيّة السعوديّة، زاعِمًا في الوقت عينه أنّ الدعوة جاءت للتأكيد على قيم المملكة الإسلاميّة والإنسانيّة، على حدّ تعبيره. وأشار العيسى إلى أنّ الزيارة التي ستجري في شهر كانون الثاني (يناير) من العام المُقبِل 2020 هي أوّل زيارةٍ لوفدٍ يهوديٍّ إلى الملكة العربيّة السعوديّة، ومن هنا تكمن أهميتها، لا بلْ خطورتها في مسار التطبيع مع كيان الاحتلال، والذي ازدادت وتيرته في الآونة الأخيرة، وتحديدًا مع الدول الخليجيّة، تارةً باسم الرياضة، وتارةً تحت مُسمى “التفاهم بين الأديان”.

وغنيٌّ عن القول إنّ الرابطة المذكورة ما كانت لتجرؤ على القيام بهذه الخطوة التطبيعيّة مع اليهود-الصهاينة، دون الحصول على الضوء الأخضر من السلطات ذات الصلة في الرياض، علمًا أنّ المنظمات الدوليّة تُوجِه للمملكة السعوديّة انتقادات حادّةٍ كالموس على تعاملها مع مُعتقلي الرأي في المملكة، وخصوصًا قيامها مؤخرًا بإعدام 37 شخصًا بتهمة “الإرهاب”، وهو الذي رفضه المجتمع الدوليّ جملةً وتفصيلاً.

 ومن الجدير بالذكر، أنّ وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة، التي يقودها بالوكالة الوزير المُتطرِّف يسرائيل كاتس، سارعت إلى الاحتفاء بهذا الحدث الـ”تاريخيّ” ونشرت الفيديو الذي قامت ببثه القناة التلفزيونيّة الأوروبيّة على صفحتها الرسميّة في موقع التواصل الاجتماعيّ (فيسبوك)، والتي تُسّمى “إسرائيل تتكلّم العربيّة”، وبالإضافة إلى ذلك، نشرت الفيديو أيضًا على صفحتها الرسميّة في موقع (تويتر).

وجاء على صفحة “إسرائيل تتكلّم العربيّة” ما يلي: “للمرّة الأولى سيزور وفدٌ يهوديٌّ المملكة العربية السعوديّة بناءً على دعوةٍ من رابطة العالم الإسلاميّ، حسبما أعلن أمين عام الرابطة الشيخ السعودي محمد بن عبد الكريم العيسى، الذي قال إن الزيارة ستقام في كانون الثاني (يناير) 2020. والتزم الشيخ العيسى بزيارةٍ قريبةٍ إلى معسكر أوشفيتز في بولندا، حيث ارتكب النازيون جريمة إبادة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية، وقال الشيخ السعوديّ إنّه لا يمكن إنكار الهولوكوست”.

يُشار في هذه العُجالة إلى أنّ الوزير كاتس كان قد زار مؤخرًا دولة الإمارات العربيّة المُتحدّة وشارك بشكلٍ علنيٍّ في مؤتمرٍ عُقِد في أبو ظبي، ضمن الخطوات التطبيعيّة بين إسرائيل وهذه الدولة الخليجيّة، والتي يقودها بحسب هيئة البثّ العامّة الإسرائيليّة، شبه الرسميّة (كان)، رئيس جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة)، يوسي كوهين، الذي يتلّقى أوامره مُباشرةً من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو.

ومن الأهمية بمكان التشديد على أنّ تصريحات العيسى خلال توقيع رابطته اتفاقًا ما زالت طبيعته غيرُ واضحة المعالم مع منظّمة “مناصرة اليهود دوليًا” (AJC) التابعة لـ”اللجنة اليهوديّة الأمريكيّة” الصهيونيّة، التي يقوم بتمويلها وإدارتها، كما أكّد الموقع الالكترونيّ التابِع لها على الإنترنيت، يهود الولايات المتحدة، كما أشار الموقع في الوقت عينه إلى أنّ مقّر المنظمّة هو في مدينة نيويورك الأمريكيّة، وأحد أهّم أهدافها، كما شدّدّ موقعها على الإنترنيت، تحسين أوضاع يهود العالم قاطبةً خارِج الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، على حدّ تعبيرها. ويظهر في الموقع أنّ للرابطة اليهوديّة الصهيونيّة المذكورة فرعًا في كيان الاحتلال الإسرائيليّ. كما أنّه تمّ تأسيسها في العام 1906 وتضُم النخبة اليهوديّة-الصهيونيّة من الاقتصاديين والمُثقفين في أمريكا، وتحصل سنويًا على دعمٍ ماليٍّ بقيمة 80 مليون دولار.

وفي المقطع الذي نشرته القناة التلفزيونيّة الأوروبيّة، ظهر العيسى إلى جوار مدير “اللجنة اليهوديّة الأمريكيّة”، دافيد هاريس، المشهور بآرائه المُتطرفّة في كلّ ما يتعلّق بالفلسطينيين، والذي يترّأس المنظمة اليهوديّة-الصهيونيّة منذ العام 1990.

وفي صفحته الشخصيّة على الموقع الالكترونيّ للمُنظمّة جاء أنّ الرئيس الإسرائيليّ السابِق، شيمعون بيريس، كان قد قال عنه، أيْ عن دافيد هاريس، إنّه “وزير خارجيّة الشعب اليهوديّ”، وبالإضافة إلى ذلك، شدّدّ الموقع على أنّ هاريس حصل على الجوائز القيّمة في الكثير من البلدان الأوروبيّة لنشاطه المُثابِر من أجل حقوق الإنسان، وبالإضافة إلى ذلك، يقوم هاريس بنشر المقالات في صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيليّة، يُهاجِم فيها الشعب الفلسطينيّ ويصِف حركة حماس بأنّها تنظيمًا إرهابيًا يسعى للقضاء على إسرائيل، على حدّ مزاعمه.

وفي أحد مقالاته في صحيفة (جيروزاليم بوست) أعلن بشكلٍ صريحٍ وواضحٍ أنّ حلّ الدولتين، واحدة الفلسطينيين والثانيّة للإسرائيليين، يُشكّل خطرًا على المصالح القوميّة لليهود، وبالتالي أكّد على رفضه هذا الحلّ، كما جاء في مقالته.

Embedded video

إسرائيل بالعربية
 
@IsraelArabic
 
 

للمرة الأولى سيزور وفد يهودي المملكة العربية السعودية بناء على دعوة من رابطة العالم الإسلامي حسبما أعلن أمين عام الرابطة الشيخ السعودي محمد بن عبد الكريم العيسى الذي قال إن الزيارة ستقام في يناير/ كانون الثاني 2020.

 
3,043 people are talking about this