مركز بيغن السادات: دفاع تل أبيب عن بن سلمان بواشنطن يحمل أخطارًا إستراتيجيّةً خطيرةً لأنّ جريمة خاشقجي ستهُزّ حكم ترامب بسبب ضغط الجمهوريين والديمقراطيين

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1914
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
 رأت دراسة جديدة صادرة عن مركز بيغن-السادات للدراسات الإستراتيجيّة في تل أبيب أنّ التحالف بين إسرائيل والسعوديّة تطوّر على مدى سنواتٍ عديدةٍ، ولكن الآن بعد قتل الصحافيّ جمال خاشقجي فإنّ العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكيّة والمملكة العربيّة السعوديّة توتّرت، وبالتالي، أوضحت الدراسة، فإنّ إسرائيل بحاجةٍ إلى أنْ تكون حذرةً في كيفية علاقتها الخاصّة مع الرياض في الأشهر المقبلة، مُضيفةً في الوقت عينه أنّ عملية القتل وضعت قادة الدولة العبريّة في موقفٍ حسّاسٍ للغاية، على حدّ تعبيرها.
وتابعت الدراسة الإسرائيليّة قائلةً إنّه لسنواتٍ عديدةٍ، وخاصّةً منذ أنْ كثفت إيران جهودها للحصول على سلاحٍ نوويٍّ، تطوّر تحالف شبه سعوديٍّ إسرائيليٍّ ضدّ إيران، بالإضافة إلى مصالح إقليميّةٍ مُشتركةٍ أخرى، مثل مُعارضة حركة (الإخوان المسلمين) في مصر وأماكن أخرى، وقد جعل هذا من الرياض وتل أبيب ما أطلق عليه عالم السياسة إيفان ريسنيك “حلفاء ملائمة”، إنْ لم يَكُن “حلفاء الإدانة”، بحسب تعبيرها.
وتابعت الدراسة انّه كانت هناك عشرات الاجتماعات العلنية بين مسؤولين سابقين من كلا البلدين، أيْ إسرائيل والسعوديّة، ونُشِرت تقارير عن العديد من الاجتماعات السريّة، ومن المحتمل أنْ تؤدّي هذه العلاقة المتطورّة إلى تعاونٍ استخباراتيٍّ وتنسيقٍ حول عددٍ لا يُحصى من القضايا، وربمّا حتى على الدفاع المُضاد للصواريخ الباليستية، مؤكّدةً أنّه مع تولي ترامب الرئاسة وتعيين بن سلمان في يونيو (حزيران) الماضي وليًا للعهد، ازدادت هذه العلاقة أكثر فأكثر، حيث بدا أنّ جميع الحلفاء يتبنّون نفس السياسة ضدّ طهران. ولهذه العلاقة، أوضحت، فوائد إضافية كثيرة بالنسبة لإسرائيل، أهمها أنّها يُمكِن أنْ تدعي أنّها مقبولة في الشرق الأوسط على الرغم من قضية الضفة الغربية وغزة الملتهبة.
ولكن الآن، مضت الدراسة قائلةً، بعد أن مسّت جريمة خاشقجي بالعلاقة الأمريكيّة السعوديّة، يجب على إسرائيل أنْ تكون حذرةً في كيفية علاقتها بالرياض في الأشهر المقبلة، لافتةً إلى أنّ ردّ إسرائيل لم يحظَ إسرائيل بالكثير من الاهتمام ، لكن مقالة رأي نشرها نائب رئيس تحرير صحيفة واشنطن بوست، كانت تحت عنوان:”لماذا تقوم إسرائيل بإلقاء شريان الحياة على قتلة خاشقجي؟”، علمًا أنّه لا يعرف عن الكاتِب مُعاداته لإسرائيل.
وأشرت الدراسة إلى أنّ إسرائيل الرسميّة كانت حذرةً تمامًا في الأيام التي تلت اختفاء خاشقجي، ولم تُصدِر أيّ بياناتٍ، لكنّ نائب مستشار الأمن القوميّ السابق للشؤون الخارجيّة، عيران ليرمان، قال لصحيفة “جيروزاليم بوست”: “بالتأكيد ليس من مصلحتنا أنْ نرى وضع الحكومة السعودية”، مُضيفًا أنّهم أكثر من إسرائيل حوّلوا الموقف الأمريكيّ من إيران، عن قلقه من استخدام إيران الحادث لدقّ إسقاط إسفين بين الغرب و السعودية، والذي سيكون سيئًا لإسرائيل، بما أنّ أيّ شيءٍ يُعزز موقف إيران في الشرق الأوسط سيئ بالنسبة لإسرائيل، بحسب قوله.
ورسم سفير إسرائيل في واشنطن، رون ديرمر، صورة تعكس مدى قلق الإسرائيليين من علاقتهم مع المملكة، عندما قال يجب ألّا نسمح بإجراءٍ من هذا القبيل دون إجابةٍ، لكن يجب علينا أيضًا أنْ نكون حذرين في عدم التخلص من علاقة لها قيمة إستراتيجيّة.
وتابعت الدراسة أنّه قد يشعر زعماء إسرائيل بالراحة في البقاء على نفس السياسة مع الإدارة الأمريكيّة حول هذه المسألة، لكن دعم الحزبين من أجل فرض عقوباتٍ جديّةٍ على السعودية يكتسب قوّةً في الكونغرس، لافتةً إلى أنّ هذا الاتهام لا يقوده الديمقراطيون فقط في مجلس النواب الجديد الذي يُشكّل أغلبيّةً ديمقراطيّةً، بل أيضًا من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين المؤيدين لإسرائيل، بمن فيهم السيناتور ليندسي غراهام، الذي لا يُخفي مواقفه المؤيّدة لإسرائيل، على حدّ تعبيرها.
وأشارت الدراسة الإسرائيليّة أيضًا إلى أنّ موقف الرئيس الأمريكيّ ترامب بشأن جريمة القتل من شأنه أنْ يُصبِح قضيةً تؤثّر سلبًا على رئاسته، إذْ أنّه من المؤكد أنّ جميع البلدان تحتاج إلى إيجاد التوازن في سياساتها بين المصالح والقيم، وإسرائيل أقّل من أمريكا، لكن إعطاء القاتل مثل هذا التصريح العّام قد يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، على حدّ قولها.
وخلُصت الدراسة الإسرائيليّة إلى القول مُتسائلةً: هل تُريد الدولة العبريّة حقًا أنْ تحمل الماء في واشنطن، أيْ أنْ تُدافِع بقوّةٍ عن وليّ عهد المملكة العربيّة السعوديّة، الأمير محمد بن سلمان؟ للقيام بذلك، يوجد خطر على المواقف الأخلاقيّة لإسرائيل، وبالتالي، ختمت الدراسة، أنّ تل أبيب تحتاج إلى التفكير فيما إذا كانت تستحّق الثمن، بحسب قولها.