سنودن: لولا بيع تكنولوجيا "إسرائيل" للرياض لبقي خاشقجي حياً
قال الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA)، إدوارد سنودن، إنه لو رفضت شركة NSO الإسرائيلية لتطوير برامج إلكترونية هجومية تستخدم للتجسس بواسطة الهواتف النقالة، بيع منظومة التجسس للسعودية لربما كان الصحفي جمال خاشقجي لايزال على قيد الحياة.
فيما أكد شاليف حوليو، مدير عام شركة NSO الإسرائيلية، على أنه تم استخدام برامج طورتها الشركة، مثل برنامج "بيغاسوس"، من أجل التجسس على أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، ووزير خارجيتها، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وكشف حوليو، إنه في يوم 27 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، استعرض أمام اجتماع واسع مغلق بمشاركة نحو 400 من موظفي NSO، اجتمعوا في قاعة في جامعة تل أبيب، شرائح بهدف كشف صورة لحالات تجسس متنوعة بواسطة البرامج الإلكترونية التي تطورها هذه الشركة. وبضمن هذه الشرائح، واحدة تظهر عملية التجسس على المسؤولين القطريين.
وأجرت "يديعوت أحرونوت" مقابلة مع جوليو، وسنودن، الذي سرب كمية كبيرة من وثائق هذه الوكالة، وتعنى بحرب السايبر التي تشنها الولايات المتحدة في أنحاء العالم. وسنودن يقيم حاليا في روسيا كلاجئ.
وقال سنودن إنه "لا أدعي أن NSO ضالعة في اختراق هاتف خاشقجي، ولذلك فإن نفهم لا يأخذنا بعيدا. وما تظهره الأدلة هو أن منتجات هذه الشركة كانت ضالعة في اختراق هواتف أصدقائه، عمر عبد العزيز ويحيى عسيري وغانم المصارير".
وأضاف سنودن أنه "كان بودي أن أصدق أن NSO لم يخترقوا الهاتف النقال الشخصي لخاشقجي. واختراق مباشر للهدف الرئيسي، أو الضحية، هو ليس الأمر المعقول فعله دائما في العمل المخابراتي، لأنه قد يترك أدلة قضائية في الهاتف، وهذا لن يكون الاغتيال المثالي بالضبط، وتذكروا أنه يوجد دائما مكانان على الأقل للتجسس على محادثة، لدى الضحية ولدى الشخص الذي تحدثت معه الضحية".
ووفقا لسنودن، فإنه "بفضل ’ستيزن لاب’ (منظمة حقوق الإنسان التي نشرت تقارير ضد NSO) توجد أدلة بحوزتنا بأن هذا ما حدث في حالة خاشقجي".
وأضاف: "ثلاثة أشخاص، كانوا جميعهم على اتصال معه (خاشقجي)، عانوا من محاولات اختراق من جانب ما يبدو أنها المخابرات السعودية، من خلال استخدام أدوات NSO، وكنا نقول في وكالة الأمن القومي إنه مرة واحدة – صدفة؛ مرتان – احتمال إحصائي؛ ثلاث مرات – عمل معادٍ، وما حدث في حالة خاشقجي يبدو مثل قالب رأيته مرات كثيرة".
وذكر أن السعوديين علموا أنه يتعين على خاشقجي الحضور إلى لقاء في قنصليتهم، ولم يكن يتوجب عليهم أن يكتشفوا موقعه. وما احتاجوه هو فحص ما إذا كانت الحركة الإصلاحية تشكل خطرا كبيرا كافيا على النظام، حتى يخاطر بقتل قادة الحركة".
وتابع: "وأنا واثق أنه في هذه النقطة بالضبط دخلت NSO إلى الصورة، ويظهر من القرائن أنه جرى استخدام بيغاسوس من أجل التوغل إلى هواتف شبكة معارف خاشقجي، واستنادا إلى ما عرفوه ضغط السعوديون على الزماد".
وأكد سنودن على أنه "توجد إمكانية حقيقية بأنه لو رفضت NSO بيع هذه التكنولوجيا الخطيرة للسعودية، وهي دولة لديها تاريخ طويل في انتهاك حقوق الإنسان، لربما خاشقجي كان لا يزال على قيد الحياة، لكن سواء اتفقتم معي أم لا، واضح أن هذا عمل خطير، وأعتقد أن هذا هو التناقض الخطير لهذه القصة: هم يقولون إنهم ينقذون الحياة، لكن الأدلة تشير إلى أنهم يتسببون بالنتيجة المعاكسة تماما".
عربي 21