انتقادات واسعة للمشاركين في البطولة الدولية للغولف بالسعودية
علي النجار
سلط موقع "أسبن" الرياض العالمي الضوء على الانتقادات التي تعرضت لها "الجولة الأوروبية للغولف"، وعدد من لاعبي الغولف العالميين بسبب مشاركتهم بأول مسابقة للعبة تستضيفها السعودية، والتي من المقرر أن تجري فعاليتها هذا الأسبوع.
وقال الموقع إن السبب وراء تلك الانتقادات هو سجل المملكة السيء فيما يتعلق بحقوق الإنسان بجانب اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي".
وأشار إلى أن مسؤولين أتراك، قالوا إن "خاشقجي" الكاتب بصحيفة واشنطن بوست، الذي كان يعيش في الولايات المتحدة في ذلك الوقت، قتل داخل القنصلية السعودية بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ولفت الموقع إلى أن المسابقة التي تستضيفها السعودية، والمعلن عنها العام الماضي أثارت الجدل حتى قبل مقتل "خاشقجي"، بسبب الانتهاكات التي ترتكبها السعودية في مجال حقوق الإنسان.
غير أن هذا الجدل لم يمنع عدد من اللاعبين المصنفين عالميا من المشاركة في البطولة وسط اتهامات من الكثيرين ضدهم بأنهم يسعون في المقابل بتحقيق مكاسب مالية على حساب البعد الأخلاقي.
وفى المقابل، يدافع المشاركون في البطولة عن أنفسهم قائلين إن مشاركتهم بالبطولة في السعودية لا تعني أنهم يؤيدون نظام المملكة، وأنهم في نهاية المطاف لاعبين وليسوا سياسيين.
وفى هذا الصدد، قال المصنف الأول عالميا، "جوستين روز"، في تصريحات بعد فوزه الأحد الماضي في افتتاح بطول Farmers Insurance: " أنا لست سياسيا، أنا لاعب غولف محترف ".
وأضاف "هناك أسباب أخري للمشاركة في البطولة، إنه ميدان جيد، سيكون هناك الكثير من نقاط التصنيف العالمية للعب من أجلها، بكل المقاييس، إنه ملعب غولف جيد، وستكون تجربة اللعب في السعودية بمثابة خبرة جديدة.
ووفق الموقع، تعهد "روز" وعدد من كبار اللاعبين - هم "بروكس كويبكا، داستن جونسون، بريسون ديشامبو، باتريك ريد، سيرجيو غارسيا، هنريك ستينسون، توماس بيورن، ولي ويستوود" بالالتزام بالمشاركة في المسابقة التي تستضيفها المملكة بشكل جزئي، وذلك بسبب أتعاب الظهور المغرية التي توفرها "الجولة الأوروبية".
وفى المقابل، أصدر اللاعب الإنجليزي، "بول كيسي"، الذي كان في الأصل ضمن الأسماء المشاركة في بطولة السعودية، بيانا الأسبوع الماضي قال فيه إنه لم يوقع عقدا، وإنه رفض المشاركة بسبب عمله مع اليونيسيف.
وقال الموقع الرياضي إن الجولة الأوروبية اختارت أن تلعب في السعودية، بسبب تواجدها في هذا الوقت من العام في الشرق الأوسط، وسعيا لإضافة أحداث وفعاليات مربحة لجدول مسابقاتها. فقد أقيمت البطولة بالفعل في أبوظبي ودبي هذا العام.
من جهته، دافع الرئيس التنفيذي للجولة الأوروبية "كيث بيلي" عن قرار مشاركته في البطولة السعودية، خلال تصريحات أدلي بها لـ "غولف تشانل".
وقال "بيلي": "لدينا علاقات ممتازة مع الشرق الأوسط، وهذا أمر مهم للغاية.. لا يمكننا اللعب في أي مكان في أوروبا في هذا الوقت من العام".
وأضاف "يصبح الشرق الأوسط مهما جدا لنا، من منظور مناخي بالنظر إلى سهولة السفر وجودة ملاعب الغولف".
وأوضح الموقع أنه لم يكن من السهل للاعبين البارزين "روز" و"ريد"، السفر إلى السعودية، حيث غادرا، سان دييغو، يوم الأحد في رحلة طويلة عبر 11 نطاق زمني.
ولفت إلى أنه بعد ذلك سيغادر "ريد" المملكة خلال رحلة العودة إلى كاليفورنيا، من أجل المشاركة في بطولة AT&T Pebble Beach National Pro-Am، وبوصفه بطلا مصنفا، كان "ريد" قادر على الحصول على أتعاب ظهور من سبعة أرقام.
بدوره، قال "داستن جونسون" (مصنف عالمي)، "سأذهب إلى هناك (السعودية) لألعب رياضتي، مهمتي هي لعب الغولف.. لا يتفق معظم الناس مع ما حدث (مقتل خاشقجي)، وأنا بالتأكيد لا أؤيد أي شي من هذا القبيل".
وتابع "سوف ألعب الغولف، ولا أؤيدهم، أنا لست سياسيا.. لعبت الغولف لسنوات في بطولات استضافتها بلدان لا تنسجم سياستها مع تلك الموجودة في الغرب".
وكتب "إيدي بيبريل" على مدونته الثلاثاء "بالنظر للمشكلة بمنظور أخلاقي، فإن مشاركة لاعبي الغولف في السعودية ستكشف عن الكثير من التناقضات الماضية، مثل لماذا نلعب في الصين، أو قطر، أو تركيا".
وأضاف "اعتمادا على مقياس الوقت الخاص بك، يمكنك القول إن بلد على وجه الأرض قد أظهر في مرحلة ما أسوا ما يمكن للبشر أن يقدمونه، ولكن بالعودة إلى 2019 فإن من الواضح أن سجل حقوق الإنسان في المملكة مريب في أحسن الأحوال، ومروع، لأي شخص في الغرب، ولكن هل يعني ها أننا نقاطع المنافسة؟"
وكان المحلل في قناة غولف "براندل تشاملي"، وهو لاعب سابق في جولة اتحاد لاعبي الغولف العالميين، سلط الضوء على مشاركة لاعبي الغولف بمسابقة السعودية.
وانتقد "تشامبلي"، يوم الأحد خلال مقطع حول الموضوع ما وصفه بعض اللاعبين بغض الطرف عن ذبح أحد العاملين بوسائل الإعلام، وهو "جمال خاشقجي" بطريقة وحشية داخل قنصلية بلاده بإسطنبول.
وقال إن رفض المشاركة يرسل رسالة توبيخ للنظام السعودي الذي وصفه بأنه يحاول خداع الغرب بحيلة العلاقات العامة، مشيرا إلى أن المشاركة بطريقة ما، تثري هذا النظام.
المصدر | الخليج الجديد+espn