مُستشرِقٌ إسرائيليٌّ: العلاقات السريّة تصريحٌ علنيٌّ من الدول العربيّة عن إهمال القضية الفلسطينية واعترافٌ تاريخيٌّ بإسرائيل

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1808
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

وتل أبيب تُسرّب والعرب يبتلِعون الضفادع ويصمتون

الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
 رأى المُستشرِق الإسرائيليّ جاكي حوغي، في مقالٍ نشره بصحيفة (معاريف) العبريّة، رأى أنّ ما هو غريب في الشريط الذي سرّبه رجال بنيامين نتنياهو من اللقاء السريّ في مؤتمر وارسو هو صمت العرب، لافتًا إلى أنّه في الأسبوع الماضي اجتمع رئيس الوزراء في جلسةٍ مُغلقةٍ مع وزراء الخارجيّة عن إيران، وتابع قائلاً إنّ هذا حصل في مؤتمر وارسو، وكان في القاعة أيضًا وزراء من دول الخليج العربيّ، كاشِفًا النقاب عن أنّ أحد رجاله صور جزءًا من النقاش بالهاتف، وبقرار القائد، أيْ نتنياهو، تقرر تسليم الشريط لصحافيين إسرائيليين، حيثُ سُمِع وزير خارجية البحرين هناك يُشبّه إيران بالسّم، وأقواله هذه تمّ تسريبها، على حدّ تعبير المُستشرِق، الذي يعمل مُحلّلاً لشؤون الشرق الأوسط في إذاعة جيش الاحتلال (غالي تساهل).
المُستشرِق الإسرائيليّ أضاف أنّه بعد ساعاتٍ قليلةٍ تمّ شطب الشريط عن الشبكة، ولكنّه خرج على شكل عناوين رئيسيّةٍ، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّه يُمكِن الجدال في مسألة إذا كان لحق الضرر في صورة إسرائيل في نظر العرب، ومتسائلاً: هل سيتردّد الزعماء العرب من الآن فصاعدا ًفي فتح أفواههم بحضور الإسرائيليين خشية أنْ تتسرب أقوالهم؟، ولكن، ردّ حوغي بالقول إنّ هذا جدالاً ثانويًا، والأهّم، وفق نظرته للأمور، هو الإصرار على ألّا يصخب العرب ممّا حصل. فأيٍّ من الدول التي تضررت من المناورة، البحرين والسعودية واتحاد الإمارات، أطلقت انتقادًا يندد بإسرائيل.
وتابع قائلاً: هل في ذلك تقدم في العلاقات مع دول الخليج؟ نعم ولا. نعم لأنّ العرب رأوا في ذلك أنّ إسرائيل هامّة لهم لدرجةٍ أنّهم مستعدون لأن يبتلعوا منها ضفادع صغيرة. ولا، لأنّ الحقيقة يجب أنْ تقال: العلاقات مع هذه الدول ليست سوسنًا، لافتًا إلى أنّ ثمة اتصالات، توجد حتى زيارات سرية، ولكن انسوا جنة عدن.
ولفت المُستشرِق الإسرائيليّ أيضًا إلى أنّه صحيح أنّها تبتسم لإسرائيل، ولكنها تتنكر لها أيضًا، فهي ستكون دومًا درجة بالنسبة لهم يصعدون عليها، ليس لأنّ هذه دولة يهود. فالحديث يدور عن أنظمة شكاكة تعيش صراعًا وجوديًا، ورغم وربما بسبب ثرائها، وأنّ كلّ واحدةٍ منها بتجربتها، قد تجد نفسها في حربٍ قبائليّةٍ، مثل العهود السالفة، وفي الصراع من أجل البقاء فإنّك لا تلاحق الابتسامات، بل تبحث عن عكازات، على حدّ وصفه.
وفي سياق مُتصّلٍ، قال المُستشرِق الإسرائيليّ إنّه بعد شهر ستمر أربعون سنة على التوقيع على اتفاق سلام مع مصر، وبعد ثمانية أشهر نحيي نصف يوبيل على الاتفاق مع الأردن، ومن المشكوك فيه أنْ نحظى برؤية اتفاقاتٍ أخرى في صيغةٍ مُشابهةٍ.
وتابع: السعودية، البحرين، إمارة عُمان واتحاد الإمارات، زميلات إسرائيل الأربع في الخليج، لن ترفع مستوى علاقاتها معها إلى درجة فتح السفارات قريبًا، إذْ لا حاجة إلى ذلك. فعلى أيّ حالٍ، ما يريدون الحصول عليه يحصلون عليه الآن: اتصالات أمنية، وعلاقات تجارية وعلاقات دبلوماسية عند الحاجة، فمن يحتاج إلى سياح إسرائيليين، أوْ علاقاتٍ علنيّةٍ، حتى وإنْ كانت ستدخل بعض المال إلّا أنّها ستفعل الكثير من الضجيج، وفق أقواله.
ورأى أنّ هذه ليست بالضرورة بشرى سيئة، فلماذا نحتاج إلى اتفاقات لامعة؟ فالحاجة إلى الاحتفال تدل على أنّ هناك شيئًا ما على غير ما يرام، إذْ أنّه عندما تكون العلاقات طيبّة وطبيعيّة، يكون الاحتفال زائدًا لا داعي له، أمّا عندما يكون الاتفاق أشوه ومتعذر، فلا تجدي الألعاب النارية.
وشدّدّ حوغي على أنّ السياحة، وخط طيران، والزيارات، التجارة المتبادلة والأجواء الودية لا تحتاج إلى احتفالاتٍ وتوقيعاتٍ، بل تحتاج إلى إرادةٍ طيبّةٍ، ونواة الإرادة موجودة في الرياض والمنامة ومسقط وأبو ظبي، ولكن معناها ثورية بالنسبة لهم، أمّا إخراج العلاقات مع إسرائيل إلى النور فمعناه أنْ يشق لها طريق التفافيّ إلى رام الله، وهذا تصريح علني عن إهمال القضية الفلسطينية، بل واعتراف تاريخيّ بإسرائيل كحقيقةٍ قائمةٍ، على حدّ قوله.
في هذه الأثناء، اختتم المُستشرِق الإسرائيليّ، يُمكِن أنْ نواسي النفس بحقيقة أنّه مِنْ كلّ علاقاتها مع الدول العربيّة، يُمكِن لإسرائيل أنْ تُشكّل منظومة سلامٍ أخرى: سياحة مع المغرب، تجارة مع السعوديّة واتحاد الإمارات، علاقات تكنولوجيّة مع إمارة عُمان (لأغراض تحلية المياه) وخط مفتوح إلى قطر (بالنسبة لحماس)، مُشيرًا إلى أنّه في السنوات الأخيرة دخل العراق إلى القائمة، وصحيح أنّه لا توجد علاقات مع حكومته، إلّا أنّ الاتصال بين المواطنين الخاصين من الجانبين حار وعظيم الأثر، قال حوغي.