عبر بوابة “خاشقجي”.. “الدخيل” إلى سُلّم دبلوماسية “ولي العهد”
إسطنبول / الأناضول
كان كاتبا في صحيفة “الوطن” السعودية التي ترأسها صديقه الصحفي الإصلاحي جمال خاشقجي لفترة وجيزة منذ سنوات، قبل أن يشحذ قلمه ضمن كتيبة المدافعين عن المملكة قبل أشهر، إبان إنكارها مسؤولية ولي عهدها محمد بن سلمان، عن مقتل صديق الأمس، في مقر دبلوماسي سعودي.
هو “تركي الدخيل”، أحد المقربين من ولي العهد، والذي لم يكن له علاقة من قبل بالدبلوماسية السعودية وسُلّمها، غير أنه صعد الأحد في مفارقة تأتي بعد أيام من اتهامات نفاها بشدة لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تتحدث عن معلومات استخباراتية عن وجود مكالمة له مع بن سلمان في 2017 يخبره ولي العهد فيها بأن سيناريو نهاية “خاشقجي” بـ”رصاصة” وارد إن لم تتوقف انتقاداته.
وتزداد المفارقة إذ يأتي الدخيل (45 عاما)، سفيرا للإمارات التي أشاد بسماحتها، قبل أيام، بعد نحو 4 أشهر من أنباء عن لوم سعودي له لعدم قدرة قناة “العربية” السعودية التي يترأسها أن تكون على مستوى تغطية حدث مقتل صديقه “خاشقجي”، والذي أوقع المملكة في فخ أزمة دولية.
ورغم مفارقة صعود الدخيل لسلم الدبلوماسية عبر بوابة مقتل الصديق خاشقجي، إلا أنه لم يعلق وفق مطالعة حسابه عبر “تويتر”، عما أثير من أنباء عن اختفاء صديقه في قنصلية المملكة في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، وبدأ يشير بعد نحو أسبوع لتغطية قناة العربية لعلاقة “قطر” بحادث اختفاء صديقه، وهي تغريدة حازت انتقادات آنذاك لبطئ الدفاع عن المملكة في هذا الملف.
ولفظ “الصديق”، بإقرار من الدخيل نفسه، إذ ذكر في مقال له في 10 يوليو/ تموز 2013، في صحيفة الرياض السعودية مشيدا بالصديق وطرحه الداعم للمملكة، قائلا:” الصديق أبو صلاح جمال خاشقجي صدر له هذا الشهر كتابه المهم (احتلال السوق السعودي) قال فيه خاشقجي كلاماً مهماً عن السوق السعودي الكبير الواسع، وناقش فيه مشكلات كبيرة ومعقدة ومتشابكة”.
هذه الصداقة أو الإشادة أجلت الترحم عبر “تويتر”، على خاشقجي قليلا، إذ خرج الدخيل، في 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، بمقال نشر آنذاك في عدة مواقع وصحف سعودية متوعدا واشنطن بـ 30 إجراء يمس اقتصادها وسياساتها إن فرضت عقوبات على الرياض، على خلفية مسؤوليتها عن مقتل الصديق خاشقجي، الذي لم يذكره لمرة في هذا المقال.
قبل أن يتذكر الدخيل “الصديق” خاشقجي، بالترحم بمقال “جمال أبناء جمال”، في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، في سياق الاستدلال بتصريحات نجلي الراحل عن والدهما وثقتهما بالمملكة، مشيدا بالملك سلمان وولي عهده، وقدرة بلاده على تجاوز الخصوم والشائعات.
ولم تمر أشهر قليلة حتى ودع الشهر الماضي، رئاسة قناة العربية، دون أن تتركه سيرة “خاشقجي”، إذ راجت تقارير إعلامية، أنها إقالة بسبب إدارة ملف خاشقجي بالقناة، في مقابل رأي أنها تكريم ومعرفة بقدرات الرجل الإعلامي الموهوب، ولقربه من البلاط الملكي.
وقال الدخيل عبر “تويتر” الأحد: “تشرفت بأداء القسم أمام الملك سلمان، سفيرا لبلادي العظيمة السعودية في دولة الإمارات الشقيقة، أسأل الله أن يجعلني عند حسن ظن قيادتنا وأن يوفقني لخدمة ديني ومليكي ووطني والشعب السعودي العظيم”.
يذهب الدخيل إلى الإمارات المقربة إليه والذي يشيد بها كثيرا، بعد أشهر من انتقاده قطر أحد أطراف الأزمة الخليجية، ومحاولة ربط اسمها بقضية خاشقجي، قبل أن تعترف المملكة بتفاصيل مقتل خاشقجي، دون أن تعلن مكان جثته للآن.
في هذه الأجواء التي تحيط بالدخيل، نعته مؤيدون له بصفات أوردها موقعه الإلكتروني بينها: “الصحافي الأنيق والمهني الإنسان، والرجل الواقف في كل المراحل، وسيد الحوارالسفير القادم من بوابة صاحبة الجلالة مرتديًا مشلح الدبلوماسي، وخلطة فريدة، ومعرفة تثريك، ولا يستكين ولا يهدأ حتى يصل، ونسخة لا تتكرر، ورجل أخطبوط يملك أكثر من ذراع لبلوغ المراد”.
والدخيل ذو خلفية دينية، حيث إنه درس في جامعة الإمام محمد بن سعود، كلية أصول الدين، قسم السنة، وحاصل على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية في 2011، وله خصومة مع تيار الإسلام السياسي، وسط اعتراف كرره مرارا أنه بدأ حياته متشددا في الدين.
وله ميراث إعلامي ثقيل، إذ عمل في الصحافة منذ عام 1989، واحترفها عام 1994، وبعد 4 سنوات زار كابول، في رحلة صحفية، وأصدر بعدها بسنوات كتابه “كنت في أفغانستان” عام 2008، مستعرضا تفاصيل النزاع بين الفرقاء الأفغان، بخلاف عمله وتأسيسه لمواقع إلكترونية، وعمله كمدير عام قناتي العربية والحدث منذ يناير / كانون الثاني ٢٠١٥ وحتى يناير/ كانون الثاني ٢٠١٩.
ويكتب مقالات بشكل مستمر في كبرى الصحف السعودية، وأفاد موقعه الإلكتروني، أنه في العام 2007 ، و2010 ، و2011، و2012 اختارته مجلة (اريبيان بزنس) ضمن أقوى 100 شخصية عربية مؤثرة.