الملك سلمان يبحث قضية خاشقجي مع وزير خارجية بريطانيا
التقى العاهل السعودي، الملك "سلمان بن عبدالعزيز" وزير الخارجية البريطاني "جيرمي هانت" في الرياض، الإثنين، في إطار زيارة الأخير لكل من السعودية والإمارات لبحث ملفي مقتل الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" وسبل وقف الحرب في اليمن.
وبينما أوضحت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان، أن "هانت" خصص الزيارة لطلب التعاون التام من السعودية مع التحقيق التركي في قتل "خاشقجي"، والتشديد على أن بقاء ظروف الجريمة غير واضحة أمر غير مقبول، اكتفت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) بالإشارة إلى أن اللقاء جاء في إطار استعراض العلاقات ومجالات التعاون بين البلدين، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأحداث في المنطقة.
وذكر بيان الخارجية البريطانية أن أجندة زيارة "هانت" تتضمن مطالبة الرياض بإيجاد حل سلمي لإنهاء الحرب في اليمن؛ لأن الحصيلة البشرية لضحاياها "التي لا تُحصى" تلزم السعودية والإمارات بضرورة وقفها.
وأضاف أن الوزير البريطاني "يدافع عن فكرة اللجوء إلى إجراء جديد في مجلس الأمن الدولي من شأنه إلزام مختلف أطراف المعارك في اليمن بوقفها"، مشيرا إلى أن "هانت" سيتوجه إلى أبوظبي، للقاء ولي عهد الإمارات "محمد بن زايد آل نهيان" ونائب الرئيس اليمني "علي محسن الأحمر".
ولا يزال مراقبون يتوقعون صدور قرارات دولية عقابية تجاه السعودية على خلفية أزمة اغتيال "خاشقجي"، بالتوازي مع استمرار الضغوط التركية للكشف عن المسؤول الذي أعطى أمر القتل، والحديث عن بلورة موقف تركي أمريكي من الأمر، خلال المحادثات التي أجراها الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" مع نظيره الأمريكي "دونالد ترامب"، في باريس، منذ ساعات.
وكانت الخارجية البريطانية قد أعلنت، الإثنين الماضي، أن "هانت" اتفق مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن " مارتن غريفيث" على أن الوقت حان كي يقوم مجلس الأمن بعمل لتعزيز عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.
ونقلت رويترز عن دبلوماسيين بالأمم المتحدة قولهم إن مشروع بريطانيا لاستصدار قرار من مجلس الأمن مدعوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وأعلنت الولايات المتحدة، قبل يومين، أنها اتفقت مع التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، على إيقاف تزويد المقاتلات التابعة له بالوقود، والمشاركة في حملات القصف على اليمن.
لكن تقارير أشارت إلى أن القرار كان أمريكيا خالصا، وجاء بسبب تصاعد الضغوط الداخلية على إدارة "ترامب" لوضع حد للدعم الأمريكي للسعودية في اليمن، بعد زيادة وتيرة مقتل المدنيين بأعداد كبيرة هناك على يد التحالف، بالإضافة إلى تفشي المجاعة والأوبئة.
وزاد الاعتراف السعودي الرسمي بجريمة قتل "خاشقجي" من الضغوط الدولية الدافعة تجاه إنهاء حالة الحرب باليمن، في ظل تقارير أممية تحذر من مأساة إنسانية متكاملة الأركان، خاصة بعد تحول المعارك في مدينة الحديدة الساحلية إلى حرب شوارع سقط فيها 150 قتيلا الأحد.
وحذرت وكالات بالأمم المتحدة من أن تنفيذ هجوم شامل على المدينة، قد يؤدي إلى حدوث مجاعة، باعتبارها نقطة دخول 80% من واردات الغذاء والمساعدات الإغاثية لليمن.
وتخضع الحديدة، المطلّة على البحر الأحمر، لسلطة الحوثيين منذ 2014، وفي يونيو/حزيران الماضي أطلقت القوات الحكومية وحلفاؤها عملية عسكرية لاستعادتها.
وتهدف القوات الحكومية، مدعومة بالتحالف العربي، للسيطرة على الميناء الاستراتيجي لقطع ما تعتبره أحد أهم طرق الإمداد العسكري للحوثيين، لكن استهداف المدينة خلف قتلى في أوساط المدنيين، إضافة إلى تشريد ما يزيد على نصف مليون يمني.