لقطات قمّة العشرين: أردوغان يتجاهل بن سلمان وماكرون في حِوارٍ “صارمٍ” معه: “أنت لا تسمع لي”.. الأمير الشاب في طرف “صورة الزُّعماء” وحيداً بعد التقاطها

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 3279
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

فهل جنّب البروتوكول الأرجنتيني الجميع الإحراج؟.. بوتين ومُصافحة “الهاي فايف” لولي العهد السعودي وترامب يكتفي “بالعبارات الوديّة” للأخير.. الإعلام السعودي واللحظات التاريخيّة في القمّة
عمان – “رأي اليوم” – خالد الجيوسي:
يبدو أنّ “هامش” قمّة العشرين المُنعقدة في بونيس آيرس بالأرجنتين، كان مليئاً باللقطات اللافتة أحياناً، المُثيرة، الغريبة، وحتى الصارمة أحياناً أُخرى، ويبدو أن “النجم” الأوحد لكل تلك اللقطات كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهي القمّة العالميّة الأُولى له، والتي يُشارك فيها بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قُنصليّة بلاده في تركيا، وكيفيّة التعامل معه على إثرها، وكان من أهم اللقطات:
حوار ساخن التقطته كاميرات الإعلام العالمي، جمع بن سلمان مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبدا من حركات لغة الجسد، ووجه الأخير أنه كان صارماً في تلك المُحادثة القصيرة، حيث نظر ماكرون إلى عيني بن سلمان مُباشرةً، بينما كان الأمير بن سلمان في وضعية التلميذ المُستمع بحسب توصيف الصحافة الفرنسيّة، وكان يومئ برأسه كحالة من مُسايرة الحديث، مع استعانته للتبسُّم أحياناً أخرى.
في ذات الحوار الذي جمع الرجلين، وتم تداوله على نطاق واسع، يقول بن سلمان لماكرون “لا تقلق”، ليرد عليه الرئيس الفرنسي: “أنا قلق”، وفي مكان آخر يقول ماكرون لبن سلمان “أنت لا تسمع لي، فيجيب الأخير سأسمع بالطبع”.
وخلال التقاط الصورة الجماعيّة التي جمعت الرؤساء المُشاركين في القمّة، ظهر ولي العهد في طرف الصورة، الصف الثاني وبعد الانتهاء من التقاطها، توجّه الزعماء لتبادل التحايا فيما بينهم، فيما ظهر الأمير وحيداً، ولم يكثرث له أحد منهم، فقرّر أن يهم بالرحيل، وخرج، وفي استكمال اللقطة ظهر بن سلمان وهو ينظر للخلف نحو مكان منصّة الزعماء، ومن ثم استمر بمُغادرته المكان.
ولفتت مصادر صحفيّة، إلى أنّ بروتوكول التنظيم الأرجنتيني تعمّد وضع الأمير بن سلمان في زاوية لقطة التصوير، وذلك تجنُّباً لإحراج بقيّة الزعماء الذين لا يرغبون بالتقاط صورٍ معه، على خلفيّة تورّطه في مقتل الصحافي خاشقجي، وحرب اليمن.
الرئيس رجب طيب أردوغان كان الأكثر لفتاً وجذباً لمُتتبّعي ردّات فعل الزعماء، حيث نشرت وكالة “رويترز” صورةً لتجاهل الرئيس التركي، الأمير محمد بن سلمان تماماً، رغم مروره من أمامه وجهاً لوجه، ولم يُعيره أي اهتمام، وكان واضحاً على وجه الأمير بن سلمان علامات التعجّب أحياناً حين مرور أردوغان، ومحاولة الانشغال بعباءته خلال مُرور الأخير كما أظهرت الصورة.
حتى الداعم الأكبر للأمير بن سلمان، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اكتفى بالنظر نحو بن سلمان، وهو ما بادله الأمير بابتسامة، لكن ترامب استكمل مروره، ولم يتحدّث مع بن سلمان.
وحده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي استقبل بن سلمان بحفاوة، ومُصافحة أقرب إلى الشبابيّة، مع الانشكاح في الضحك، بل إنّ بوتين وبن سلمان قد اتخذا مقعدين مُتجاورين خلال جلسة انعقدت بكامل الأعضاء في قمّة العشرين.
الإعلام السعودي بدوره، وتحديداً قناة “العربية” مارست دورها الإعلامي الإسنادي للأمير بن سلمان، وسلّطت الضوء على العديد من لقاءاته من بينهم رئيسة وزراء بريطانيا، الرئيس الصيني، كما أبرزت خبر إشارة البيت الأبيض إلى تبادل “العبارات الوديّة” يين ترامب وبن سلمان، حيث لم يجمع بين الرجلين إلا تلك النظرة والابتسامة.
وبدورها، أبرزت حسابات “تويترية” سعوديّة مُوالية للأمير بن سلمان، بعض لقطات من زاويتها الخاصّة، فكانت لقطة لحظة وصول الأمير بن سلمان إلى منصّة القمّة، ومُصافحته للرئيس الأرجنتيني شأنه شأن بقيّة المُشاركين، لحظةً تاريخيّةً بحسب وصف تلك الحسابات لأسماء بعينها من نخبة الصحافة السعوديّة المحليّة، كما أبرزوا لقطة المُصافحة بين بوتين وبن سلمان تحت عنوان مُصافحة “الهاي فايف”، وأشارت إلى الاهتمام العالمي بها، بالرغم أنها اللقطة الوحيدة الإيجابيّة بحق الأمير، يقول مُنتقدون لظُهوره خلال القمّة.
لا يبدو أنّ الأمير بن سلمان، وفق مراقبين قد استطاع أن يُسجّل الحُضور الطاغي واللافت الذي كان يُريده من إصراره على حُضور القمّة وعلى مُستوى زُعماء العالم، فمنذ أن حطّت قدمه أرض الأرجنتين لاحقته إمكانيّة النظر في الدعاوى القضائيّة، ثم أبعده البروتوكول تحت عُنوان الإحراج، ثم لم يستطع “ترميم وجه شرعيّته، بل زاد من عُزلته، مع تأكيد الصحافة الغربيّة على أنه ظهر وحيداً منبوذاً، فأي مُستقبل سياسي يُمكن أن ينتظره، ولماذا لم تحفظ له الصفقات على الأقل حُضوره أمام وسائل الإعلام، يتساءل مراقبون.