أردوغان: تسجيلات مقتل خاشقجي فظيعة وسنواصل تعقب القضية دوليا
إسلام الراجحي
وصف الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" التسجيلات المتعلقة بمقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية المملكة بإسطنبول بأنها "فظيعة"، متعهدا بتعقب القضية دوليا لمحاسبة القتلة.
وفي تصريحات للصحفيين، الثلاثاء، أكد "أردوغان" أنه ينتظر "بفارغ الصبر" من ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، الكشف عن ملابسات مقتل "خاشقجي"، مشددا على أن أنقرة ستتابع القضية على المستوى الدولي.
وأضاف: "إن ولي العهد الأمير يقول لممثلين لي: سأكشف عن ملابسات الحادث وسأفعل ما يلزم حيال الأمر"، وتابع أردوغان: "ونحن ننتظر بفارغ الصبر ذلك".
وأشار إلى أنه بحث مع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، بحضور نظيره الفرنسي "إيمانويل ماكرون" والمستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل"، مسألة مقتل "خاشقجي"، والتطورات في اليمن، وذلك على مائدة العشاء في باريس.
وقال "أردوغان": "كما تعلمون ثمة 18 موقوفا في السعودية، الفاعل حتما بينهم"، فيما تساءل قائلا: "من ذلك الشخص الذي من خارج هذه المجموعة؟".
وأكد أن تركيا أطلعت كافة الأطراف على التسجيلات الصوتية المتعلقة بجريمة مقتل "خاشقجي".
وأضاف: "جهاز استخباراتنا لم يخف شيئا، التسجيلات كانت كارثة بحد ذاتها، حتى أن ممثل الاستخبارات السعودية عندما استمع للتسجيلات قال: ربما تعاطى (القاتل) الهيروين، لا يفعل هذا الأمر إلا من تعاطى الهيروين".
وعند تكرار أحد الصحفيين سؤاله عن ردة فعل ضابط الاستخبارات السعودي قال "أردوغان": "نعم، الرجل صُدم عند استماعه للتسجيلات، ثمة حقيقة صادمة بهذا الحجم".
وحذر "أردوغان" قائلا: "رغم كل ذلك فثمة جهود لحرف الحقيقة، والمدعي العام السعودي الذي جاء -مع الأسف- كان يماطل. كل هذه الحقائق والوثائق والمدعي العام ما زال دون قرار".
وفي جوابه على سؤال حول ردة فعل القادة الذين استمعوا للتسجيلات قال الرئيس التركي: "انطلاقا من ردود أفعالهم، أحسست بانزعاجهم الشديد من هذه الجريمة. شاهدت ذلك في السيد ترامب والسيدة ميركل والسيد ماكرون".
وأضاف: "نحن نعلم أن الكونغرس الأمريكي طلب من وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) معلومات حول هذه القضية".
وأعرب "أردوغان" عن توقعه أن تتغير وجهة النظر المتعلقة بالموضوع، عندما يطلع الكونغرس على المعلومات.
وجدد "أردوغان" تأكيد احترامه للعاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز"، قائلا: "لا أعتقد أن له دورا في قتل خاشقجي، لكن يجب الكشف عن من أعطى الأوامر"، مضيفا: "على الأشخاص الذين اعتقلوا أن يتحدثوا ويقولوا من أصدر لهم أمر قتل خاشقجي".
وعن زيارة النائب العام السعودي "سعود المعجب"، لتركيا قبل أسبوعين، قال الرئيس التركي: "للأسف (المعجب) أعطانا انطباعا أنه جاء لوضع العقبات، فرغم كل ما حصل عليه من معلومات ووثائق لكنه غير قادر على اتخاذ قرار".
وكشف "أردوغان"، أن المدعي العام السعودي، طلب مقابلته، لكن المدعي العام بإسطنبول (عرفان فيدان) "أجابه أنه لا يسعكم مقابلة أحد سواي"، وطالبه بمحاكمة المشتبه بهم في تركيا.
وتابع الرئيس التركي: "نطالب بإجابات عن مصير جثمان خاشقجي وبالكشف عن مكان دفنه إن تم ذلك، ولا نعرف ما إذا تم تقطيع الجثة وتهريبها إلى خارج تركيا".
وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أقرت الرياض بمقتل "خاشقجي" داخل قنصليتها في إسطنبول، إثر ما قالت إنه "شجار"، دون أن تكشف عن مكان الجثة، وهي الرواية التي قوبلت بتشكيك واسع، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية تحدثت عن إرسال فريق لتخدير وخطف الصحفي السعودي.
وترجح السلطات التركية فرضية استخدام مادة الأسيد لإذابة جثمان "خاشقجي" داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، أو في منزل القنصل القريب منها.
المصدر | الخليج الجديد + متابعات