“البنتاغون” يرسل قوات “القبعات الخضر” بدل قوات خاصة أخرى الى اليمن لصعوبة الحرب والفشل في رصد الصواريخ الباليستية الحوثية
التي أظهرت محدودية “الباتريوت” وهو ما يقلق واشنطن ويثير الشكوك حول قدرة صناعاتها العسكرية
واشنطن ـ خاص بـ”راي اليوم”:
كشفت جريدة “نيويورك تايمز” الخميس الماضي عن وجود قوات عسكرية أمريكية من نوع “القبعات الخضر” في اليمن للمحاربة الى جانب القوات السعودية لتدمير القدرات القتالية للحوثيين وبالخصوص الصواريخ الباليستية، والاستعانة بالقبعات الخضر يؤكد قرار “البنتاغون” للبقاء لمدة أطول في الميدان السعودي-اليمني.
وكشفت تقارير سابقة عن دعم غربي قوي لقوات التحالف في مواجهة اليمن، فقد زودت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا العربية السعودية بمعلومات هامة عن “تموقع” القوات الحوثية في اليمن. ويشارك ضباط كبار من هذه الدول في تسيير بعض الغارات الجوية. لكن هذا الدعم ليس كافيا بسبب فشل قوات التحالف العربي في هزم القوات اليمنية.
وبدأت الحرب اليمنية تسبب قلقا شديدا للبنتاغون، فمن جهة هي تشكل استمرارا للنفوذ الإيراني في حالة انتصار اليمنيين أو حتى تسوية بين الرياض وقوات الحوثي، ومن جهة أخرى تظهر ضعف بعض الأسلحة الأمريكية مثل فشل الباتريوت في اعتراض معظم الصواريخ الباليستية التي توجهها اليمن ضد السعودية ومنها المطارات والقواعد العسكرية. وكان صاروخ باليستي قد ضرب السعودية خلال تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وتحدثت السعودية عن اعتراضه وقالت الإدارة الأمريكية نفس الشيء، بل وكتبت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقريرا يمدح فيه نجاح “باتريوت” في اعتراض الصاروخ.
وكانت المفاجأة هو تقرير مفصل نشرته جريدة “نيويورك تايمز” بداية ديسمبر الماضي معزز بتحاليل لخبراء يؤكدون فشل منظومة باتريوت في اعتراض الصواريخ الباليستية اليمنية. وكتبت نيويورك تايمز أن الأمر يتعدى الحرب العربية الى الخطر على الأمن القومي الأمريكي لأن الباتريوت فاشل. وفاتحت الرياض في ذلك التاريخ موسكو لشراء منظومة “إس “400 وضغطت واشنطن على السعودية لبيعها منظومة ثاد المتطورة ب 15 مليار دولار كبديل.
وتنشر نيويورك تايمز الخميس الماضي أن القوات الأمريكية تشارك في دعم السعودية منذ كانون الأول (ديسمبر ) الماضي. والأخذ بعين الاعتبار أخبار نيويورك تايمز، يبدو أن البنتاغون قرر وقتها توجيه قوات عسكرية أمريكية للمشاركة في الميدان في تدمير الصواريخ الباليستية اليمنية في عقر دارها.
ويجد “البنتاغون” نفسه في موقف حرج، فقد اختار القوات الخاصة للقبعات الخضر للمشاركة في الميدان الحربي، ويتعلق الأمر بجنود من النخبة يسمون “مثقفو الجيش” لأن مهامهم تجمع بين القتال ومد الجسور مع الساكنة والعمل المدني. واختيار القبعات الخضر يعود الى قرار يعني بقاء القوات الأمريكية مدة أطول في الميدان، مع احتمال تضاعف اعدادها مستقبلا.
ورغم المستوى العسكري الرفيع للقبعات الخضر فهي قوات خاصة وليس قوات العمليات الخاصة مثل “قوات الاستطلاع” التابعة للمازينز وقوات ديلتا أو قوات نايفي سيل التي قتلت زعيم القاعدة أسامة بن لادن. والقوات الثلاث الأخيرة تنفذ عمليات خاصة عندما تكون المعلومات متوفرة وتنسحب من الميدان، لكن القبعات الخضر تبقى لمدة زمنية أطول لأن المهمة تتطلب توغلا أكبر وسط الساكنة والبحث في الميدان عن المعلومات. وهذا يدل على فشل الأقمار الاصطناعية الأمريكية في رصد صواريخ الحوثيين من الجو.
ولم يعد هاجس واشنطن هو القضاء على الحوثيين ومساعدة السعودية بل وقف الصواريخ الباليستية التي تظهر محدودية صواريخ باتريوت المضادة.