رايثيون السعودية تدشن عملية إعادة هيكلة لإرضاء بن سلمان
شادي خليفة
مثل غيرها من شركات الأسلحة السعودية، تحاول "رايثيون" أن تتماشى مع سياسة ولي العهد الجديدة للبلاد، لكن الأمر لا يخلو من صعوبات.
وكما أشارت دورية "إنتليجنس أونلاين" الفرنسية، فإن "رايثيون السعودية"، الفرع السعودي المحلي لشركة "رايثيون"، تمر عبر مرحلة صعبة.
وقد استقال "كورت أميند"، الرئيس التنفيذي للفرع السعودي فجأة قبل بضعة أسابيع، وتمت الاستعاضة عنه مؤقتا بالرئيس التنفيذي للعمليات في الشركة، "بيل بليك".
وكان "أميند"، الذي كان يشغل من قبل مناصب عليا في وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون، وكان يعمل بانتظام في أفغانستان قبل انضمامه إلى "رايثيون" في عام 2011، كان يشغل هذا الموقع منذ أغسطس/آب 2017.
وكان "محمد القحطاني"، نائب رئيس تطوير الأعمال في "رايثيون السعودية"، قد ترك منصبه في فبراير/شباط من هذا العام، مع الاستمرار في العمل كمستشار للمجموعة.
وتبحث الشركة عن شخص لشغل منصب "القحطاني".
محادثات جدية
ومثل مجموعات الدفاع الأمريكية الأخرى قبلها، أمثال "بوينغ" و"لوكهيد مارتن"، تكافح "رايثيون" لتتماشى مع خطة الأعمال الجديدة التي ينسقها فريق ولي العهد "محمد بن سلمان"، التي تتطلب التعامل حصرا مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية "سامي".
وتتسبب هذه السياسة الجديدة تحول العقود التقليدية إلى عقود "حكومة إلى حكومة" بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، بدلا من الطريقة التقليدية لإبرام العقود بين الشركات الأمريكية والجهات السعودية المختلفة عبر الوسطاء.
وفي حين وقعت "رايثيون" مذكرة تفاهم مع "سامي" عام 2017، إلا أن ذلك لم يؤد بعد إلى أي عقود رئيسية، بخلاف الرادارات المستخدمة في نظام الدفاع الصاروخي الذي طورته شركة "لوكهيد".
وقد وقعت المجموعة أيضا اتفاقية مع "أرامكو"، في ديسمبر/كانون الأول 2018، لإنشاء مشروع مشترك للأمن السيبراني. ومن غير المرجح أن تحظى الشركة الأمريكية الخروج بعقد رئيسي آخر في أي وقت قريب، بالنظر إلى المزاج الحالي المناهض للرياض في واشنطن.
تحالفات قديمة
ووفقا للدورية الفرنسية، فإن تحالفات "رايثيون" القديمة عميقة الجذور في "رايثيون" وطريقتها القديمة في العمل مع السعودية قد بدأن تعيق أعمالها.
ورغم أنها مملوكة الآن بالكامل لشركتها الأم، كانت "رايثيون السعودية" مملوكة بشكل مشترك لعدة أعوام من قبل "الموارد للاستثمار"، ويدير هذه الشركة السعودية الآن، "فهد بن خالد آل سعود"، نجل مؤسس المجموعة "خالد بن عبد الله"، إلى جانب "خالد بن عبد الله آل سعود"، نجل رجل الأعمال "عبد الله بن فيصل آل سعود"، الذي عمل لفترة قصيرة سفيرا للمملكة لدى واشنطن بين عامي 2015 و2017.
ولأعوام عديدة، اعتمدت "رايثيون" أيضا على شراكتها في البلاد مع مجموعة "عذيب"، برئاسة "عبد العزيز بن أحمد آل سعود"، نجل الأمير "أحمد بن عبد العزيز"، المعروف بانتقاده القوي لـ "بن سلمان" في عدة مناسبات.
وبالنسبة لبعض العقود المبرمة مع وزارة الدفاع السعودية، تفضل "رايثيون" أحيانا استخدام شركة تابعة أخرى، وهي "رايثيون الشرق الأوسط".
وتكافح "رايثيون" الآن للتكيف مع نموذج الأعمال الجديد في السعودية وفقا للدورية الفرنسية.
المصدر | الخليج الجديد + إنتليجنس أونلاين