أردوغان أمر البروتوكول بمنع “أي صدفة” تجعله في مُواجهة “مُجاملات” الأمير محمد بن سلمان في قمّة العشرين..
و”انطباع″ مثير وجديد يزحف بعنوان: إعدام خاشقجي رسالة “شخصيّة” بالدم للرئاسة التركيّة وليس للمُعارضة السعوديّة.. والرياض حاولت”شراء ضمائر” أمنيّة
لندن- أسطنبول ـ “رأي اليوم”:
طاب للرئيس التركي رجب طيب آردوغان عدم إظهار اي تراجع أمام السعودية عندما تجاهل تماما ولي العهد الامير محمد بن سلمان عند مروره من أمامه في قمة العشرين بالارجنتين في الوقت الذي شاعت فيه تلك اللقطة التي يتبادل فيها الامير السعودي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصافحة الشباب الحماسية.
في القياس التركي تقصد الرئيس اردوغان عدم الخضوع لأي صدفة يمكن ان تنتهي بإظهار اي رغبة في الحوار مع السعودية خلال قمة ال20 .
لذلك أوصي البروتوكول التركي بالحرص قدر الامكان على عدم حصول صدفة عابرة يمكن ان يستغلها الامير السعودي خصوصا وان حضور الاخير لقمة الارجنتين اصلا كان ينطوي على مناكفة لمنهاج العزل الدبلوماسي التركي حسب تفسيرات وقراءة مصادر قرار في وزارة الخارجية التركية.
لكن تجاهل اردوغان لعبور الامير السعودي امامه يؤشر بوضوح على ان الأزمة مستمرة بالرغم من تصريح المجاملة الذي اطلقه الامير بن سلمان في قمة دافوس الصحراء وهو يمتدح العلاقات مع تركيا ويصف اردوغان بانه زعيم كبير.
وفقا لمصدر تركي ثمة تبادل رسائل بين الرئاسة التركية ومجموعة تعمل مع الملك سلمان بن عبد العزيز.
لكن تركيا لا تزال تنظر لبن سلمان بإعتباره “خصم سياسي” ورجل يقف خلف محاولات متعددة لمضايقة تركيا ودعم واسناد اعدائها خصوصا الفصائل التركية خلافا للنظرة اليه بصفته الأمير الذي حاول “شراء ضمائر” مجموعة من رجال الامن التركي لتحقيق إختراق وتجاوز القانون والاعراف الدبلوماسية وإستهان بالمؤسسات التركية فيما يخص جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي.
ويبدو ان الحسابات التركية في قمة ال20 كانت مصرة على عدم حصول اي تقارب او تبادل للمجاملة حتى لا يتم إفساد ما تصفه الاوساط التركية ب”الخطة الشاملة” لتحقيق العدالة في قضية خاشقجي الذي يقال انه تربطه بالرئيس آردوغان “صداقة شخصية” قديمة نسبيا وتقارب كبير إلى ابعد حد.
ومع عدم وجود “سبب حقيقي” لقتل خاشقجي على هذا النحو تميل رواية تركية تلمستها رأي اليوم مؤخرا إلى ان السبب المرجح لعملية الاعدام الوحشية التي تعرض لها خاشقجي كانت بدوافع إنتقامية لها علاقة بالبعد الشخصي بالعلاقة بينه وبين اردوغان والتسهيلات التي يحصل عليها الراحل من مستشاري مكتب الرئيس اردوغان شخصيا.
بمعنى أخر يقدر الاتراك بان رسالة قتل خاشقجي كانت موجهة ليس للمعارضة السعودية في الخارج بقدر ما هي موجه ضد مؤسسة الرئاسة التركية…ذلك الإنطباع هو الاحدث الذي يزحف حاليا داخل اوساط حزب التقدم والعدالة الحاكم على الاقل بعد التدقيق بكل المبررات والاسباب التي يمكن ان تفسر الخشونة الإجرامية والاصرار والمجازفة في عملية تنفيذ حكم الاعدام بخاشقجي وداخل قنصلية بلاده في اسطنبول.