بعد تصريحات ترامب المهينة.. بن سلمان يؤكد: السعودية لن تدفع مقابل أمنها و”لقد دفعنا” ثمن الأسلحة الأميركية..
وطرح أسهم أرامكو في السوق المالية سيكون في 2021.. ونقترب من إبرام صفقة “كبرى” مع الكويت بشأن حقلي الوفرة والخفجي.. وكشفنا “عملية استخباراتية” كانت تدبرها قطر في المملكة.. ومستعد للسماح للحكومة التركية بدخول القنصلية في إسطنبول للبحث عن خاشقجي
الرياض- “راي اليوم” ـ (أ ف ب) ـ د ب ا: أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الجمعة في مقابلة مع وكالة بلومبرغ، أن بلاده تنوي طرح أسهم شركة أرامكو النفطية العملاقة في السوق المالية بحلول العام 2021.
وقال الأمير محمد إن هذا الامر سيحصل “أعتقد في نهاية 2020 او مطلع 2021”. وكان الموعد الاول لادخال نسبة صغيرة من أرامكو في السوق المالية حدد عام 2018 قبل أن يرجأ.
وأضاف ولي العهد السعودي أنه “تربطنا بترامب علاقة عمل مميزة”، مشيراً إلى أن السعودية تشتري الأسلحة من أميركا ولا تأخذها مجانا.. وأن “السعودية كانت موجودة قبل الولايات المتحدة الأميركية، بأكثر من 30 عامًا”.
وشدد بن سلمان على أن السعودية لن تدفع مقابل أمنها.
وقال إن الرئيس باراك أوباما خلال فترة رئاسته التي دامت 8 أعوام قد عمل ضد أغلب أجندتنا ليس فقط في السعودية، وإنما في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة عملت ضد أجندتنا، إلا أننا كنا قادرين على حماية مصالحنا. وقد كانت النتيجة النهائية هي أننا نجحنا، وفشلت الولايات المتحدة الأميركية في ظل قيادة أوباما، على سبيل المثال في مصر.
لذلك فإن السعودية تحتاج إلى ما يقارب ألفي عام لكي ربما تواجه بعض المخاطر. لذلك أعتقد بأن ذلك غير دقيق.
واعتبر أنه يجب تقبل مسألة أن أي صديق سيقول أمورًا جيدة وسيئة، لذلك لا يمكنك أن تحظي بأصدقاء يقولون أمورًا جيدة عنك بنسبة 100% حتى داخل عائلتك. سيكون هناك سوء فهم.
وبالنسبة لكندا، فالأمر مختلف تمامًا، حسب بن سلمان، مبينا أنها أعطت أمرًا للسعودية بشأن مسألة داخلية، وإنه ليس رأي كندا حول السعودية بقدر ما هو إعطاء أمر لدولة أخرى، أما ترامب كان يتحدث لشعبه داخل الولايات المتحدة الأميركية عن قضية.
وقال في المقابلة، في الواقع لن ندفع شيئًا مقابل أمننا، نعتقد أن جميع الأسلحة التي حصلنا عليها من الولايات المتحدة الأميركية قد دفعنا من أجلها، إنها ليست أسلحة مجانية فمنذ أن بدأت العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة الأميركية؛ قمنا بشراء كل شيء بالمال. فقبل عامين، كانت لدينا استراتيجية لتحويل معظم تسلحنا إلى دول أخرى، ولكن عندما أصبح ترمب رئيسًا قمنا بتغيير استراتيجيتنا للتسلح مرة أخرى للـ10 أعوام القادمة لنجعل أكثر من 60% منها مع الولايات المتحدة الأميركية ولهذا السبب خلقنا فرصًا من مبلغ الـ400 مليار دولار، وفرصًا للتسلح والاستثمار، وفرصًا تجارية أخرى. ولذلك فإن هذا يُعد إنجازًا جيدًا للرئيس ترامب وللسعودية. كما تتضمن تلك الاتفاقيات أيضًا تصنيع جزء من هذه الأسلحة في السعودية، وذلك سيخلق وظائف في أميركا والسعودية، تجارة جيدة وفوائد جيدة لكلا البلدين، كما أنه نمو اقتصادي جيد، بالإضافة إلى أن ذلك سيساعد أمننا.
وحول ما إذا قام الرئيس الأمريكي بطلب معين من السعودية بخصوص النفط، أكد بن سلمان قائلا: نعم، في الحقيقة فإن الطلب الذي قدمته أميركا للسعودية والدول الأخرى الأعضاء في أوبك هو التأكد من أنه إذا كان هناك نقص في المعروض من قِبل إيران فإننا سنوفر ذلك وقد حصل ذلك؛ بسبب أن إيران مؤخرًا خفَّضت صادراتها بحوالي 700,000 برميل إن لم أكن مخطئًا. وقد قامت السعودية وشركائها من كبرى الدول الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك بزيادة صادراتها بحوالي 1.5 مليون برميل يوميًا. لذلك نحن نصدر ما يُقدر ببرميلين إضافيين مقابل أي برميل مفقود من طرف إيران مؤخرا، لذا نحن قمنا بعملنا وأكثر، نحن نعتقد بأن الأسعار المرتفعة لدينا في الشهر الماضي ليست بسبب إيران فهي على الأغلب بسبب الأمور التي تحدث في كندا والمكسيك وليبيا وفنزويلا وغيرها من الدول التي أدت إلى ارتفاع السعر قليلًا ولكن بسبب إيران بالطبع لا؛ وذلك لأنها خفضَت حوالي 700,000 برميل يوميًا ونحن قمنا بتصدير أكثر من 1.5 مليون برميل إضافي يوميًا.
مؤكدا بأن المملكة تنتج اليوم بسبب ذلك حوالي 10.7 مليون برميل يوميًا.
وبشان الازمة مع الكويت قال ولي العهد السعودي، إن السعودية تقترب من إبرام صفقة “كبرى” مع الكويت بشأن حقلين يمكنهما إنتاج نصف مليون برميل في اليوم من النفط الخام.
وتابع في المقابلة مع وكالة “بلومبرغ”: نعتقد أننا نقترب من وجود شيء مع الكويت، ونحن قادرون على تحقيق إنجاز ما.
ويقع حقلي “الخفجي والوفرة” المتوقع أن يتم توقيع الاتفاق بشأنهما في المنطقة المحايدة، على الحدود بين السعودية والكويت، التي لم يتم تحديدها منذ قرن تقريبا، والتي قالت “بلومبرغ” إنه يوجد “نزاع على السيادة بين البلدين على تلك المنطقة قديم من دون حل”.
لكن الأمير محمد بن سلمان قال إن استئناف الإنتاج في الحقلين ووجود حل حول تلك المنطقة ما زال ممكنا.
وتابع “نحاول إقناع الكويتيين بالتحدث عن قضايا السيادة مع الاستمرار في الإنتاج حتى نتمكن من حل هذه القضية”.
وقال ولي العهد إن فصيلا من القيادة الكويتية قبل بالاقتراح السعودي استئناف الإنتاج في المنطقة المحايدة، في الوقت الذي يتم فيه متابعة المحادثات لحل المشاكل العالقة.
وفجر بن سلمان مفاجأة بتأكيده أن فصيلا آخر يصر على حل قضايا السيادة قبل استئناف عمليات الإنتاج في المنطقة المحايدة.
وظهرت تلك المشكلة على المنطقة المحايدة في عام 1922، عندما سعت كل من السعودية والكويت على الحصول على أحقية تبعية المنطقة بامتداد من الصحراء على طول الخليج الحدودية، استمر الوضع عالقا لعقود، لكنه لم يثبت أنه عقبة أمام اكتشاف وتطوير مستودع كبير للنفط في المنطقة، بحسب “بلومبرغ”.
وقال محمد بن سلمان “نعتقد أنه من المستحيل حل مشكلة عمرها 50 عاما في غضون بضعة أسابيع، لذلك نحن نحاول التوصل لاتفاق مع الكويتيين لمواصلة الإنتاج خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة، وفي الوقت نفسه نتفاوض حول قضايا السيادة”.
وتابع “هذا أمر جيد بالنسبة للكويت والسعودية، لذلك أعتقد أن تلك هي مسألة وقت حتى يتم حل كل القضايا العالقة”.
وكشف بن سلمان أن هناك ثمانية أشخاص لايزالوا معتقلون في فندق “الريتز كارلتون”، هم الآن مع محامين خاصين بهم، ويواجهون القانون السعودي.
وقال محمد بن سلمان في حديثه عن الاعتقالات في المملكة: “هناك شائعات عديدة كان يتم إطلاقها، لكن الحقيقة أن كل من تم إلقاء القبض عليهم، لديهم علاقات مع وكالات من بلدان أخرى، ولديهم اتصالات مع حكومات، ويقومون بتسريب معلومات لمصلحة حكومات أخرى”.
وأضاف “نعم إنها اتهامات تتعلق بالتجسس، وكانوا لا يتواصلون مع صحفيين، بل مع مخابرات وأجهزة سرية، ولدينا لبعض منهم أشرطة فيديو يمكننا عرضها لكم”.
وأردف “هناك قضية رسمية ضد كل المتهمين، بموجب القانون السعودي، ولا يوجد أي معلومات تشير على أنهم عوملوا بطريقة لا تتماشى مع القانون السعودي، يوجد أدلة على المتهمين وهناك أشرطة فيديو ومكالمات صوتية”.
ورد بن سلمان على سؤال إذا ما كان المتهمين من ضمن مسوغات اتهامهم إجرائهم لقاءات مع دبلوماسيين أجانب، قال: “الدبلوماسي الأجنبي يختلف تماما عن رجل الاستخبارات، والحصول على المال من أجل تسريب معلومات أو تعطيل معلومات”.
ورد على سؤال حول الدول التي يقصدها ولي العهد بقوله “قطر هي واحدة من تلك الدول، التي جندت بعض هؤلاء الناس، وتعمل بعض الوكالات بشكل غير مباشر مع إيران، وهذان هم البلدان الرئيسيان اللذان كانا بالفعل يجندان هؤلاء الناس”.
وتابع ولي العهد السعودي كانا (قطر وإيران) جزء من عملية استخباراتية، أثبتت الأدلة والتحقيقات أنهم يعرفون أنها كانت عمل استخباراتي ضد السعودية.
ومن جهة اخرى قال ولي العهد السعودي إنه مستعد للسماح للحكومة التركية بدخول القنصلية السعودية في إسطنبول للبحث عن الصحفي البارز جمال خاشقجي.
وأضاف بن سلمان في مقابلة مع وكالة بلومبرغ نشرتها مساء اليوم ” سوف نستمر في محادثتنا مع الحكومة التركية لمعرفة ما حدث لجمال هناك.. هو مواطن سعودي ونحن حريصون جدًّا على معرفة ما حدث له”.
وتابع بن سلمان “ما أعرفه هو أنه ( خاشقجي) دخل وخرج بعد دقائق قليلة أو ربما ساعة. أنا لست متأكدًا. نحن نحقق في هذا الأمر من خلال وزارة الخارجية لمعرفة ما حدث بالضبط في ذلك الوقت”.
وأكد بن سلمان أن خاشقجي ليس بداخل القنصلية السعودية في إسطنبول قائلا ” نعم، ليس بالداخل”.
وردا على سؤال أن المسؤولين الأتراك قالوا: إنه لا يزال في الداخل، أجاب بن سلمان أن مبنى القنصلية “منطقة سيادية، لكننا سنسمح لهم بالدخول والبحث والقيام بكل ما يريدونه. في حال طلبوا ذلك، فسنسمح لهم قطعًا بالقيام به. فليس لدينا ما نخفيه”.
ولم يذكر بن سلمان ما إذا كان خاشقجي يواجه اتهامات في السعودية أم لا، مؤكدا “في الحقيقة نريد أن نعلم أولًا أين جمال؟”.
ونفى بن سلمان أن يكون خاشقجي هو الشخص المقصود في الخبر الذي أوردته وكالة الأنباء السعودية عن استلام المملكة شخص عن طريق الانتربول الدولي.
وأفادت مصادر دبلوماسية تركية أمس الخميس بأن وزارة الخارجية استدعت السفير السعودي في أنقرة بشأن اختفاء خاشقجي.
يأتي الاستدعاء في ظل تضارب الروايتين الرسميتين لكل من السعودية وتركيا حول خاشقجي المختفي منذ الثلاثاء الماضي.
فبينما تؤكد السعودية أنه اختفى بعد خروجه من القنصلية السعودية في اسطنبول، تؤكد تركيا أنه لا يزال موجودا داخل القنصلية.