لماذا أبعد «بن سلمان» الأردن عن الاتصالات مع (إسرائيل)؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1883
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بهاء العوفي
 برزت في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك مؤشرات قوية على أن مكتب ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» يصر على إقصاء وإبعاد الأردن على المستوى المؤسسي والفردي عن كل مشاريع الاتصالات التنسيقية مع (إسرائيل).
كما طلبت شخصيات سعودية رسمية مشرفة على ملف العلاقات والاتصالات مع (إسرائيل) من الأخيرة الحرص على عدم تدخل الأردن تحديدا بمضمون وشكل وهوية الاتصالات التي تجري مباشرة وعبر أطراف ثالثة بين شخصيات سعودية وأخرى إسرائيلية.
واستبعدت تقارير دبلوماسية عميقة درست ظاهرة الاتصالات السعودية الإسرائيلية أن يتجه الحكم السعودي إلى علاقات علنية قبل إنضاج عملية سلام، وفق صحيفة «القدس العربي».
ولاحظت هذه التقارير أن مساحة الاتصالات بين مستشارين وباحثين سعوديين ودوائر إسرائيلية عدة تزداد وتنمو بشكل كبير خلف الستار، لكن الجانب السعودي يحرص على عدم إظهارها إلا ضمن خطة سلام إقليمية شاملة.
وأشارت التقارير نفسها إلى أن الأردن يظهر اهتماماً برصد هذه الاتصالات في الوقت الذي حرص فيه الأمير «محمد بن سلمان» على عدم التشاور مع الأردن بخصوص مثل هذه الاتصالات كما كان يحصل عادة في الماضي.
وتلمح تلك التقارير والتقييمات إلى أن أطرافا سعودية قريبة جدا من مكتب ولي العهد طلبت مباشرة من قنوات إسرائيلية الحرص على بقاء أي نقاشات أو اتصالات بعيدة عن الأردن وعدم وضع الأردنيين بالصورة، وهو حرص تضمن أيضا محور الاتصالات بين السعودية وشخصيات ومؤسسات فلسطينية أيضاً من بينها مؤسسة بحثية يديرها أحد أقرباء القيادي البارز في حركة فتح اللواء «جبريل الرجوب».
ويعكس الطلب السعودي حسب مراجع أردنية أزمة الثقة المتواصلة بين الأردن ومجموعة الأمير «محمد بن سلمان» خصوصاً بعد ظهور خلافات لها علاقة بالدور التركي في ملف القدس وفي ملف المسجد الأقصى بصفة حصرية.
ويأخذ الأردن على الجانب السعودي امتناعه في كل المنابر واللقاءات عن دعم الوصاية الهاشمية على الأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس.
أما الجانب السعودي فيتهم الأردن بالعمل على تشويش مواقف السعودية وبالمبالغة في العلاقات مع تركيا ورفض اتخاذ إجراءات ضد تنظيم «الإخوان المسلمون» الأردني خلافاً للبوصلة السعودية.
وتجلت الخلافات الأردنية السعودية الصامتة في قمة إسطنبول الأخيرة حيث اصطحب الملك «عبد الله الثاني» معه أربعة من الأشقاء له في العائلة المالكة، كما عقد لقاء مجاملة مع الرئيس الإيراني «حسن روحاني».
ويحرص الطرفان في المقابل على عدم التصادم علنا، لكن الخلافات تتسع بشكل كبير وتصمد في ظل غياب لقاءات على مستوى القمة.
وحسب تقديرات دوائر أردنية، فإن عمان ولأسباب متعددة لا تحظى بمكانة المنامة والقاهرة في خارطة الأولويات السعودية، لا على مستوى المساعدة المالية ولا في السياق الاستراتيجي؛ لأن العاصمة الأردنية هنا تقر بأن وزنها الاستراتيجي الخليجي والسعودي تعرض لبعض «الأنيميا» الاتصالية مؤخراً بعدما فتحت قنوات التطبيع بين «بن سلمان»، والحكومة الإسرائيلية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات