بومبيو يصل إلى الرياض المحطة الحساسة في جولته في الشرق الأوسط وسيطلب من بن سلمان “محاسبة” جميع المسؤولين عن مقتل الصحافي جمال خاشقجي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1805
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الرياض – (أ ف ب) – وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأحد إلى الرياض، المحطة الحساسة في جولته في الشرق الأوسط، حيث من المتوقع أن يطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “محاسبة” جميع المسؤولين عن مقتل الصحافي جمال خاشقجي.
وكان في استقبال الوزير الأميركي في المطار وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير والسفير السعودي لدى واشنطن خالد بن سلمان، اللذان تبادل معهما بومبيو أطراف الحديث. ومن المقرر أن يلتقي بومبيو خلال زيارته ولي العهد محمد بن سلمان.
وكان بومبيو صرح في مؤتمر صحافي في العاصمة القطرية الدوحة قبل أن يتوجه إلى السعودية “سنواصل الحديث مع ولي العهد والسعوديين لضمان أن تكون المحاسبة كاملة في ما يتعلق بجريمة قتل جمال خاشقجي غير المقبولة”.
وشرح بومبيو أن واشنطن تريد التأكد من “أننا نملك كل الوقائع” بشأن مقتل الصحافي السعودي في 2 تشرين الأول/أكتوير في قنصلية بلاده في اسطنبول. وتابع أن واشنطن تريد التأكد من محاسبة المسؤولين عن الجريمة “من قبل السعوديين ومن قبل الولايات المتحدة أيضاً”.
وبدأت محاكمة 11 موقوفاً في القضية في السعودية في 3 كانون الثاني/يناير. وطالب النائب العام بحكم الإعدام بحق خمسة منهم لم يكشف بعد عن هوياتهم. ومن جهتها، فرضت واشنطن عقوبات على 17 مسؤولا سعوديا على خلفية هذه القضية.
وبعد أكثر من ثلاثة أشهر على مقتله في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر، لم يعثر بعد على جثمان خاشقجي، ولا تزال تساؤلات تحيط بهوية من أمر بالعملية التي نفذها فريق من 15 مسؤولا سعوديا.
وبعد الضغط عليها، اعترفت السلطات بأن الصحافي فارق الحياة نتيجة جرعة زائدة من المخدّر قبل أن يتم تقطيع جسده في القنصلية. وفي المقابل، نفت أي علاقة لولي العهد القويّ بمقتل خاشقجي.
وأثّر مقتل خاشقجي على العلاقات بين الرياض وواشنطن، في وقت تسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تشكيل “ائتلاف” ضد إيران في المنطقة.
ودافع الرئيس الأميركي بشدة عن العلاقات التي تربط بلاده بالسعودية، بعدما حمّل مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه أنصار ترامب الجمهوريون، ولي العهد السعودي مسؤولية قتل خاشقجي.
وخلال زيارته السابقة، بعد اختفاء خاشقجي في شهر تشرين الأول/أكتوبر، بدا بومبيو والأمير محمد مبتسمين خلال لقائهما، ما أثار غضب جزء من الطبقة السياسية الأميركية.
وأكد بومبيو الجمعة في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأميركية أن العلاقات الأميركية السعودية تبقى “مهمة للغاية بالنسبة للأميركيين”.
وفي الدوحة حيث التقى الأمير تميم بن حمد آل ثاني، سعى بومبيو أيضاً إلى دفع المصالحة الخليجية قدماً بين قطر والسعودية وحلفائها.
وتحاول الولايات المتحدة منذ عام ونصف عام من دون جدوى، إقناع السعودية وقطر بتجاوز الأزمة بينهما، بهدف التركيز على الهدف الأهم لواشنطن في المنطقة وهو التصدي للنفوذ الإيراني.
– دعوة للوحدة الخليجية-
وقال الوزير الأميركي في مؤتمر صحافي مع نظيره القطري الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة إنه ركز “على أهمية الوحدة بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي. الرئيس ترامب وأنا نعتقد بأن الخلاف دام لوقتٍ طويل جداً”.
وأضاف “نحن جميعا أقوى عندما نعمل سوياً حين نواجه تحديات مشتركة في المنطقة وحول العالم”، بدءاً بإيران.
وخلال حديثه لاحقاً في السفارة الأميركية في الدوحة، عبّر بومبيو عن أسفه لأنه “من غير الواضح ما إذا كانت الخلاف الخليجي يتجه نحو الحلّ”.
وحثّ بومبيو الخميس من القاهرة دول الشرق الأوسط “على تجاوز منافساتها القديمة”.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر في الخامس من حزيران/يونيو 2017.
وتتهم الدول الأربع الدوحة ببالتقرب من إيران و”دعم الإرهاب”، وهو ما تنفيه بشدة قطر التي سعت منذ ذلك الحين إلى تأكيد مشاركتها في مكافحة الإرهاب للولايات المتحدة.
وباءت كل محاولات الوساطة في النزاع بالفشل، بينما استقال مؤخراً الموفد الأميركي لحل النزاع بين الدوحة والرياض أنطوني زيني وقال لشبكة “سي بي إس” الأميركية إنه استقال “بسبب عدم رغبة القادة الاقليميين بوساطة عرضنا القيام بها او تسهيل إنجاحها”.
وبالنسبة لواشنطن، فإن إنهاء هذه الأزمة أمر حيوي لنجاح خطتها تشكيل تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط لمواجهة إيران، يضم إضافة إلى دول الخليج مصر والأردن.
ولكن المهمة تبدو معقدة للغاية.
وفي أبوظبي، اعترف وزير الخارجية الأميركي في حديث مع الصحافيين الذين يرافقونه في جولته الشرق الأوسطية، بأن تنفيذ الاتفاق “أمر معقد”. وقال “نتحدث عن اتفاق معقد بين عدد من الدول لتي نطالبها بالتزامات مهمة، لكنني أعتقد أن هناك طريقاً للمضي قدماً”.