كوشنر يكشف مبادئ صفقة القرن
أحلام القاسمي
كشف كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، "غاريد كوشنر"، يوم الإثنين، أن "صفقة القرن" تركز على 4 مبادئ، هي: الحرية، والاحترام، والاستفادة من الفرص المتاحة، والأمن.
موضحا: "إننا نعمل على مبادرة السلام (صفقة القرن) منذ عامين ونستعد لتقديم هذه الخطة".
وأضاف: "خلال عملنا في العامين المنصرمين أمضينا وقتا طويلا في استشارة الجهات المعنية في المنطقة، وحصلنا على الكثير من النصائح الجيدة، واستمعنا إلى وجهات نظر مختلف الدول".
وتابع: "نود مشاركة بعض الدول تفاصيل بشأن ما نتطلع لتحقيقه في خطة السلام (صفقة القرن) لاسيما فيما يتعلق بالرؤية الاقتصادية والفرص التي ستتوفر عندما يحل السلام".
وأوضح "كوشنر": "في حال تمكنا من تطبيق صفقة القرن فإننا نأمل رؤية فرص أكبر تتاح للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وشعوب المنطقة كافة".
واستطرد: "تمكنا من الحفاظ على سرية الكثير من تفاصيل هذه الخطة وهذا أمر بنّاء"، وفقا لـ"سكاي نيوز".
وأكد أنه بعد دراسة المفاوضات السابقة، وجدوا أن التفاصيل كانت تخرج قبل نضوجها، ما كان يدفع السياسيين إلى الهروب من الخطة.
وأشار إلى أن "الوضع الذي كان يتم التفاوض بشأنه لم يتغير كثيرًا خلال الـ25 عامًا الأخيرة، لذلك عملت الولايات المتحدة على صياغة حلول واقعية وعادلة لهذه القضايا في عام 2019، تسمح بعيش حياة أفضل".
وأوضح أن الخطة تركز على 4 مبادئ، أولها الحرية، لينعم الجميع بحرية الفرص والدين والعبادة بغض النظر عن معتقداتهم، بالإضافة إلى الاحترام، لتكون كرامة الناس مصانة ويحترموا بعضهم، وليستفيدوا من الفرص المتاحة لتحسين حياتهم دون السماح لنزاعات الأجداد باختطاف مستقبل أبنائهم، فضلًا عن تركيز الخطة على الأمن.
وأشار إلى "نظر أمريكا في مختلف المبادرات التي تم إطلاقها في السنوات الماضية، وكان الكثير من بينها جيدًا لكنها عجزت عن حل القضية ولم يتمكن القادة من إقناع الشعبين على تقديم التنازلات"، مضيفًا أن "الخطة الأمريكية لا تركز كثيرًا على القضايا رغم تعمقها فيها، ولكن تركز على ما يمنع الشعب الفلسطيني من الاستفادة من قدراته الكاملة، وما يمنع الشعب الإسرائيلي من الاندماج في المنطقة بأكملها".
وذكر أن "المنطقة تشهد العديد من الفرص، وبجمع الأطراف يأمل التوصل لمقاربة جديدة"، لافتًا إلى "محاولة الخطة الأمريكية البناء على اتفاق أوسلو، والسعي للتوصل إلى خطة مفصلة وتعرض على الناس ما يعتقد أنه أفضل نتيجة في هذا العصر، لوضع الخلافات السابقة جانبًا والتطلع إلى مستقبل مزدهر ومشرق".
واعتبر أن "الأثر الاقتصادي للخطة لن يقتصر على الأمريكيين والإسرائيليين والفلسطينيين فقط، ولكن سيشمل المنطقة برمتها، بما في ذلك الأردن ومصر ولبنان، موضحًا أن الخطة السياسية مفصلة جدًا وتركز على ترسيم الحدود وحل قضايا الوضع النهائي".
وتابع: "إذا ما تمكنا من إزالة الترهيب وإحلال السلام يمكن أن يضمن التدفق الحر للناس وللسلع، ما يؤدي إلى إيجاد فرص كثيرة، وقمنا بدراسة الكثير من الاقتصاديات التي حققت نموًا كبيرًا خلال القرن الماضي، مثل سنغافورة واليابان وبولندا، وكلهم استفادوا من وضع قواعد جديدة لاقتصاداتهم".
وبين أن الخطة تركز على تطوير البنية التحتية والقوانين وتوفير التدريب لخلق فرص جديدة وضمان الازدهار في المنطقة، موضحًا أنه سيركز في جولته الحالية على الاستماع إلى وجهات النظر بشأن الخطة، لأنه لا يمكن حل قضية يتنازع فيها شعبان منذ أكثر من 70 عامًا، ويتوقع أن يصبحوا أصدقاءً بين ليلة وضحاها.
وأوضح أن المسارين الاقتصادي والسياسي مرتبطين ارتباطًا وثيقًا في الخطة، مضيفًا أنه رأى العديد من الجهود خلال السنوات الماضية لتحفيز الاقتصاد الفلسطيني، لكنه كان مقيدًا في ظل غياب السلام.
وأعرب عن أمله في التوحيد الجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، تحت قيادة واحدة تدافع عن مصالح الفلسطينين، مشيرًا إلى استغلال بعض الجهات للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، من أجل التحريض على التطرف.
وفي وقت سابق، كشف "كوشنر" أن الإدارة الأمريكية ستقدم خطتها للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين "صفقة القرن" بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في التاسع من أبريل/نيسان المقبل.
وأعلنت القيادة الفلسطينية رفضها المسبق لـ"صفقة القرن"، بعد أن أعلن "ترامب" أنّها تسقط ملف القدس من طاولة المفاوضات.
وأوقفت القيادة الفلسطينية اتصالاتها السياسية مع الإدارة الأمريكية، بعد قرار "ترامب"، في السادس من ديسمبر/كانون الأول 2017، إعلان القدس عاصمة لـ(إسرائيل)، ونقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب.
و"صفقة القرن" هي خطة سلام تعدّها الولايات المتحدة، ويتردّد أنها تتضمن "إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح (إسرائيل)".
المصدر | الخليج الجديد