دكتاتورية متلونة: انتقاد تغرب ولي العهد جريمة
تفرض السلطات السعودية غرامات باهظة على من ينشر أو يُعدّ أو يرسل شريط فيديو ينتقد فيه الانفتاح الذي يقوده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في ظل تخوفات من ردود فعل غاضبة في مجتمع محافظ لم يعتد على مشاهد الرقص في الشوارع.
تقرير: عاطف محمد
في أعقاب تداول مئات أشرطة الفيديو الفاضحة والغريبة على المجتمع وعاداته وتقاليده الاجتماعية والدينية، وبعد أن أثارت الفيديوهات موجة من الغضب لدى غالبية الشعب، لم تجد السلطات طريقة لتغطية الفضائح إلا بفرض عقوبات مشددة على متداولي المقاطع، خصوصاً دعوات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الانفتاح والعودة إلى الإسلام المعتدل.
ونشرت النيابة العامة بياناً عبر حسابها على “تويتر” قالت فيه: “كل من أنتج أو أعد أو هيأ أو أرسل أو أعاد إرسال ما من شأنه المساس بالقيم الدينية عن طريق شبكات التواصل الإجتماعي، أو أحد المواقع الإلكترونية، يعاقب بالسجن مدة تصل 5 سنوات وبغرامة تصل ثلاثة ملايين ريال”.
ومع التحول الجديد في المجتمع الذي يتبناه ابن سلمان، لا ينفك رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن رصد فيديوهات تحمل تصرفات فاضحة وغريبة أثارت غضب الكثيرين من الحالة التي وصل إليها بلد يضم في جنباته الحرمين الشريفين، وهو ما أوقع السلطات في إحراج شديد ليصدر مثل هذا القانون.
ويتخوف مراقبون لخطوات ابن سلمان “الاتفتاحية” أن يكون تلاعبه بالهوية السعودية والعمل على تغيير البنية الفقهية والفكرية التي تكونت منذ تأسيس المملكة بمحاولة عنيفة للتحول إلى “العلمنة”، أنه يكون يسرع بعدم الاستقرار في السعودية خلال الفترة المقبلة، في ظل رفض المجتمع المحافظ لهذه الخطوات بما يدفع إلى تزايد الغضب اتجاه الحكم الحالي، وربما يؤثر باتباع خطوات أكثر عنفاً.
قد يحمل التحول السريع والمفاجئ للمجتمع ومحاولات الاستئثار بالسلطة، وتحويلها إلى سلطة الرجل الواحد في المستقبل، ردود فعل غير متوقعه بحسب المراقبين، حيث لا يمكن استبعاد إمكانية الرد العنيف من قبل بعض الرافضين لسياسات العلمنة، أو أن تشهد البلاد موجة من العنف يقودها التيار الوهابي المتشدد والذي يحكم المملكه منذ تاسيسها.