رجال الدين يغيرون فتاويهم وفق سياسات ابن سلمان

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2365
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

عن دور المؤسسة الدينية وتلونها وفق الاهواء السياسية في السعودية يتحدث “معهد دول الخليج العربية في واشنطن”، مبيناً أن هناك فئة من رجال الدين تبدلت آراؤها بشكل كبير بسبب ما سمي”إصلاحات”.
تقرير: سناء ابراهيم
 منذ أن بدأ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إدخال تغييرات على البلاد، وضعت المؤسسة الدينية في خانة الاستهداف، لتحجيم دورها من أجل تحقيق الرؤى التي تحاكي الغرب، بعد أن كانت على مدى عقود، قد نجحت في الحفاظ على خطاب ديني متجانس، حيث عبر المثقفون والأكاديميون السعوديون مرارا وتكرارا عن قلقهم من صرامة ذلك الخطاب، غير أن معظم العلماء المنتمين إلى الحكومة، وحتى غير المنتمين لها، امتنعوا دائما عن الخوض في هذا النقاش.
“معهد دول الخليج العربية في واشنطن”، وفي تقرير عن شيوخ السعودية وتغيير مواقفهم وفقاً لسياسات السلطات، بيّنت أن الإصلاحات الأخيرة لم تتعارض مع الشيوخ ومواقفهم، بل فتحت لهم فرصة لتبديل آرائهم، حيث شجعت على اتجاه جديد برز فيه ما سمي «الشيخ المستنير»، الذي يتحدى الفهم التقليدي للدين.
يعود التقرير إلى أن اتجاه «الشيوخ المستنيرين» بدأ عام 2009، عندما صرح أحمد الغامدي، الرئيس السابق للجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة، أن الفصل بين الجنسين ليس له أساس في الإسلام،وفق قوله، كما ناقش مبادئ أكثر إثارة للجدل، لأنه شكك في ممارسات جامدة تبررها المؤسسة، مثل غطاء الوجه، وحظر قيادة المرأة، وقد قوبلت آراؤه بانتقادات واسعة النطاق بين العلماء والمحافظين، مما أدى في النهاية إلى إقالته من منصبه.
وعلى المنوال عينه، بدأ الإمام السابق للمسجد الحرام في مكة، عادل الكلباني، بطرح آراء دينية مغايرة، في نفس الوقت الذي فعل فيه الغامدي نفس الشيء، وقال إن الموسيقى لا ينبغي أن يتم تحريمها، مما أثار كبار العلماء الذين ضغطوا عليه لتغيير موقفه. كما أعرب الداعية الذي عمل على مدى عقود في وزارة الشؤون الإسلامية، سليمان الطريفي، عن معارضته لعلماء الدين الذين يبررون وينفذون تفسيرات جامدة من الإسلام، مثل المطالبة بالنقاب للنساء.
بعد التغييرات الاخيرة برزت آراء متضاربة ومختلفة التي قدمها هؤلاء العلماء تساعد في هدم هالة «القداسة»التي تمتع بها بعضهم لأعوام، وأصبحت أهمية التفسير العلمي تقريبا بنفس أهمية النصوص الدينية نفسها، إن لم يكن أهم، بحسب تقرير “معهد دول الخليج العربية في واشنطن”.