الأمير محمد بن سلمان يغادر الجزائر دون لقاء الرئيس بوتفليقة بسبب إصابته بإنفلونزا حادة.. والاتفاق على انشاء مجلس أعلى للتنسيق الثنائي وتوقيع خمس مشاريع كُبرَى في الجزائر

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2125
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الجزائر ـ “رأي اليوم” ـ ربيعة خريس:
 غادر ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان غادر الجزائر بعد زيارة رسمية بدأت مساء الاحد دون لقاء الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بسبب إصابته بإنفلونزا حادة.
واعلنت الرئاسة الجزائرية اليوم الاثنين إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لن يتمكن من استقبال ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته للبلاد بسبب إصابته بإنفلونزا حادة.
واتفقت الجزائر والعربية السعودية، اليوم الاثنين، على إنشاء مجلس أعلى للتنسيق الجزائري-السعودي لتعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية، عقب الزيارة الرسمية لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، إلى الجزائر التي استمرت يومين.
وأوضح بيان مشترك أعقب زيارة ولي العهد السعودي، أن المجلس سيرأسه مناصفة كل من رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحي، وولي العهدي السعودي، محمد بن سلمان.
كما أكد البيان أن هذا المجلس سيعمل على تعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية ومكافحة الإرهاب والتطرف، وكذلك في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة والتعدين والثقافة والتعليم.
ونوه البيان إلى تكليف وزيري الخارجية في البلدين الشقيقين لوضع الآلية المناسبة لذلك.
وصل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مساء الأحد إلى الجزائر، في زيارة رسمية استمرت قرابة 24 ساعة، وساعات قليلة قبل وصوله أجهضت مصالح الأمن الجزائري وقفة احتجاجية نظمها عدد من الناشطين تنديدا بزيارة هذا “الضيف” التي سبقها حراك شعبي ضخم قاده مجاهدون وأحزاب سياسية معارضة ومنظمات مدنية وإعلامية وشخصيات ثقافية ووطنية بارزة.
في حدود الساعة التاسعة ليلا بتوقيت الجزائر، ووسط هدوء تام، حطت طائرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بمطار الجزائر الدولي هواري بومدين، كان في استقباله رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحيى، رفقة كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين في الدولة الجزائرية، في زيارة ستدوم 24 ساعة.
أرفق ومنذ أن وطأة أقدامه الجزائر، بحراسة أمنية مشددة، كان مصحوبا بوفد كبير من الديوان الملكي السعودي يضم العشرات من المستشارين والمرافقين له ووفد عالي المستوى يضم أعضاء في الحكومة ورجال أعمال وشخصيات سعودية بارزة.
ومباشرة بعد وصوله أجرى بن سلمان، مباحثات مع رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحي، ومن المرتقب أن يلتقي اليوم الاثنين وقبل مغادرته البلاد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
زيارة ولي العهد السعودي إلى البلاد سبقتها احتجاجات في الشارع الجزائري نظمها عدد من النشطاء الرافضين لزيارة هذا الضيف “المثير للجدل” و”الغير مرغوب فيه” بالنظر إلى البيانات الشديدة اللهجة التي صدرت عن المعارضة السياسية في البلاد، رغم الترحيب الرسمي الذي حظي به من طرف الحكومة الجزائرية.
وبينما كانت الاستعدادات لاستقبال ولي العهد السعودي بمطار الجزائر الدولي في أوجها، قاد بينهم مجاهدون وأحزاب سياسية معارضة ومنظمات مدنية وإعلامية ودكاترة وشخصيات وطنية وثقافية بارزة، حراك شعبي ضخم رافض لهذه الزيارة.
وأصدر عدد من المثقفين والكتاب والصحافين، بيانا ظل مفتوحا لمزيد من التوقيعات، أعلنوا فيه رفضهم لزيارة بن سلمان، لمسؤوليته في مقتل ” الصحافي جمال خاشقجي والحرب في اليمن، محملين الحكومة الجزائرية مسؤولية تشجيع ما وصفوها بـ”السياسات الرجعية” للرياض.
وأكد المثقفون الجزائريون في بيانهم، أنه “بصفتنا مواطني ومثقفي بلد كان دوماً في مقدمة النضال ضد الظلم والظلامية، نرفع صوتنا عالياً، وبكل قوة، لنقول لا لهذه الزيارة غير المواتية وغير المبررة، سواء من الجانب السياسي أو حتى من الجانب الأخلاقي”.
وأصدر، اليوم الاثنين، زعيم إخوان الجزائر، عبد الرزاق مقري، بيانا شديد اللهجة، ندد فيه باستقبال كبار المسؤولين في الدولة الجزائرية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وقال مقري: ” حكامنا! دمروا اقتصاد البلد ثم لما أغرقهم بن سلمان في أزمتهم المالية بخفض أسعار النفط استجابة لأوامر ترامب فقدوا ” النخوة ” و” الرجولة الجزائرية “فقبلوا أن يعوضهم قاتل الأطفال في اليمن بدولاراته الحرام التي يأخذها بالسطو على خيرات الجزيرة العربية بعد سجن الأحرار وقتلهم من مواطنيه”. ثم تسائل قائلا “هل تحولت الجزائر إلى ” جمهورية الرز ” و “مسافة السكة ” أم أنها صارت تأتمر هي الأخرى بأوامر ترامب.
وحسب فحوى المباحثات التي جرت بين رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحي وولي العهد السعودي وطبيعة الوفد المرافق له، فإن الزيارة ليست ” أخوية ” مثلما قاله وزير الطاقة الجزائري مصطفى قيتوني منذ أسبوع تقريبا، فسيكون وضع سوق النفط وأيضا حجم الاستثمارات بين البلدين حاضران على أجندة المباحثات بين السعودية والجزائر، فالرياض حسب أراء متتبعين للمشهد الاقتصادي مجبرة اليوم على الرد على تساؤلات الجزائر بخصوص موضوع رفع انتاج النفط السعودي وما أدى إليه من انهيار في أسعار هذه المادة، فالجزائر اليوم مجبرة على إيجاد حلول للخروج من النفق المظلم الذي دخلته، فاستمرار انهيار أسعار البترول يعد ضربة قاسية لكل الحسابات السياسية للسلطة.
ويقول في الموضوع النائب السابق بالبرلمان الجزائري، يوسف خبابة، في تصريح لـ “رأي اليوم ” إن من المرتقب أن تستغل الجزائر زيارة ولي العهد السعودي لصالح الاقتصاد الوطني الذي يمر بظروف صعبة للغاية، خاصة ما تعلق بتدهور أسعار البترول التي عرفت انخفاضا حادا في ظرف قياسي، جراء تخمة المعروض الذي تلعب فيه السعودية دورا أساسيا للحفاظ على علاقاتها المتميزة مع الولايات المتحدة ولو على حساب اقتصاديات الدول الناشئة.
بالتزامن مع الزيارة التي يقوم بها ولي العهد السعودي محمد ابن سلمان إلى الجزائر، انطلقت اليوم الاثنين، فعاليات الملتقى الجزائري السعودي، شارك فيه كبار رجال الأعمال في البلدين، برئاسة وزيري صناعة البلدين.
وتوجت أشغال هذا الملتقى بخمس مشاريع كبرى، تم الاتفاق عليها بين رجال الأعمال الجزائريين والسعوديين، بينها مصنع الكيماويات غير العضوية ومعالجة المعادني وصناعة مواد الكلور والصودا الكاوية والصودا الموجهة لتنقية المياه من طرف الشركة السعودية ” عدوان للكيماويات ” ومشروع لصناعة الأدوية من طرف الشركة السعودية ” تبوك ” بطاقة إنتاج تبلغ 10 ملايين وحدة.
وأبدى رجال أعمال سعوديين، رغبتهم في اقتحام السوق الجزائرية وتطوير حجم الاستثمارات بين البلدين التي تشهد نموا بطيئا وتوسيع ميادين الشراكة.
وأقر عضو مجلس الغرف السعودية، شاكر شريف، في تصريح صحفي على هامش انطلاق أشغال هذا الملتقى، أن الأرقان التي تم تسجيلها في مجال الاستثمارات ضئيلة جدا.
وحسب الأرقام التي كشف عنها شريف شاكر فهي أقل من ملياري دولار، وأوضح المتحدث ” أن رجال الأعمال السعوديين سيقومون بانفتاح اقتصادي كبير وأنهم متفائلين بتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين “.
واعترف من جهته وزير الصناعة الجزائري، يوسف يوسفي، خلال كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح منتدى الأعمال الجزائري السعودي، أن مستوى حجم الاستثمارات لم يرق بعد إلى مستوى العلاقات السياسية ” الممتازة التي تجمع بين البلدين “.
وقدم يوسف يوسفي، خلال هذا الملتقى عرضا يتضمن امتيازات السوق الجزائرية على رجال الأعمال السعوديين لجلب مستثمري الرياض.
وانعقد هذا الملتقى بالتزامن مع الزيارة التي يقوم بها ولي العهدة السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي وصل مساء الأحد في حدود التاسعة ليلا إلى مطار الجزائر الدولي هواري بومدين، قادما من موريتانيا في إطار جولة عربية واسعة.