“واشنطن بوست”: القنون كانت ضحية القمعِ وإساءة المعاملة في السعودية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1996
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

السعودية / نبأ – أكدت صحيفة “واشنطن بوست” أن الفتاة رهف القنون، التي حاولت السلطات السعودية استعادتها من تايلند، كانت ضحية القمع وإساءة المعاملة طوال حياتها في المملكة، مضيفة “قضية الفتاة الهاربة ساهمت في فضح رجعية النظام السعودي وقوانينِه”.
وأشارت الكاتبة في الصحيفة سارة عزيزة، في مقال، إلى أن “حادثة القنون ونساء سعوديات أخريات سبقتها تدل على أن الاستعداد لهذه المخاطرة إنما هو خير دليل على “الحقائق الأليمة” التي تواجهها تلك النسوة في السعودية، وكل ذلك يحصل في وقت روج فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لنفسه على أنه شخص يقوم بتحرير النساء، قاطعاً وعوداً بتعزيز مشاركة النساء في المجتمع وأصرار على “المساواة” بين المرأة والرجل”.
وبحسب الكاتبة، فإن “ابن سلمان ومنذ صعوده قام بخيانة التزامه المفترض اتجاه النساء السعوديات، وفي الوقت الذي مدحت الصحافة الغربية بابن سلمان بسبب قراره إعطاء المرأة السعودية حق قيادة السيارات، قام بسجن النساء السعوديات اللواتي ناضلن من أجل نيل هذا الحق”.
وتابعت قولها: “بالإضافة إلى النظام القانوني التمييزي في السعودية، هناك ممارسات قمعية مستمرة عبر سبل غير رسمية، وسوء معاملة للنساء وعنف منزلي”، لافتة الانتباه إلى أن “محاولة اعتراض القنون تشير إلى حقيقة مقلقة أخرى هي أن النظام السعودي لا يزال ملتزم بالتحكم بمواطنيه في الخارج، وأن هذا النظام لم يعدل سلوكه برغم الصخب العالمي بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي”، فـ” الغرب هو متواطىء بذلك وإن رَدْ اعتبار ابن سلمان بعد مقتل خاشقجي لعب الرئيس الأميركي دونالد ترامب دوراً أساساً فيه، ما عزّز شعور الحصانة لدى ابن سلمان”، وفق ما ترى الكاتبة.
ووفقاً لعزيزة، فإن “قضية القنون استحوذت على اهتمام كبير بما في ذلك اهتمام مجموعات حقوق الإنسان وصحافيين وناشطين”، موضحة “الضغوط تزايدت بالتالي على الحكومة التايلندية بعد ما كانت تعاونت مع المسوؤلين السعوديين بالسعي إلى إعادة الفتاة السعودية، لكن بانكوك تراجعت في النهاية ولتخضع رهف لرعاية المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة”.
وتابعت الكاتبة القول إنه “يتم إيقاف العديد من النساء السعوديات اللواتي تسافرن لوحدهن حيث تتعرضن للتفتيش الدقيق في مطارات السعودية”، مشيرة إلى أن “العديد ممن يسعون إلى اللجوء لا يستقلون الطائرات”.
وختمت عزيزة مقالها قائلة: “قضية القنون تعطي بصيص أمل، فمن خلال مقاومتها الشجاعة لفتت أنظار العالم إلى النضال المستمر للنساء السعوديات، إضافة إلى سخافة رغبة النظام السعودي بالسيطرة”.
وفي يوم الأربعاء 9 يناير / كانون ثاني 2019، أضفت المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة صفة لاجئة على رهف القنون التي فرت من بلادها إلى تايلاند، وطلبت من أستراليا منحها حق اللجوء، حسب ما نقل موقع “الحرة” الإلكتروني عن مسؤولين أستراليين.
وكانت أستراليا قد أعلنت، الثلاثاء 8 يناير / كانون ثاني 2019، أنها “ستدرس بعناية” طلب لجوء القنون التي أوقفت في مطار بانكوك في عطلة نهاية الأسبوع، بعدما فرارها من السعودية بسبب القيود التي يفرضها النظام على النساء.
وحاولت السلطات السعودية جعل قضية الفتاة “مسألة عائلية بحتة”، واعتبر القائم بالأعمال السعودي في بانكوك عبد الله الشعيبي إنه “كان يأمل أن تأخذ السلطات التايلاندية هاتف القنون بدلاً من جواز سفرها”، مشيراً إلى أن متابعيها على حسابها الجديد في “تويتر” “بلغوا 45 ألفاً في يوم واحد”.