كيف دعم الملك سلمان نجله بالتغيير الوزاري الجديد؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2190
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ترجمة وتحرير زياد محمد - الخليج الجديد
 تحرك العاهل السعودي، الخميس، لتعزيز ولده وولي عهده واحتواء التداعيات السياسية بعد مقتل الصحفي المعارض "جمال خاشقجي"، فرقّى حلفاء ولي العهد وأحاطه بمستشارين ذوي خبرة.
وفي سلسلة من المراسيم الملكية، رقّى العاهل السعودي البالغ من العمر 82 عاماً مساعدين موثوقين لولي العهد "محمد بن سلمان"، الذين قالت الاستخبارات الأمريكية إنه من المرجح أن يكون قد أمر بالقتل، بينما قالت الحكومة السعودية أن الأمير لم يكن متورطاً.

تعيين مسؤولين مخضرمين
وعين الملك سلمان الأمير "عبد الله بن بندر"، الذي يعتبر مقرباً من ولي العهد البالغ من العمر 33 عاماً، ليرأس الحرس الوطني السعودي، وهو أحد أعمدة قوات الأمن في البلاد.
وفي الوقت نفسه، عيّن الملك مسؤولين سعوديين مخضرمين للقيام بأدوار محورية في صناعة القرار في المملكة، واستبدل وزير الخارجية "عادل الجبير"، ليحل محله وزير المالية السابق "إبراهيم العساف" الذي يرأس مجلس إدارة شركة النفط السعودية المملوكة للدولة "أرامكو".
كما عين الملك "سلمان" - الذي قام بدور أكثر فاعلية في الحكومة منذ اغتيال "خاشقجي" - مستشارًا جديدًا للأمن الوطني، وهو "مساعد العيبان"؛ وهو تكنوقراط مخضرم في الخدمة ركز على الأمن والسياسة الخارجية، وقد جذب مزيداً من الاهتمام منذ مقتل "خاشقجي".
وتظهر التحركات أن النظام الملكي السعودي يحتشد خلف ولي العهد على الرغم من الانتقادات الدولية الواسعة النطاق التي أعقبت مقتل "خاشقجي".
كما تشير ترقية كل من "العساف" و"العيبان" إلى رغبة الملك في إحاطة نجله بمستشارين ذوي خبرة بعد سلسلة من الأحداث والتي هزت تحالفات المملكة مع الولايات المتحدة ودول أخرى آخرين.
وقالت "بيكا واسر"، وهي محللة سياسية متخصصة في الشرق الأوسط في مؤسسة "راند": "على السطح يبدو أن الكثير قد تغير، لكن هذه التحركات إلى حد كبير هي مجرد ترتيب جديد جذاب في فاترينة محل، وما زالت قبضة محمد بن سلمان على السلطة قوية، لوا يتطلع الملك سلمان إلى تقويض سلطة نجله بل يعززه بإحاطته بمستشارين من الجيل القديم".
ومن المرجح أن يتم منح "العيبان" مزيداً من الهيمنة على المسائل الأمنية أكثر من سلفه، ومن المتوقع أن يساعد ولي العهد الذي يشغل أيضاً منصب وزير الدفاع، في الحرب التي تقودها السعودية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، والتي أثارت انتقادات متزايدة في الولايات المتحدة.

تقدير دور المؤسسات
ولا تزال السعودية تواجه العواقب بعيدة المدى لقتل "خاشقجي" وحرب اليمن، وفي وقت سابق من هذا الشهر، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على قرار بسحب الدعم الأمريكي لقوات التحالف التي تقودها السعودية في اليمن.
وقد رد الفعل العالمي المضاد للقتل من الحفاظ على علاقات وثيقة مع إدارة "ترامب" أولوية للمملكة وولي عهدها.
وقد عُيِّن كل من "العيبان" و"العساف" مؤخراً في لجنة جديدة برئاسة ولي العهد لإصلاح جهاز الاستخبارات في البلاد في أعقاب قتل "خاشقجي".
ويمكن لقرار الرئيس "ترامب" الأسبوع الماضي بسحب القوات الأمريكية من سوريا أن يغير ميزان القوى في المنطقة، حيث تصارعت السعودية طويلاً من أجل النفوذ مع إيران التي تعد داعماً مهماً لنظام"الأسد" في دمشق.
وكان الأمير "محمد" قد ارتقى إلى منصب يتمتع بسلطة لا مثيل لها تحت إشراف والده الذي عينه خليفة له في العام الماضي، لكنه حكم بشكل متهور، وكثيرا ما تجاوز المؤسسات الحكومية.
وفي حين سمحت له تلك السلطة غير المقيدة باتخاذ قرارات جريئة، مثل رفع الحظر عن قيادة النساء، فقد قاد الأمير "محمد "المملكة إلى مواقف عرضتها للانتقادات، وبدأ معاركاً مع قطر وكندا، وضغط على رئيس وزراء لبنان لتقديم استقالته، التي أُلغيت فيما بعد.
وتشير بعض التعيينات الجديدة إلى الرغبة في إدخال المزيد من الضوابط والتوازنات لعملية اتخاذ القرار.
وقال "محمد اليحيى"، وهو محلل سياسي سعودي مستقل: "هناك إعادة تقدير للدور الحيوي الذي تلعبه المؤسسات التقليدية في صنع السياسات".
ومن المقرر أن يبقى "الجبير" المُقال من منصب وزير الخارجية في الحكومة كوزير للدولة يركز على الشؤون الخارجية.
وقد أسهم كونه سفيراً سعودياً سابقاً لدى الولايات المتحدة في جعله محبوبا في العواصم الغربية، حيث اكتسب سمعة كمدافع بليغ عن سياسات المملكة، وهو دور تواصليّ من المتوقع أن يحتفظ به، ويقول مصدر مطلع أنه قدم استقالته إثر مقتل "خاشقجي" إلى الملك "سلمان"، الذي رفضها.

ترقيات أخرى
وتم احتجاز وزير الخارجية القادم، "إبراهيم العساف"، لفترة وجيزة في فندق "ريتز كارلتون" بالرياض العام الماضي خلال حملة مكافحة الفساد التي قادها الأمير ولي العهد، لكن لم يتم اتهامه قط.
وكان من المتوقع أن يؤول منصب مستشار الأمن القومي إلى سفير السعودية لدى الولايات المتحدة، الأمير "خالد بن سلمان"، الأخ الأصغر للأمير "محمد" وأحد أفراد دائرته الداخلية، وفقاً لما قاله أشخاص مطلعون.
ونفى الأمير "خالد" علانية في البداية مقتل "خاشقجي"، وادعى أن الصحفي غادر القنصلية السعودية في إسطنبول بعد وقت قصير من دخوله.
وقد عزز الأمير "محمد" سلطته تدريجياً على قوات الأمن في المملكة، واستبدل المنافسين الملكيين الأقوياء في وزارة الداخلية والحرس الوطني لصالح حلفاء صغار السن في العام الماضي، ويستقطب الحرس الوطني مجنديه من القبائل الموالية لآل سعود وكان مرتبطاً بفرع العائلة المالكة للملك الراحل "عبد الله"، الذي كان ينافس فرع "سلمان".
ويوم الخميس، تم ترقية "تركي آل شيخ" - أحد أشهر مساعدي الأمير ولي العخد - لقيادة الهيئة العامة للترفيه، وهي هيئة تم إنشاؤها كجزء من حملة يقودها ولي العهد لتطوير والإشراف على صناعة الترفيه في بلد كانت دور السينما محظورة فيه حتى العام الماضي.
وفي تغيير آخر أعلن عنه الخميس، تمت إزالة رائد الفضاء السابق الأمير "سلطان بن سلمان"، وهو الأخ الأكبر للأمير "محمد بن سلمان"، من منصبه كرئيس لجنة السياحة والتراث في السعودية وعين لرئاسة لجنة فضائية حديثة التكوين.

المصدر | وول ستريت جورنال