السعودية وتركيا.. ما تفسده السياسة هل يصلحه التعاون العسكري؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1901
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

حمزة سيد
 أجندات سياسية متنافرة، وتناغم عسكري.. قد تكون الكلمات السابقة توصيفا جيدا لحالة تم رصدها خلال الأيام الماضي، تشي بتقارب عسكري بين السعودية وتركيا، خاصة بعد مشاركة قوات سعودية في التمرين العسكري المشترك «أفيس 2018/EFES 2018»، الذي تستضيفه مدينة إزمير التركية، بوحدات خاصة برية وبحرية، إضافة إلى طائرات مقاتلة من طراز «F15 S».
وانطلق التمرين، الأربعاء الماضي، وتشارك فيه قوات سعودية للمرة الثانية؛ حيث سبق أن شاركت في نسخة عام 2016.
وفي أواخر فبراير/شباط 2016، أرسلت المملكة العربية السعودية مجموعة صغيرة من الطائرات الحربية إلى قاعدة إنغيرليك الجوية في تركيا للمساعدة في القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
وفي فبراير/شباط 2018، حضرت تركيا معرض القوات المسلحة السعودية كضيف شرف، وقال السفير التركي بالمملكة، حينها، إن تركيا لها مصلحة في مساعدة السعودية على تطوير صناعة أسلحة محلية، وأن العلاقات الدفاعية والعسكرية بين البلدين «مزدهرة».
وعلق مركز «جيوبوليتيكال فيوتشرز» الأمريكي، على هذه العلاقة، قائلا إن كلا البلدين تجمعهما مصالح متداخلة ومتضاربة على المدى البعيد، حيث تخشي كل من الرياض وأنقرة التوسع الإيراني، ومع ذلك، فإنهما على طرفي معارضة في مسألة حصار قطر.
وقد دعمت تركيا بشكل عام ما اعتبرته حركات ديمقراطية خلال الربيع العربي، وهو ما كانت السعودية تخشىاه، وتحركت ضده بكل قوة.
وأضاف المركز الأمريكي أنه من المرجح أن تشعر السعودية بالقلق إزاء تواجد تركيا المتزايد في البحر الأحمر (بما في ذلك قاعدتها في الصومال) والخليج العربي (بما في ذلك قاعدتها في قطر).
وتتعرض العلاقات السعودية - التركية، من آن لآخر لهزات، ومعارك إعلامية، في ما هو أشبه بتنافس محموم على الزعامة السنية في المنطقة، فضلا عن خلافات جوهرية في ملفات إقليمية حساسة في مصر وقطر وليبيا وسوريا.
آخر معالم العلاقة المثيرة للجدل بين تركيا والسعودية ما نشرته وسائل إعلام مصرية موالية للرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، من تصريحات نقلتها عن ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان»، خلال لقاء أجراه مع إعلاميين مصريين، غداة زيارته الأخيرة للقاهرة، إذ قال: «أعداؤنا هم ثالوث الشر؛ العثمانيون، وإيران، والجماعات الإرهابية».
وترغب كل من السعودية وتركيا في تزعم صدارة العالم الإسلامي، وهو ما ظهر في التفاعل الضعيف للسعودية مع دعوة «أردوغان» لحضور قمة إسلامية عاجلة في إسطنبول ردا على قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل).
وتزيد الملفات الإقليمية من هذا التنافس بين الدولتين، خاصة فيما يتعلّق بالأزمة السورية، فبالرغم من أن الطرفين يتفقان من حيث المبدأ على دعم المعارضة السورية والمطالبة برحيل «بشار الأسد»، فإن الكثير من التفاصيل في الملف تفرقهما، خاصة ما يخصّ الأكراد، فقد ظهر مسؤول سعودي رفقة «قوات سوريا الديمقراطية» المشكلة أساسا من المقاتلين الأكراد الذين تحاربهم تركيا.
ورغم ذلك تعطي الأرقام فكرة عن حجم شراكة الطرفين، فحجم الاستثمارات السعودية في تركيا قفز إلى 11 مليار دولار، حيث توجد 800 شركة سعودية في قطاعات الطاقة والاتصالات والعقارات، حسب ما صرّح به مسؤول تركي رفيع.
كما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 6.4 مليار دولار، وهناك خطط لرفعه إلى 20 مليار دولار، وفق معطيات رسمية.

المصدر | الخليج الجديد