“القبة الحديدية” للسعودية: التطبيع العسكري بموازاة السياسي
في إطار التقارب المستمر بين السعودية وكيان الاحتلال الإسرائيلي خلال الشهور الأخيرة ووصوله إلى مرحلة غير مسبوقة من التطبيع الممنهج، وبحسب معلومات صحافية، اشترت الرياض منظومة “القبة الحديدية” الدفاعية العسكرية من تل أبيب.
تقرير: محمد دياب
عقب التصريحات الرسمية التي تعكس مزاج السلطات السعودية من العلاقات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، عن تطور جديد وغير مسبوق جرى في تاريخ العلاقات بينهما، تجاوز كل الخطوط الحمراء التي كان لا يُسمح في السابق لأحد بتجاوزها، في إقامة أي علاقات أو تحالفات مع “عدو المنطقة”.
وأكدت مصادر إعلامية أن هذا التطور كان نتاجاً لتوافقات سياسية بين الرياض وتل أبيب، حيث انتقلت الثقة المتبادلة والمتطورة إلى المضمار العسكري، والاتفاق بين الجانبين على تبادل الخبرات وشراء منظومة أسلحة ثقيلة ومتطورة.
وبينت المصادر أن السعودية سعت خلال الفترة الأخيرة إلى شراء منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية المضادة للصواريخ، وأنها أقنعت الجانب الإسرائيلي ببيعها عبر وساطة قوية بذلتها الولايات المتحدة الأمركية، خلال اللقاءات الثلاثية السرية التي جرت في واشنطن.
وبحسب المصادر، من المحتمل أن تدخل الصفقة طور التنفيذ خلال شهر ديسمبر / كانون الأول 2018، وستصل إلى الرياض أول منظومة لـ “القبة الحديدية” وسيتم وضعها على حدودها مع اليمن، بسبب كثافة الصواريخ التي تسقط عليها من قبل الجيش اليمني و”اللجان الشعبية” هناك، بحسب ما أبلغته الرياض للجانب الإسرائيلي والوسيط الأميركي.
الجدير ذكره أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها السعودية بموقف المُطبِّع مع الاحتلال الإسرائيلي والسعي لإقامة تحالفات رسمية معه؛ إذ إن التقارير تتواصل حول لقاءات سرية مع مسؤولين إسرائيليين، حتى إنها بدأت تسير بشكل علني، فضلاً عن التطبيع في مجالات مختلفة غير السياسية.
وتعيش العلاقات السعودية الإسرائيلية مرحلة جديدة من التطبيع العلني، إذ أعرب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال غادي إيزينكوت، في مقابلة مع صحيفة “إيلاف” السعودية، عن استعداد “إسرائيل” لتبادل المعلومات الاستخباراتيّة مع الجانب السعودي بهدف “التصدّي لنفوذ إيران”.
كذلك، كشف مسؤول سابق بارز في جيش الاحتلال الإسرائيلي، لصحافيين في لندن، عن اجتماعين عقدهما مؤخراً مع أميرين سعوديَّيْن بارزين، وأنهما أكَّدا له “أنتم لستم أعداء لنا بعد الآن”، في إشارة إلى “إسرائيل”.