اختتام قمة إسطنبول الرباعية حول سوريا.. وخاشقجي لم يغب

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2050
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

محمد عبدالله
 اختتمت مساء السبت، قمة إسطنبول الرباعية حول سوريا، بحضور رؤساء تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، الذين أبدوا موقفهم بشكل واضح من قضية مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
وعقدت القمة بمشاركة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، والروسي "فلاديمير بوتين"، والفرنسي "إيمانويل ماكرون"، والمستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل"، في قصر "وحد الدين" بالشطر الآسيوي من إسطنبول، واستمرت ساعتين و45 دقيقة.
وتناول الرؤساء خلال القمة، آخر المستجدات الميدانية في سوريا، خاصة في محافظة إدلب، إضافة إلى مسيرة الحل السياسي للأزمة.

حل الأزمة السورية وإعادة اللاجئين
وقال "أردوغان" في مؤتمر صحفي عقب القمة: "قمتنا تهدف لحقن الدماء ووقف إطلاق النار والدفع بالعملية السياسية للأزمة السورية".
وأضاف: "نؤكد ضرورة استمرار اتفاقية إدلب ونسعى للوصول إلى حل دائم للأزمة في سوريا نهاية هذا العام".
وأوضح الرئيس التركي أن "عمليتا درع الفرات وغصن الزيتون حيدتا أكثر من 4 آلاف إرهابي"، مشيرا إلى "ضرورة محاربة المنظمات الإرهابية في جميع مناطق سوريا".
وتابع: "أكدنا ضرورة أن تكون عودة السوريين إلى بلادهم اختيارية وبرعاية الأمم المتحدة ووفق القانون الدولي".
وأكد "أردوغان" أنه "سيتم إطلاع إيران على نتائج هذه القمة وإشراكها في المرحلة المقبلة من الحل في سوريا".
ومضى بالقول: "إرادة الشعب السوري في الداخل والخارج هي من سيحدد مستقبل الأسد الذي نعتبره مسؤولا عن مقتل مليون مواطن سوري".
وأكد أن "وقف إطلاق النار في إدلب جنب ملايين السوريين رحلة نزوح جديدة".
وأردف قائلا: "هدفنا تحقيق السلام للمدنيين السوريين وحتى الآن عاد 60 ألفا إلى إدلب ومن أجل هذا أشكر الرئيس بوتين وكل من سعى في ذلك من الأصدقاء".
وتابع: أثق أن المشاركين في قمة اسطنبول سيزيدون جهودهم لتحسين الوضع على الأرض وتحقيق تقدم في المسار السياسي

دعم روسي لحل سياسي
من جهته، قال "بوتين" إن بلاده توافق على جميع الاقتراحات التي تدعم الحل السياسي للأزمة في سوريا.
وأكد الرئيس الروسي "ضرورة النظر بنتائج قمة سوتشي للبدء بحوار يشمل جميع الأطراف مع المحافظة على مؤسسات الدولة السورية".
وأردف: "تبذل روسيا ما بوسعها لمحاربة التنظيمات المتطرفة في إدلب"، مضيفا: "نعلن دعمنا للدولة السورية في مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية".
ومضى بالقول: "ندعو دائما السلطات في سوريا لحوار بناء مع المعارضة ونأمل أن يتم الاتفاق على لجنة صياغة الدستور نهاية العام مع توفر الظروف المناسبة".
وأشار "بوتين" إلى أن "إيران تعتبر دولة ضامنة للعملية السلمية ووقف إطلاق النار وهذه العملية لم تكن فعالة لولا مشاركة طهران".
وأضاف: "روسيا تحتفظ بحق مساندة الحكومة السورية في حال قيام الإرهابيين باستفزازات بمنطقة إدلب".
وأشار الرئيس الروسي إلى أنه "قبل عملية أستانة لم يجتمع أطراف الصراع في سوريا لمدة عام كامل".
وتابع: "عملية أستانة سارت إلى الأمام وأقنعنا الحكومة السورية بتقديم أسماء للمشاركة في صياغة دستور جديد للبلاد".

تطهير سوريا من الأسلحة الكيميائية
بدوره، دعا الرئيس الفرنسي إلى "توحيد المسارات التي تهدف إلى الحل في سوريا".
وأشار "ماكرون" إلى "ضرورة تطهير جميع مناطق سوريا من الأسلحة الكيميائية"، مشددا: "لا نقبل أن يتم استخدام هذه الأسلحة مرة أخرى".
ورأى أنه "يجب الضغط على النظام السوري لأن الشعب السوري له الحق بتحديد مصيره عبر انتخابات شفافة وآمنة".
وطالب الرئيس الفرنسي بـ"توسيع نشاطات منظمات المجتمع المدني وفتح الممرات الآمنة للمساعدات وإيصالها للمدنيين في سوريا".
وأدرف: "ليس من شأننا التدخل في بنية الدولة السورية ولذلك يجب إشراك جميع السوريين بعميلة تقرير مستقبل سوريا".
ومضى بالقول: "النظام الحاكم في سوريا لا يمثل جميع السوريين بكل أطيافهم ويجب إعطاء السوريين حق تقرير مصيرهم".
واعتبر "ماكرون" أن "انتهاج نظام الأسد الحل العسكري لا يحقق الاستقرار".
ووجه الرئيس الفرنسي الشكر لتركيا على جهودها في استضافة اللاجئين.

صياغة دستور سوريا
من جهتها، أكدت المستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل" على "ضرورة مكافحة التنظيمات الإرهابية ومنع النظام السوري من استخدام العنف واستهداف المدنيين".
وأوضحت "ميركل" دعم بلادها لاتفاق إدلب، مشيرة إلى "ضرورة تشكيل لجنة صياغة الدستور قبل نهاية العام الجاري".
ودعت المستشارة الألمانية إلى "تأمين الظروف المناسبة لعودة اللاجئين برعاية الأمم المتحدة وعدم تركهم بيد النظام الذي يمكن أن يعتقلهم أو يمارس الضغوط عليهم".
وشددت "ميركل" على "ضرورة مشاركة جميع السوريين في صنع مستقبل بلادهم".

مقتل "خاشقجي"
وفيما يخص جريمة قتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده بإسطنبول"، قال "أردوغان": "هذه الجريمة وقعت في إسطنبول، ومحاكمة القتلة يجب أن تتم أيضا على أرض إسطنبول".
ودعا الرئيس التركي الجانب السعودي إلى الكشف عن المتعاون المحلي الذي استلم جثة "خاشقجي".
وأضاف "أردوغان": "الاستخبارات والأمن والقضاء في تركيا لم تنهِ عملها بعد في قضية قتل خاشقجي وستواصل جهودها بدقة متناهية".
وجدد "أردوغان" سؤاله للسعودية: "من أرسل الأشخاص الـ 18 إلى إسطنبول؟".
وأكد "أردوغان" أنه بحث خلال لقاءات ثنائية مع القادة قضية "خاشقجي"، وأطلعهم على المعلومات اللازمة.
فيما شددت "ميركل" على ضرورة وقف تصدير الأسلحة إلى السعودية حتى معرفة حقيقة ما وقع داخل القنصلية السعودية بإسطنبول.
وتعهدت المستشارة الألمانية بالعمل على اتخاذ الاتحاد الأوروبي ما يلزم عقب كشف المسؤولين عن قتل خاشقجي .
وأضافت: "اتفقت مع ماكرون على اتخاذ موقف أوروبي موحد حول بيع الأسلحة للسعودية بعد معرفة المسؤول عن قتل خاشقجي".
من جهته، قال "ماكرون": "ندين جريمة القتل البشعة لخاشقجي"، مشيدا بجهود تركيا لكشف الحقيقة.
وتابع: "ينبغي أن يأخذ التحقيق في مقتل خاشقجي مجراه حتى النهاية وفي مثل هذه القضايا يتوجب فرض عقوبات".
وحضر القمة من الجانب التركي بالإضافة إلى "أردوغان"، وزراء الخارجية "مولود جاويش أوغلو"، والدفاع "خلوصي أكار"، والمالية "براءت ألبيراق".
فيما شارك من الجانب الروسي بجانب "بوتين"، وزيرا الخارجية "سيرغي لافروف"، والدفاع "سيرغي شويغو".
ورافق "ماكرون" و"ميركل" خلال جلسة القمة، عدد من المستشارين، وإلى جانب القادة ووفودهم، شارك في القمة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا "ستيفان دي ميستورا".

المصدر | الخليج الجديد