نيويورك تايمز نقلا عن 3 مصادر مطلعة: الضغوط الدولية المتزايدة التي استهدفت بن سلمان على خلفية قضية مقتل خاشقجي لم تضعف بشكل ملحوظ موقعه في الحكم وإدارة ترامب لن تتخلى عنه
واشنطن ـ وكالات: ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الضغوط الدولية المتزايدة التي استهدفت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على خلفية قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، لم تضعف بشكل ملحوظ موقعه في الحكم.
وخلصت الصحيفة في تقرير نشرته أمس إلى أن الأمير حافظ على مواقعه ليس بفضل ميزات الحكم في المملكة، بل بفضل الدعم الذي يحظى به من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي قررت عدم التخلي عن ولي العهد على الرغم من قضية خاشقجي، حسب ثلاثة مصادر مطلعة على فحوى المشاورات التي أجريت داخل البيت الأبيض في الآونة الأخيرة.
وأكد مسؤولان لـ”نيويورك تايمز″ أن الأمير محمد، في اتصال هاتفي أجراه في التاسع من أكتوبر مع كبير مستشاري ترامب وصهره، جاريد كوشنر، ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جون بولتون، وصف خاشقجي بأنه إسلامي خطير منتم إلى جماعة “الإخوان المسلمين”.
وأشارت مصادر مطلعة للصحيفة بأن إدارة ترامب أسهمت كثيرا في دعم الأمير محمد كأهم عنصر لتطبيق أجندتها السياسية في المنطقة، كما تلقت مؤخرا دعوات لذلك من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مضيفة أن البيت الأبيض قرر في هذه الظروف عدم تحجيم حكم الأمير محمد.
وبدلا من ذلك، اتخذت الإدارة الأمريكية موقفا متحفظا، إذ انضمت إلى حكومات إقليمية تقيّم التأثير المحتمل لقضية خاشقجي على مواقع محمد بن سلمان وتدرس سبل الاستفادة من ذلك.
وأوضحت مديرة “مركز كارنيغي للشرق الأوسط” في بيروت، مها يحيى، أن ولي العهد السعودي يحتاج حاليا إلى دعم خارجي لاستعادة سمعته، ويحاول الجميع استخدام ذلك لصالحهم وإجباره على تقديم التنازلات لهم.
وقال أشخاص مطلعون لـ”نيويورك تايمز″ إن الإدارة الأمريكية تعتزم استخدام الأزمة الناجمة عن مقتل خاشقجي لإنهاء النزاع في اليمن والأزمة الخليجية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في البيت الأبيض إشارتهم إلى أن إدارة ترامب سبق أن بحثت إمكانية حث الملك سلمان على تعيين مسؤول قومي إلى منصب رئيس الوزراء أو غيره من مناصب المقام الأول ليشرف على تطبيق السياسات الخارجية للمملكة.
في الوقت نفسه، أشار أحد المطلعين على فحوى المشاورات في البيت الأبيض إلى أنه من المتوقع أن تفرض الولايات المتحدة بعض العقوبات على السعودية تحت ضغط الكونغرس، دون كسر العلاقات القوية بين الإدارة الأمريكية والأمير محمد.
وذكر مصدران مقربان من الديوان الملكي السعودي أن الأمير محمد وكوشنر لا يزالان على اتصال وتبادلا رسائل إلكترونية غير مرة منذ اندلاع أزمة خاشقجي.
كما نفت الصحيفة صدقية الشائعات بأن عودة شقيق الملك، الأمير أحمد بن عبد العزيز، إلى السعودية من بريطانيا جاءت من أجل مواجهة ولي العهد، إذ قال أحد أفراد العائلة الحاكمة إن الأسرة المالكة لا ترى بديلا لهيمنة ولي العهد في المرحلة الراهنة، على الرغم من معارضة بعض الأمراء الشديدة له.