السكوت علامة الرضا! لماذا لا تتنصّل إسرائيل من تصريحات الجنرال يدلين صديق الجنرال السعوديّ الفيصل بأنّ سلاح الجو سيُبيد منظومة S300 إذا وصلت لسوريّة من روسيا؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2053
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
رغم أنّه لا يحمل أيّ صفةٍ رسميّةٍ في المؤسسة الأمنيّة أوْ السياسيّة في كيان الاحتلال، فإنّ الجنرال احتياط، عاموس يدلين، بات في الأسابيع الأخيرة، الناطق غيرُ الرسميّ بلسان صنّاع القرار في تل أبيب، ويُطلق التهديدات بمناسبةٍ أوْ بغيرها، ويقوم الإعلام العبريّ والغربيّ باقتباس أقواله وكأنّها تُمثّل الموقف الإسرائيليّ الرسميّ.
الجنرال يدلين، الذي يرأس مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابع لجامعة تل أبيب، وهو أهّم مراكز الأبحاث في الدولة العبريّة، ويؤثّر كثيرًا على دوائر صنع القرار في إسرائيل، قال أمس لصحيفة (يسرائيل هايوم)، المُقربّة جدًا من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إنّ إرسال روسيا منظومة إس 300 إلى سوريّة سيدفع إسرائيل إلى استهدافها، على حدّ تعبير القائد الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان).
وتابع الجنرال يدلين، الذي كان أحد الطيارين الذين قصفوا المفاعل النووي العراقي عام 1981، تابع قائلاً إنّ نشر المنظومة الروسيّة سيتّم في النهاية، حينها سيعمل سلاح الطيران الإسرائيليّ على تدمير هذا التهديد، بحسب وصفه.
ولفتت الصحيفة العبريّة في تقريرها إلى أنّ عددًا من المُحللين الإسرائيليين أجمعوا على أنّه في حال زودت روسيا النظام السوريّ بالمنظومة المضادة للطيران المتطورة (إس 300)، فإنّ إسرائيل قد تستهدفها، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ موسكو روسيا قد تزود النظام السوريّ بمنظومة (إس 300) المضادة للطيران، ردًّا على العدوان الثلاثيّ ضدّ سوريّة، الذي نفذّته أمريكا وفرنسا وبريطانيا فجر السبت الماضي، الرابع عشر من الشهر الجاري.
ونقلت عن المحللين قولهم إنّ إسرائيل قد تستهدف الإرساليات التي ستحمل المنظومة الروسية المتطورة، وذلك لمنع أيّ تغيير في التوازن العسكري لمصلحة النظام السوريّ، بحسب تعبيرهم.
في الوقت نفسه، عبّر المُحلّلون عن تخوفهم وتوجسّهم من أنّ هجومًا إسرائيليًا يستهدف أسلحة تقدمها موسكو لدمشق، قد يؤثر بشكلٍ سلبيٍّ على العلاقات الروسيّة الإسرائيليّة.
وكان الجنرال يدلين، وهو صديق قريب جدًا لرئيس الاستخبارات العسكريّة في المملكة العربيّة السعوديّة، تركي الفيصل، كان صرحّ في وقتٍ سابقٍ إنّ الدولة العبريّة ارتكبت أخطاءً عديدة في السنوات السبع الأخيرة فيما يتعلّق بسياستها بسوريّة، مُشدّدًا في الوقت عينه، على أنّ ما أسماه “جلوس إسرائيل على الجدار” كان خطأً، وأنّه كان يجب عليها أنْ تعمل من أجل تصفية الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، سياسيًا، أوْ على حدّ تعبيره، العمل على إخفائه عن المشهد.
وتابع قائلاً إنّ عدم وجود أغلبيّةٍ يهوديّةٍ في هضبة الجولان، أيْ في الجزء الذي احتلّته إسرائيل في عدوان العام 1967، هو إخفاق، مُشيرًا في الوقت نفسه إلى أنّه يتحتّم على أقطاب تل أبيب السير في عمليةٍ سياسيّةٍ، لـ”أننّا يجب أنْ نستغّل وجود الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، المؤيّد جدًا لإسرائيل في البيت الأبيض”، على حدّ تعبيره.
ورأى يدلين أنّه يتحتّم على الدولة العبريّة تغيير سياساتها التي وصفها بالحياديّة فيما يتعلّق بالأحداث الجارية في سوريّة، لافتًا إلى أنّه آن الأوان لأنْ تعمل إسرائيل على إقناع المجتمع الدوليّ بضرورة تقديم الرئيس الأسد، إلى المحاكمة الدوليّة في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وأيضًا جرائم ضدّ الإنسانيّة، على حدّ قوله.
في سياق ذي صلةٍ، قال المُحلّل تال ليف رام، من صحيفة (معاريف) العبريّة إنّه في المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب في جهاز الأمن يعتقدون بأنّ إيران تُواصل الاستعدادات والتجهيزات المتقدّمة نحو عملية انتقام ذات مغزى ضد إسرائيل، وفي هذا التوقيت فإنّ التصريحات المنشورات في وسائل الإعلام العبريّة في الأيّام الأخيرة لم تكُن صدفةً، وهدفها نقل رسالة لإيران بأنّ إسرائيل تلاحظ الاستعدادات وتستعد لردٍّ مضادٍّ واسع النطاق، إذا ما نفذوا تهديداتهم والاستعدادات التي يقومون بها تمهيدًا لعملية الثأر، كما أكّد.
ورأى المُحلّل أنّ هذه الرسالة موجهة أيضًا إلى روسيا والولايات المتحدة وتستهدف الإشارة إليهما بأنّ الأزمة الحالية أكبر من التوتر الذي نشأ في أعقاب العدوان الأمريكيّ ضدّ سوريّة، وأنّهما، أيْ موسكو وطهران، إذا لم يعملا على لجم الإيرانيين فإنّ من شأن المنطقة أنْ تنجر إلى الحرب، حسب تعبيره.
وشدّدّ المُحلّل على أنّ التهديدات الإسرائيليّة يجب أنْ تُعتبر جزءً من حربٍ نفسيّةٍ تخوضها إسرائيل حيال إيران، في محاولة لحمل الإيرانيين على عدم العمل ضدّ إسرائيل ولتحريك الروس للتدخل ووقف قائد قوة القدس قاسم سليماني من جرّ المنطقة إلى الحرب.
وفي هذه العُجالة يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: لماذا لا تتنصّل إسرائيل من تصريحات يدلين؟ والسؤال الثاني: هل العلاقة الوطيدة بينه وبين الفيصل لها التأثير على تصريحاته العنتريّة ضدّ سوريّة وروسيّا؟