وول ستريت: اختفاء خاشقجي يهدد الاستثمار المتعثر في السعودية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2063
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 تواجه خطط ولي العهد السعودي لجذب المستثمرين وتحويل اقتصاد بلاده تهديداتٍ مدمرة، بعد اختفاء الكاتب الصحفي المعارض "جمال خاشقجي" في القنصلية السعودية في إسطنبول.

ومنذ أن ألقى المسؤولون الأتراك باللائمة على السعودية في اختفاء "خاشقجي" في 2 أكتوبر/تشرين الأول، بدأ المستثمرون الأجانب بإعادة النظر في علاقتهم مع ولي العهد "محمد بن سلمان"، ومشاركتهم في خططه لإصلاح اقتصاد بلاده.

ويقول البعض إنهم يشعرون بالقلق من أن الأمير، الذي يبلغ من العمر 33 عاما، وهو حاكم البلاد الفعلي، قد عرّض استقرار المملكة للخطر من خلال استهدافه كاتبا له علاقات عميقة في واشنطن وأوروبا والشرق الأوسط. وأنكرت الحكومة السعودية أي تورط في اختفاء "خاشقجي".

وقال رجل الأعمال البريطاني "ريتشارد برانسون"، في بيان صدر في وقت متأخر من يوم الخميس إنه يتخلى عن مشروع لإدارة المشاريع السياحية السعودية يركز على البحر الأحمر، وسط تساؤلات حول مصير "خاشقجي".

وقال أيضا إنه في انتظار التحقيقات في مكان وجود الصحفي، سيعلق المحادثات مع صندوق الاستثمار العام للبلاد بشأن استثماره المقترح المقدر بمليار دولار.

وأكد "برانسون" أن "ما حدث في تركيا" لـ"خاشقجي"، "إذا ثبتت صحته، من شأنه أن يغير بوضوح قدرة الغرب على التعامل مع الحكومة السعودية".

وبشكل منفصل، أوقف وزير الطاقة الأمريكي السابق "إرنست مونيز" هذا الأسبوع عمله في المدينة الجديدة المستقبلية في المملكة، متعللا "بالقلق العميق" على مصير "خاشقجي".

وقال مؤسس شركة "سايدووك لابز" "دان دكتوروف"، إنه لن يعمل في مشروع مدينة "نيوم" بعد وقت قصير من إعلان الحكومة السعودية أنه سيكون في مجلس إدارتها.

وقال "سام ألتمان": "أعلق مشاركتي في المجلس الاستشاري لنيوم حتى يتم التعرف على الحقائق المتعلقة باختفاء جمال خاشقجي".

وقالت "نيلي كرويس"، وهي عضوة أخرى في مجلس إدارة "نيوم"، ونائبة سابقة لرئيس المفوضية الأوروبية، في رسالة إلكترونية الخميس، إنها تعلق دورها في المشروع "حتى تعرف أكثر" عن مصير الصحفي.

انهيار "دافوس" السعودي

 

وكان مؤتمر الأعمال، الذي تأمل المملكة في استخدامه لتجديد تفاؤل المستثمرين، والذي أُطلق عليه اسم "دافوس الصحراء"، بمثابة اختبار للأعصاب للشركات الأجنبية والمديرين التنفيذيين.

ومن بين المتحدثين المزمع حضورهم في المؤتمر، الذي سيتم عقده في الفترة من 23 إلى 25 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، "ستيفن شوارزمان"، الرئيس التنفيذي لشركة "بلاكستون جروب"، و"جيمس ديمون" الرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورجان تشيس". وكان "بن سلمان" قد وعد في مقابلة مع "بلومبرغ" أن يتم الإعلان عن صفقات تجارية كبرى قبل وأثناء الحدث في الرياض.

وانسحب العديد من وسائل الإعلام والمديرين التنفيذيين من المؤتمر وفقا لممثليهم.

وانسحبت صحيفة "نيويورك تايمز" من الرعاية الإعلامية لهذا الحدث. وقال مالك صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، "باتريك سون شيونغ"، إنه لم يعد يعتزم الحضور، بينما لا تنوي "أريانا هافينغتون"، مالكة مجموعة "هاف بوست" الإعلامية الحضور أيضا.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "أوبر تكنولوجيز"، "دارا خسروشاهي"، إنه "ما لم تظهر مجموعة مختلفة تماما من الحقائق" فإنه لم يعد يخطط للذهاب إلى المؤتمر، حيث كان من المقرر أن يكون أحد المتحدثين.

ونفت الحكومة السعودية مرارا أي دور في اختفاء "خاشقجي". ويقول مسؤولون سعوديون إن "خاشقجي" ذهب إلى القنصلية في إسطنبول وجمع بعض الوثائق وغادر دون وقوع حوادث.

ويقول مسؤولون أتراك إن السعوديين أرسلوا فرقة أمنية على متن طائرة مملوكة للحكومة إلى إسطنبول في اليوم الذي ذهب فيه "خاشقجي" إلى القنصلية. ويعتقد المسؤولون الأتراك أن "خاشقجي" تم قتله داخل القنصلية، على الرغم من أنه لم يتم بعد الكشف بشكل رسمي عن النتائج التي توصلوا إليها.

وطلب القادة الغربيون، بمن فيهم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" من السعوديين إجابات عن مصير "خاشقجي"، وهي حملة ضغط أثارت شبح فرض عقوبات على الرياض.

المزيد من العقبات

 

وقال الاقتصادي في "كابيتال إيكونومكس" "جيسون توفي": "يثير اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول أسئلة جديدة حول سمعة ولي العهد محمد بن سلمان كمصلح، وتشكل التطورات السياسية تهديدا متزايدا على التوقعات الاقتصادية".

وكان "بن سلمان" وعد بفتح السعودية للاستثمار الأجنبي، عبر خطط طموحة للاكتتاب العام ​​في شركة النفط الحكومية السعودية "أرامكو"، واستثمار المليارات في السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية، وبناء مدينة مستقبلية بقيمة 500 مليار دولار لتحويل المملكة إلى مركز رئيسي للابتكار في القرن الواحد والعشرين.

لكن ثقة المستثمرين اهتزت بعد سلسلة من التحركات المدمرة للشركات، حيث قطعت المملكة العلاقات الدبلوماسية مع كندا، وفرضت حصارا على قطر، وأطلقت حملة لمكافحة الفساد استهدفت رجال الأعمال السعوديين والمسؤولين الحكوميين العام الماضي. كما تم الضغط على الشركات عبر الإجراءات المحلية، مثل تخفيضات دعم الطاقة، وضريبة القيمة المضافة الجديدة، والقيود المفروضة على توظيف العمال الأجانب.

وفي الوقت نفسه، تعثرت خطط الأمير الاقتصادية في بعض المواضع. وتأجل بيع أسهم "أرامكو" في اكتتاب عام إلى أجل غير مسمى، وتعمل المملكة على تقليص طموحاتها في مجال الطاقة الشمسية.

وانخفض الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة إلى أدنى مستوى له خلال 14 عاما في العام الماضي، على الرغم من تعافيه بعض الشيء هذا العام. وعمل السعوديون على تحفيز المستثمرين الأجانب، وجلب مليارات الدولارات في صناديق جديدة، لإطلاق شراكات مع شركات دولية.

وتمثل حالة "خاشقجي" مستوىً جديدا من المخاطر بالنسبة للمستثمرين، الذين يشعرون بالفعل بالقلق من الاستثمار في المملكة.

وتوفر أسعار النفط المرتفعة عامل راحة للأمير، حيث تمنح الحكومة أموالا إضافية لضخها في الاقتصاد، بعد عامين من إجراءات التقشف منذ انهيار أسعار النفط.

لكن لا تزال بعض الشركات تخطط لإبقاء العلاقات مع السعودية قوية.

والتقى "نيكولا ساركوزي"، الرئيس الفرنسي السابق، وعضو مجلس إدارة شركة "أكور" للفنادق، بشكل خاص مع "بن سلمان" في الرياض، الأربعاء، في إطار رحلة مخطط لها منذ فترة طويلة، حسبما قال أشخاص مطلعون على المسألة. وتجري "أكور" محادثات مع الحكومة السعودية حول العديد من المشاريع الفندقية، ويخطط الرئيس التنفيذي للشركة "سيباستيان بازين" لحضور مؤتمر الاستثمار السعودي.

المصدر | وول ستريت جورنال